ماذا لو اجتاح حزب الله المناطق المسيحية بملصقاته كما فعل المستقبل؟

المستقبل..  حرب الصور والملصقات الاعلانية
المستقبل.. حرب الصور والملصقات الاعلانية


انها حرب الصور والملصقات الاعلانية بالتأكيد! تيار المستقبل وقبل أشهر من المعركة الانتخابية حجز غالبية الملصقات الاعلانية في شوارع جبل لبنان وخصوصا في المتن الشمالي وكسروان، وأغدق الطرقات بشعارات بعضها حمل توقيع 14 آذار، شعارات أتت متأخرة جدا ومن خارج سياقها، والبعض الآخر وبصراحة لم يُفهم مغزاه، هل هو شعرٌ واليوم أصبح الشعرُ رفيق الحليف الحكيم؟ أو هو إستشراف سلطة 13 تشرين بالمستقبل؟

"سيادة حرية استقلال"

"مستقبل واعد لا محالة"

"الحاضر وقت غير موجود الا في المستقبل"

"قرارك بايدك"

"المستقبل هو حيث تمضي ما تبقى من حياتك"

و"لبنان اولا".

ولنبدأ من الشعار المستعار من التيار الوطني الحر سيادة حرية استقلال. انها بالفعل لمفارقة أن يستفيق تيار المستقبل اليوم على هذه المثل التي تجاهلها سنينا، في وقت كان يشدّد على" الشرعي، الضروري، والموقت". وذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة الى هذه الدرجة ولو عملوا على محوها، فالتاريخ لا يرحم.

بالفعل المستقبل واعد، فهو وعد بالأمن واذ بالدم اللبناني يسيل في غياب أي متّهم والمنظمات الأصولية تتنامى. وعد بالاقتصاد واذ بالدين العام يكاد يبلغ الخمسين مليار دولار، وعد بالازدهار واذ بمعدل الهجرة يتصاعد بنسب لم يشهدها لبنان سابقا.

قرارك بايدك! نعم، و لكن للأسف قرارهم ليس بيدهم، فمن أهدى مفتاح بيروت الى غازي كنعان ومن تحضر السفيرة الاميركية كل مهرجاناته السياسية، ومن لا يتخذ قرارا الاّ بالعودة الى مرجعه السعودي انما يصعب عليه امتلاك قراره.

اذاً تيار المستقبل قرر اجتياح مناطق نفوذ التيار الوطني الحر السياسية، بملايين من الدولارات صرفها على الملصقات الاعلانية الانتخابية، علما أن حقه الديمقراطي يجيز له ذلك. ولكن السؤال لماذا لم يجيّر مساحته الاعلامية الى حلفائه المسيحيين لعلّهم يروّجون لأنفسهم؟

حجز الملصقات تمّ باكرا وبالطبع يستمر حتى ما بعد فترة الانتخابات. ولنتذكر بعد حرب تموز عندما وضعت ملصقات تتعلق بنصر حرب تموز كيف انتفض بعض المتطرفين والمنغلقين على ذاتهم الميليشوية وأحرقوها كما أحرقوا راهنا ملصقات التيار "فكر صح تيصح الوطن"، وهنا السؤال المشروع ماذا لو أغرق حزب الله شوارع جبل لبنان بشعاراته؟ كيف كانت ستكون ردّة فعلهم؟

المسؤول الاعلاني في التيار الوطني الحر سامي صعب قال ان الفريق الآخر كان ليعتبر أن ايران اجتاحت المناطق المسيحية لو علّق حزب الله شعاراته، ولكن في المقابل يحق للمستقبل أن يشكر السعودية وأن يتفلسف علينا في مناطق لا وجود شعبي له فيها. ولا بدّ لنا أن نسجل لأهالي المنطقة تصرفهم الراقي، حيث لم يبادروا الى التعرض لصور المستقبل كما تعرضوا لصور التيار.

وأشار صعب الى مضمون الملصقات المحرّض والمزّور للتاريخ بهدف غسل دماغ اللبنانيين، لافتا الى أن الاعلان السياسي لا يجب أن يكون سلبيا ومثيرا للنعرات، متمنيا لو بدلا من هدر الأموال بهدف التفرقة، استخدمت ملايين الدولارات لنشر الايجابية واقناع الناس بالأسباب التي يجب أن ينتخبوا المستقبل على أساسها.

وفي المقابل، أكد صعب أن امكانات التيار محدودة مقابل ريالات المستقبل التي لا تحصى ولا تعدّ، والمفارقة اليوم هي كيفية استعمال قدرة التيار المادية المحدودة بطريقة ذكية. وأوضح أن التيار حجز بعض الملصقات لعرض حملته الانتخابية الاعلانية ذات المضمون النافر ايجابيا، مثلا

"من التعتير الى التغيير". و لفت صعب الى أن التيار قرر عدم الردّ على هذه الشعارات الاّ في صناديق الاقتراع لأنهم لا يستحقون الردّ الاعلاني، وشدّد على أن تركيز التيار هو على بناء الجمهورية الثالثة.

حملة التيار الاعلانية ستكّمل حملة "شو ما كان لونك فكر صح، وفكر صح تيصح الوطن" بمزيد من الانفتاح على الجميع ومن بينهم الخصوم السياسيين. وعن امكان حرق البعض ملصقات التيار من جديد، أمل صعب الاّ نصل الى هذا المستوى من التوتر، ولمن لا يستطيع تحمل الرأي الآخر ديمقراطيا، اعتذار من القلب على أمل أن نتمكن من التصارع بالأفكار و ليس بالعنف كي يصح تفكير البعض ويصح الوطن.

تعليقات: