معركة النبطية بين الربح والخسارة


انتظار اعلان تيار الانتماﺀ اللبناني الذي يرأسه احمد الاسعد لائحته المنافسة في دائــرة النبطية ذات المقاعد الثلاثة الشيعية، فإن تشكيلة اللائحة المقابلة اتضحت تماماً، وهي ستضم كلا من النواب، محمد رعد (الوفاﺀ للمقاومة)، ياسين جابر وعبداللطيف الزين (التنمية والتحرير) "علماً بأن الاخير حسم التكهنات حوله بتقديم طلب ترشحه رسمياً الى وزارة الداخلية.

ينتظر ناخبو دائــرة النبطية وعددهم نحو 118845، منهم 113987 ناخباً شيعياً و4858 ناخباً مسيحياً حتى الآن اتضاح المشهد الانتخابي في النبطية بشكل كامل. ومع ان هذه الدائرة يــعــتــبــرهــا حــــزب الــلــه وحــركــة امل "في الجيبة" إلا ان الاجــواﺀ الانتخابية تسير بوتيرة مرتفعة شيئاً فشيئاً، وذلك باعداد العدة كاملة لمعركة يريد منها الثنائي الشيعي تأكيد سلطته المطلقة على تلك الدائرة، اذ انه وبحسب مسؤولين في ماكيناتهما فإن هــذه الــدائــرة ستشهد كثافة كبيرة في الاقتراع قد تصل الى عتبة الـ 70 %، وذلك في محاولة لكسر رقم 65 % القياسي الذي سجل في انتخابات 2005. وفي مــجــمــل عـــدد الاصـــــوات تتوقع ما كينا ت ا لتحا لف ا ن تحصد لائحتهم اكثر من نحو 65 الفا من اجمالي عدد المقترعين اي ما يقارب 59 ’الـ % من الاصوات وهو ما يــرون فيه انجازاً كبيراً اذا حصل.

بدوره يناور تيار الانتماﺀ حتى مع اقتراب اغلاق باب الترشيح فــي السابع مــن نيسان الجاري في الاعلان عن لائحة المواجهة والتحدي كما يحلو لانصاره ان يسموها. يدافع هؤلاﺀ عن التزام "احمد بيك" باستراتيجية التكتم وعدم التصريح لانه يخدم اهداف المعركة الانتخابية العليا، التي يأمل الانتماﺀ ان تكون خسارتهم مربحة اذا ما سارت الامور حسب الــخــطــة الــمــرســومــة لــهــا. وفــي تفصيل ا ستر ا تيجية ا لا نتما ﺀ فــإنــهــا تــقــوم عــلــى ركــيــزتــيــن اســاســيــتــيــن. اولـــهـــا: اخــتــيــار مرشحين من داخل المستقلين الــشــيــعــة والــذيــن يــعــبــرون في مواقفهم عن معارضة لحركة امل وحزب الله. وفيما تبقى اللائحة الانــتــمــائــيــة طــي الــكــتــمــان فــإن ملامحها الاولية تسير للتحالف مع المرشح اليساري محمد علي مقلد.

يدفع مقلد بملف التحالفات الى ما بعد 7 نيسان وهو موعد اغلاق باب الترشيح. وعن اتجاهه للتحالف مع الاسعد يصرح بأنه "لا يــجــد حــرجــاً فــي التحالف مــع كــائــن مــن كـــان، اذا مــا كان هـــذا الــطــرف يقبل بمشروعي الانتخابي الذي يقوم على مشروع الدولة، واي طرف سياسي يخرج الــجــنــوب مــن عــزلــتــه". ويــرفــض مقلد الاتهامات بأن اي مرشح في الجنوب هو مرشح ضد المقاومة قائلاً" لست مرشح تحد للمقاومة، فهذا الطرح مشتبه فيه وهو بــمــثــابــة طـــرح تقسيمي يــفــرز اللبنانيين وتحديداً الجنوبيين بــيــن مــؤيــد ومـــعـــارض، فـــإذا ما اعلنت تأييدك لها يضعونك في خانة 8 آذار وفي حال معارضتك فأنت في تحالف 14 آذار، ونحن نعترض على هذه اللغة وهذا التقسيم".

فـــي مـــــوازاة ذلـــك لا يـــزال مــوضــوع تــرشــح رئــيــس تجمع الــهــيــئــات الاقـــتـــصـــاديـــة في النبطية عــبــدالــلــه بــيــطــار في ضبابية تامة بانتظار اتضاح المشهد، ويعبر بيطار عــن "استعداده للترشح على لوائح الانتماﺀ بناﺀ على المشاورات التي يقودها مع المهتمين في هــذا الــشــأن"، علماً بــأن بيطار، يمكن اعتبار ترشحه على لوائح الانتماﺀ اذا ما تم بأنه سيعطي دفعاً الى الامــام للائحة بفضل مــوقــعــه ومــهــامــه الاقــتــصــاديــة والتجارية، على ان القرار النهائي قد يصدر عن بيطار في السابع من الجاري".

امــا في الثاني فــإن ما يعمل عــلــيــه الــيــوم مــن قــبــل ماكينة الانتماﺀ تفعيل عمل مسؤولي القرى والبلدات والتقرب اكثر فأ كثر مما يمكن تصنيفه من الناخبين فــي دائــرة المستقل والمتردد وحثهم على الاقتراع لمشروع التغيير.

وفي زيــادة على ذلك لا يجد موظفو الانتماﺀ الذين يدأبون منذ بداية العام على اعادة لم شمل قواعدهم الناخبة مستفيدين كذلك من آراﺀ كثيرين ابتعدت اكثر فأكثر عن مواقفها المؤيدة لحزب الله وحركة امل بعد حرب تموز نتيجة خروقات في توزيع الــتــعــويــضــات وحــرمــان القسم الآخر منها. ولهذا تشير اوساط فــي ماكينة الانــتــمــاﺀ الــى ان "مقدار المفاجآت سيكون مدوياً في نتائج الانتخابات، وتحديداً في دائــرة النبطية" ومــع تأكيد هذه الاوســاط "الى ان الخسارة متوقعة ولا احد يجادل في ذلك الا ما ستحققه لائحة التيار من نسبة الاقتراع سيتجاوز حدود الـ 20 % من المقترعين اي بمعدل 25 الف صوت للائحة".

يتوقع ان يعلن احمد الاسعد خلال اجتماع لكوادر وناشطي التيار في فندق الحبتور في الخامس من الشهر الجاري تركيبة لوائحه في العديد من الدوائر التي ينوي خوض الانتخابات فيها. على ان مسألة التحالفات ستبقى مدار بحث ونقاش حتى يوم الانتخاب.

تعليقات: