نزلة علي الضابط وطلعة الحاج نايف

علي الضابط في صالونه الجديد
علي الضابط في صالونه الجديد


على الرغم من أني كنت زبوناً دائماً عند "علي الضابط" لسنوات طويلة فقد كنت وما زلت أجهل إسمه الحقيقي، لقد غلب عليه اللقب...

على كلٍ فهو لقب ممتاز قياساً بالألقاب الكثيرة التي أطلقت على العديد من الأشخاص والعائلات الخيامية والتي لا يسعنا ذكرها كي لا نخدش شعور أي من أصحابها.

علي الضابط، الحلاق الرجالي، الذي لم يترك عمله في الخيام قبل التحرير وبعده، أجبر على مغادرة البلدة خلال عدوان تمّوز بعدما انهالت أولى القذائف التي استهدفت البلدة بكثافة على المحلّة، حيث كان صالون الحلاقة الخاص به، مما أدى إلى تضرره تماماً لكن "الضابط" نجا بأعجوبة.

علي الضابط (هو ملقّب كذلك رغم أنه لا يفقه شيئاً في الأمور العسكرية) عاد للعمل في الخيام في الأيام الأخيرة، لكن ليس في نفس المكان، بل في ساحة البركة على بعد مئتي متر تقريباً من مكانه الأول..

"نزلة علي الضابط" هو إسم الشارع (كما يتداوله الناس) الذي كان صالونه كائناً فيه سابقاً... الملفت أن الشارع ما زال يحمل نفس الإسم، إذ أن علي الضابط غادر المطرح ولم يتغيّر إسم الشارع... ربما يأي ذلك أسوة بــ "طلعة الحاج نايف"!

فالطلعة التي كان علي يمينها بيت الحاج نايف، كان يُطلق عليها إسم "طلعة الحاج نايف"!

وخلال عدوان تموز دُمّر هذا البيت (بل دُمّر الحي بالكامل، وبعد عودة الأهالي أطلق البعض عليه إسم المربّع الخريسي)...

وبعدما ارتأى الحاج نايف أن يبني بيتاً بديلاً في مكان آخر، وبعدما أكمل البناء وسكن فيه لم يغيّر ذلك شيئاً في تسمية الشارع القديم بل بقي الناس يطلقون عليه إسم "طلعة الحاج نايف"!

علي الضابط والحاج نايف تركا المنطقة، منذ أكثر من سنتين، حيث كانا.. لكن الشارعان بقيا يحملان إسميهما!

على رأس طلعة الحاج نايف وعلى بعد أمتار قليلة من آخر نزلة علي الضابط يكمن بيتي، بالتالي يمكن القول أني كنت جاراً لكليهما وعرفتهما حسن المعرفة، لذا أقول أن السبب مردّه في أن هذين الشخصين تركا أثراً طيباً لدى الجيران حيث كانا حتى بقي الشارعان يحملان إسميهما.

هنيئاً للصديق الحاج نايف ولعائلته مسكنهم الجديد!

ومبروك لــ "علي الضابط" عودته لمزاولة عمله المبدع في الخيام في محلٍ أوسع وأمام ساحة تستوعب أعداداً كثيرة من السيارات، لا تخلق الزحمة التي كان يسببها زبائنه في السابق.

البيوت التي كانت كائنة على جانبي نزلة علي الضابط وطلعة الحاج نايف والتي دمّرها العدوان بالكامل، أعيد بناؤها...

وها هي الخيام ما زالت شامخة أبيّة وعادت بأهلها وبيوتها وشوارعها أجمل مما كانت.. الفضل، كل الفضل، للمقاومين الأبطال الذي حافظوا على صمود بلدتنا... ولن ننسى وفاء دولة قطر بالتزاماتها في إعادة بنائها!

شكراً لكم يا أبطالنا وشكراً لك يا قطر...

ألبوم صور الصالون الجديد لعلي الضابط

تعليقات: