كرة قدم الدبلوماسية الناعمة مع مصابي العنقودية والألغام

السفيرات الثلاث يتوسطن فريقهن
السفيرات الثلاث يتوسطن فريقهن


النبطية :

أضفت السفيرات البريطانية والأسترالية والنروجية في لبنان فرنسيس ماري غاي وليندل ساكس وأودليز نورهايم جواً من البهجة والإلفة التي امتزجت بأجواء الحماسة والتصفيق والهتاف. خلعت الدبلوماسيات الثلاث ازياءهن الرسمية ولبسن البزات الرياضية وشمرن عن سواعدهن وشاركن في مباراة كرة القدم الودية التي جرت بين فريق الناجين من الألغام في الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين وفريق موظفي السفارات التي يمثلن. وتهدف المباراة التي نظمتها الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين بالتعاون مع جمعية المساعدات الشعبية النروجية على ملعب معتقل أنصار سابقاً، للفت أنظار العام إلى أوضاع ضحايا القنابل العنقودية والألغام لحثهم على تأمين التمويل اللازم للتخلص منها، وذلك في بادرة هي الاولى من نوعها.

وجاءت فكرة تنظيم المباراة إثر لقاء جمع السفيرة النروجية أودليز نورهايم ونادي الناجين من الألغام في الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين في بيروت، بهدف تسليط الضوء على مشكلة الألغام والقنابل العنقودية الإسرائيلية.

حضر المباراة النائبان ياسين جابر وعبد اللطيف الزين، محافظ النبطية القاضي محمود المولى، رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين السيدة رندة برّي، مندوب اللجنة الوطنية للأعمال المتعلقة بنزع الألغام المقدم محمد الشيخ، المفوض العام لكشافة الرسالة الإسلامية حسن حمدان وأفراد من الجالية اللبنانية في بريطانيا وأستراليا والنروج وممثلون عن جمعية «فري توبلاي» وحشد من المهتمين والمشجعين. استهلت المباراة بكلمة ترحيبية من مهى الشوباصي جباعي باسم الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، ثم أعلنت السفيرة النروجية نورهايم أن تنظيم المباراة جاء بعد التوقيع على المؤتمر الدولي لحظر القنابل العنقودية الذي عقد في اوسلو في الرابع من كانون الثاني من العام 2008، واعتبرت المشاركة فيها إلى جانب مصابي القنابل العنقودية هو عمل رائع، ليس من اجل المرح فحسب، بل من اجل ايصال رسالة تؤكد ان الحياة لا تقطعها قنبلة، وان المثابرة وتحدي الواقع هما النجاح وهما الامل، واننا هنا لنؤكد على اهمية ان يكون هناك وعي جدي حيال الالغام بكل انواعها، وان نشد على عزيمة هؤلاء الاشخاص المصابين بالالغام الذين اثبتوا بجدارة قدرتهم وطاقاتهم على خلق الامل وحولوا مأساتهم إلى قوة وعطاء. ولفتت نورهايم إلى أن لبنان كان ثالث دولة وقعت على اتفاقية حظر القنابل العنقودية، معتبرة ان التوقيع على هذه الاتفاقية مهم جدا، لكن يجب ان لا ننسى الاراضي التي لا تزال مزروعة بالألغام وللأسف لبنان واحد من ضحاياها. بدورها أبدت السفيرة البريطانية غاي سعادتها لوجودها في هذا اللقاء ضمن السفيرات الثلاث اللواتي قدمت بلادهن المساعدات للمساهمة في عمليات نزع القنابل العنقودية. بعد ذلك حركت السيدة بري الكرة معلنة انطلاق المباراة التي شاركت في جزء منها السفيرات الثلاث اللواتي ارتدين ملابس الرياضة وشكلن رأس حربة فريق موظفي السفارات بالهجوم ضد فريق الناجين من الالغام. وأسفرت المباراة عن فوز فريق الناجين من الالغام بنتيجة (2ـ1).

وفي ختام المباراة باركت السفيرة البريطانية فرنسيس ماري غاي لفريق الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين تفوقه على فريق السفارات الثلاث، فيما رأت برّي أن مصابي الألغام والقنابل العنقودية يوجهون من خلال هذه المباراة صرخة مدوية لمصنعي هذه القنابل والألغام كي يكفوا عن صناعتها وتصديرها لإسرائيل لقتل النساء والأطفال والشيوخ، وهم بذلك يسلطون الضوء على هذه المشكلة وضرورة المساهمة في الخلاص منها، ويؤكدون أنها لن تمنعهم من ممارسة هواياتهم والعيش حياة طبيعية.

وشكرت برّي السفيرات الثلاث لتشجيعهن على إقامة المباراة ومشاركتهن فيها, مما ولد شعوراً عامراً بالفرحة والسعادة والحماسة الشديدة.

بعد ذلك وزعت الميداليات على الفريقين وقدمت بري دروعا تكريمية للسفيرات الثلاث.

اعضاء فريق المصابين بالقنابل والألغام
اعضاء فريق المصابين بالقنابل والألغام


تعليقات: