السيد علي سعيد زلزلة، عليك منا السلام


أبو حسين، عليك رحمة من الله يا سليل أهل البيت عليهم السلام،

لقد كنت وصولا للرحم، رجل في الملمات، حنون في المواقف، جريئا في الخطب، وفيا لأترابك مهما باعدتهم مشاغل الحياة وهمومها. عهدناك صلبا شامخا، سيفتقدك محراب الجامع، وبهو الحسينية، وصحبة شيخ بلدتنا. أصحيح أن عشت جل أيامك في دنيا الاغتراب في الكويت الشقيقة، ولكن لم تبخل على بلدتك الخيام بحسن العشرة، ونبل الأخلاق، وتفقد مريض، واغاثة محتاج، ومساعدة عاجز.

أن أنسى فلن أنسى وقفتك الجريئة عصر أحد أيام الصيف في حسينية البلدة بعد التحرير في عام 2000، حينها تصديت لمن جاء يبيعنا كلاما معسولا ووعودا زائفة مقرونة بزخرف القول، فلم تنطلي عليك تلك الألاعيب، وكنت كما عاهدناك دوما، حيث قلت كلمة الحق في وجههم جميعا، ولم تأخذك بالحق لومة لائم، ناصحا لأهل بلدتك، صدوقا في بيان حقوقهم التي أغفلت ردحا من الزمن.

أما تريدني أن أنسى حينما وجدتك تجول في معتقل الخيام بصحبة أحد أحبار أخوننا النصارى، معددا له ظلم بني صهيون، شارحا له شدة العذاب الذي تحمله صناديد المقاومة من أجل أن تنجلي غمة احتلالهم البغيض لتراب جبل عامل الأشم.

أما تريني أن لا أذكر كرمك وسخاك مع ضيوف بلدتنا من أخوننا العرب وبالأخص الكويتين، وتفانيك من أجل القيام بواجبات الضيافة وحسن الرفادة التي كنت أهلا جوادا لها.

يا أبا حسين، لقد تركت مكانك جرحا، لن يبرأ مع توالي الأيام، وأنقضاء الأزمان، وتداعي مراحل العمر. وتجدنا مقصرينا في حقك مهما ذكرنا من طيب أقوالك وعددنا من مكارم أخلاقك، وأوجزنا من حسنات أفعالك. فيا رجل قل نظيره في هذا الزمن الأجوف، حين ندرت علينا الأيام ان تجود بما هو من أمثالك، يا سيد في الدنيا والأخرة انشاءالله تعالى.

عليك منا السلام وابتهالنا الى المولى عز وجل أن يسكنك فسيح جناته مع العترة الطاهرة، وحسن أولئك رفيقا، وأن على فراقك يا أبا حسين لمحزونين.

الحاج أحمد مالك عبدالله - أبوظبي

سجل التعازي

تعليقات: