محمد الصفاوي أولم للخياميين في دارته الجديدة

من الداخل.. قلعةً واسعة، بنتها أيد محترفة في الزخرفة وبناء الحجر
من الداخل.. قلعةً واسعة، بنتها أيد محترفة في الزخرفة وبناء الحجر


أبو عصام، محمد الصفاوي، اختار مكاناً كاشفاً في جنوبي شرقي الخيام، بعيداً بعض الشيئ عن أطراف البلدة، بنى فيه دارةً رائعة تطلّ على جبل الشيخ وسفوح الجولان وعلى سهل الحولة، شقّ إليها طريقاً في الجبل بروح مليئة بالعزيمة متحدياً كافة الصعاب.

دارة محمد الصفاوي، عندما ننظر إليها عن بعد نراها شبيهة بالتحفة الجميلة، لكن عندما نطأها نشعر وكأننا دخلنا قلعةً شامخة واسعة، بنتها أيد محترفة في الزخرفة وبناء الحجر.

أبو عصام استضاف مؤخراً في دارته ما يزيد عن مئة وعشرين ضيفاً من أبناء بلدته في عشاءٍ أقامه إكراما للنائبين علي حسن خليل والدكتور قاسم هاشم، وبأجواء أشعرت الحاضرين وكأنهم في منتجع سياحي، من درجة خمسة نجوم.

في بداية السهرة، ألقى صاحب الدعوة، محمد الصفاوي، كلمة مختصرة رحّب فيها بالجميع "في دارتهم" وشكرهم على تلبية دعوته كما شكر من أعتذر عن الحضور لظروف خاصة وأكّد انه لن يقول خطابات ولكنها كلمة من القلب إلى قلوب الحاضرين...

قال: "أهلاً وسهلاً بسعادة النائب علي حسن خليل وبضيفه الكريم النائب الدكتور قاســم هــاشم".

وتمنّى على أصحاب السعادة النواب أن يساعدوا لنجعل من منطقة مرجعيون حاصبيا، بدلاً من حزام أمني، حزاماً بشرياً، صناعياً، تجارياً وزراعي... عبر تشجيع أصحاب رؤوس الأموال للإستثمار بهذه المنطقة مما يساهم في تثبيت وتقوية صمودها ويعزز روح المقاومة.

وختم كلامه قائلاً "أهلاً وسهلا بجميع الحاضرين والدار داركم... وخلوها أهلية بمحلية!"

ثم تناوب على الكلام النائب الحاج علي حسن خليل فألقى كلمة جاء فيها:

بداية أتوجه بالشكر لصاحب الدعوة الكريمة وهذا إن دلّ على شئ فهو يدلّ على الإنسان الجنوبي المقاوم المناضل والعصامي المجاهد... وهو بالتالي نموذج خيامي وهي عنوانين محددة لكل لبنان .

نحن نحمل قضية ومسؤولية مشتركة مع بعضنا البعض، نحن معكم اليوم لا نريد أن نحكي خطابات إنتخابية ولا طرح أمر ذو طابع إستراتيجي كبير، أريد أن أختصر كلامي بالكلمة التي ألقاها (صاحب الدعوة).

نحن بحاجة ماسة لتلازم إستعدادات المقاومة والصمود الشعبي والعسكري والسياسي اللبناني لبناء مشروع تنمية حقيقية يحضن هذه المقاومة ليجعل لها قدرة حقيقية لتتابع دورها القيادي في حماية لبنان وسيادته وإستقلاله ومرتبته..

وجعل هذه الحماية محصنة بوجود الناس حيث لا يمكن تحت أية شعار من الشعارات لا الآن ولا لاحقاً، وعلى أي مستوى، لا لبنان ولا العالم، أن نتحدث عن قدرة جدية على الصمود والممانعة والمقاومة خارج إطار تنمية إحتياجات الناس ومصالح هؤلاء الناس.

نحن اليوم أمام عدو إسرائيلي غاشم متربص عدوانيته لا تنتهي لا بالسابق ولا بالمستقبل... أمام هذا العدو لابد أن نتمسك بعناصر قوتنا الأساسية التي هي حمت لبنان والتي هي مقاومتنا ووحدتنا الوطنية عبر تراصي جميع أبناء هذا الشعب.

وبالمقابل وبشكل متوازي تأمين مقومات وإحتياجات الناس على كل المستويات الإجتماعية والتنموية والإقتصادية والمالية.

ونحن ليس عبثاً، منذ سنة 98 للآن، نلتزم بكتلة التحرير والتنمية ولما نتكلم عن التحرير يعني أدوات هذه المقاومة المتمثلة بالجيش والشعب وكل القوى لتحتضن هذا العمل الشريف والفعال... ولما نتكلم عن التنمية نحكي عن هذه الحاجات الملحة لدى اللبنانيين والجنوبيين وبالأخص أبناء هذه المنطقة وللأسف إذا دخلنا بهذا الخط سنجد أن هناك تقصير كبير على مستوى الدولة فيما يتعلق بهذه المناطق.

يمكننا نحن على مستوى الخيام تجاوز قطوع كبيرة وذلك بإعادة البناء ويمكن بمعاونة دولة قطر مشكورة لما قدمته بهذا المجال لإعادة أعمار هذه البلدة من بيوت ومؤسسات عامة، لكن إذا ما تطلعنا إلى صورة وفطرة الدولة نرى أنه يوجد تقصير وتجاهل لكل عناصر ومقومات المواطن بدولته.

ما يربط اليوم الإنسان بدولته هو شعور الإنسان بأنه محمي من هذه الدولة.

نتذكر سنة 2000 بعد التحرير مباشرة وإجتماع مجلس الوزراء ورسم خطة تنمية شاملة على مستوى المناطق تبدأ من أعالي شعبنا إلى الناقورة ووضع الخطط العامة لتنفيذ هذا البرنامج.

إكتشفنا لاحقا" أننا أمام سياسة بشكل أو بآخر وكأنها تريد أن تنتقم من هؤلاء الناس الذين قاوموا وصابروا بل تجاهلت كل ما يعزز تحسين وضعهم وصمودهم وهذا الأمر إستمر لمدة تسع سنوات على المستوى السياسي والتنموي.

ثم إستمر التجاهل بعد حرب تموز 2006.

بعد هذه الحرب أريد أن أوضح أمام الرأي العام أننا كلنا أمام تجربة سياسية مريرة جداً وصعبة كان العنوان فيها هو محاولة تصويرنا أننا على صعيد الجنوب وكأننا مجموعة من المغامرين ومن الناس الذين لا يريدون الإستقرار وجرت محاولة للإنقاص من الإنتصار الذي تحقق وللأسف هذا الأمر إستمر على المستوى السياسي من خلال ما جرى بالحكومة.

كان واضحاً من سنتين أو ثلاث سنوات وجود أزمة عميقة كلنا رأينا تداعياتها على الوضع اللبناني ووصلنا للمرحلة التي وصلنا إليها الآن والتي إستمرر فيها منطق التعطيل كي لا يرى العالم أن خطابنا السياسي قائم على المشاركة وقائم على أن تتكامل كل جهود الموالاة والمعارضة.

البعض منا عنده ملاحظات على بعض المسائل المرتبطة بالإنماء وعلى قضايا كبيرة ولكن أخطر ما يكون أن يتحول هذا الإستحقاق بالتركيز على هذه التفاصيل وننسى العنوان السياسي الأكبر وهو هل نحن قادرون على حماية مشروعنا وعلى حماية منجزاتنا وعلى حماية خطابنا السياسي؟

برأيي كل واحد منكم، كل واحد من أهلنا الموجودين هنا، وغيرهم وغيرهم وغيرهم هو إنسان قادر على أن يتحمل مسؤوليته السياسية وجعل هذا الإستحقاق المقبل استحقاقاً سياسياً بإمتياز إذا نحن رفعنا هذا الشعار السياسي لنثبت موقف إنتصار لبنان ونثبت قوته.

لا حياة للبنان الوهمي ولا "ضعف لبنان في قوته"، نثبت أن يبقى لبنان العدالة والمساواة.

يجب أن يبقى لبنان وطناً واحداً موحداً لجميع أبنائه، هذه هي معركتنا هذا هو شعارنا.

هذا هو ما التقينا عليه بتحالفنا كحركة وكحزب..

هذا ما التقينا عليه بتحالفنا المتجذر وشكل قاعدة لمعارضة وطنية عريضة.

وأخيرا": أشكركم جميعاً وأشكر صاحب الدار اللي جمعنا بهذه الروح الطيبة.

ألبوم صور وليمة العشاء في دارة أبو عصام

تعليقات: