190 حفرة تربط طرق حاصبيا العرقوب وتعطل سيارات المواطنين

 مواطنون ينظفون حفرة صغيرة لردمها
مواطنون ينظفون حفرة صغيرة لردمها


حتى «الزفت الانتخابي لم يزرها» والأهالي يعبّدونها على نفقتهم..

حاصبيا :

استحقت طرق حاصبيا ـ العرقوب وعن جدارة تسميتها وبامتياز سيدة الحفر، فهي المنتشرة بكثافة والمزروعة بشكل عشوائي في معظم الطرق الرئيسية والفرعية، التي تربط قرى القضاء ببعضها البعض. حفر سامة تنمو وتكبر مع حركة المرور وتساقط الأمطار لتتوسع وتتعمق بسرعة، فتطال بأنيابها الحادة العابرين ملحقة الأضرار الفادحة بهم وبآلياتهم، وتعمل ببرودة اعصاب على عرقلة حركة السير في كل اتجاه.

يشكو الأهالي والعابرون من ضرر الحفر التي تحولت مع الوقت إلى أفخاخ مميتة، همها أبدا وعلى مدار الساعة التنكيل بأصحاب الآليات وتشويش حركتهم من دون أن يرف للجهات المعنية، وخاصة المتشبثين بنعم النيابة، اي جفن، فتراهم يديرون بنظرهم ووجوههم عنها، إلى لوائح الشطب المعلقة على ابواب مكاتبهم وكأن فيها وحدها خلاصهم في هذا الموسم الربيعي. موسم كان الناخبون يأملون منه ان يكون فرصة سانحة لتحقيق وتأمين كل متطلباتهم وحاجياتهم الخدماتية، ومنها بشكل خاص توسيع وتعبيد طرق قراهم المشوهة بالحفر والمطبات، والتي كانت وما تزال تنكد عيشهم وتلعب بأعصابهم وأرزاقهم، وحتى بحياتهم من دون حسيب او رقيب.

يشير مختار بلدة برغز اسماعيل حرفوش إلى انه بالكاد يمكن تحديد الطريق التي تربط بلدته بتقاطع طريق عام كوكبا ـ قليا ـ بلاط، لقد اختفى عنها الإسفلت لتتحول الى طريق ترابية وكأنها شقت حديثا، فأصحاب السيارات يتجنبون المرور عليها، حتى بات يمكن القول إن الطريق سالكة للجرارات الزراعية وشاحنات الكسارات، إن لم نقل للحيوانات فقط. يبدي المختار عتبه على المعنيين الذين لم يهتموا بقضايا بلدته وخاصة تعبيد طريقها، «فلا يجوز أن تحرم البلدة من حقوقها من دون ذنب ارتكبته، خاصة ان الإهمال بدأ ينعكس سلباً على اوضاعها الحياتية والمعيشية، فهجرها اكثر من 70 في المئة من سكانها.

يحصي الصيدلي رشاد مداح 112 حفرة صغيرة و77 كبيرة على الطريق بين حاصبيا والكفير، سبع حفر منها يسقط فيها دولابا السيارة دفعة واحدة. يقول مداح إنه «من المؤسف فعلا ان تبقى الطريق وطولها 11 كلم فقط من دون توسيع او تعبيد منذ سبعين عاما. ومن المفارقة، يضيف، أن الطريق تبدأ من محيط منزل الوزير طلال ارسلان في حاصبيا، لتمر من امام مدخل دارة النائب انور الخليل في زغلة، وتنتهي عند منزل نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرة في الكفير، وهي التي تشهد بشكل شبه يومي مواكب نوابنا، خاصة في هذا الموسم الحافل بحركة بلا بركة، وكل هذا الكم من المسؤولين الذي يسلكون هذا الطريق لم يضعها في دائرة اهتمامهم، لتبقى علة العلل فتعطل سياراتنا وتهز ابداننا وتكبدنا خسائر مادية نقوى جميعا على دفعها كضريبة اهمال مسؤولينا».

يضطر أبو سمير، وهو سائق حافلة مدرسية، لسلوك طرق أكثر من بلدة حاصبانية يوميا بحكم عمله في جمع الطلاب، ويعبر عن أسفه للإهمال الذي تشهده الطرق الرئيسية والفرعية في المنطقة، «فهي إضافة إلى ضيقها أصلا تحولت بمجملها الى حفر متنوعة الأحجام والأعماق، تلحق بالسيارت اعطالاً شبه يومية فالتجول عليها اشبه بقصاص من الجهات المسؤولة للمواطن المسكين، الذي بات يدفع فاتورة اضافية يمكن ان تسمى فاتورة الطرقات المشوهة التي ترتفع شهريا، لتضاف على فواتيره المتعددة التي ينوء تحتها». ويضيف «لقد سمعنا وشاهدنا في مناطق مجاورة ورش الإسفلت تعمل بمناسبة وغير مناسبة، فلماذا استثناء هذه المنطقة التي كانت مسرحا للاعتداءات الإسرائيلية وللنسيان، متسائلا هل عدم وجود معركة انتخابية فعلية هنا بات السبب في غياب الزفت مثلا، وخاصة ما يسمونه بالزفت الانتخابي ؟

يعترف النائب قاسم هاشم بالتقصير في هذه المنطقة لجهة التشويه الحاصل بطرقاتها، فبدل ان تكافأ هذه القرى الصامدة الصابرة «نجدها في حالة يأس نتيجة للغبن والتناسي والإهمال»، موضحاً ان ملف الطرق هنا وضع على نار حامية، ونأمل ان نتمكن خلال فترة قريبة من إصلاح العديد منها علماً بأن توسيع وتعبيد طريق زغلة ـ شويا ـ شبعا سيباشر بها خلال فترة شهرين، وبقية طرق القضاء بصدد إعداد ملفات لها.

ويشير وكيل داخلية حاصبيا ـ مرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي شفيق علوان، إلى أنه يتم إعداد ملف كامل متكامل عن وضع وحاجيات المنطقة لطرحها مع وزارة الأشغال.

ومع الوضع المستعصي للطرق، بدأ العديد من اهالي بلدة حاصبيا، وعلى نفقتهم الخاصة، ترقيع العديد من الحفر المنتشرة بكثافة على طرق بلدتهم، خاصة أصحاب المنازل والمحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة المنتشرة على جانبي الطرق الفرعية والرئيسية.

وتأتي خطوة الأهالي، بإصلاح الحفر المختلفة الأعماق والأحجام، بعد طول انتظار ولسنوات عدة اضطروا خلالها، وعلى مضض، لتحمل الوحول والمستنقعات شتاءً، والغبار صيفاً، إضافة إلى الأعطال التي لحقت بمركباتهم، وبمئات السيارات العابرة، من دون أن يبدو في الأفق أي اتجاه للجهات المعنية يشير إلى إمكانية تعبيدها بالأمد المنظور.

ويقول أنور شبلي، صاحب مؤسسة لبيع إطارات السيارات، إن الناس ضاقوا ذرعاً بالغبار الذي يلف ومنذ ساعات الصباح الأولى محتويات مؤسسته، فقام بإطلاق المبادرة الأولى لترقيع الحفر على نفقته الخاصة متعاوناً مع أصدقائه في تنظيف العديد منها ومن ثم صبها بالبيتون المسلح، مشيراً إلى أن المشكلة التي تواجه الترقيع تكمن في الفترة الزمنية الفاصلة لتجميد البيتون في الحفرة الذي يلزمه حوالى الـ 24 ساعة.

تعليقات: