7 دوائر يمثّلها 33 نائباً تشغل 3,257,230 ناخباً

من الانتخابات الفرعيّة للعام 2007
من الانتخابات الفرعيّة للعام 2007


■ السنّة أكثر الناخبين، ثم الشيعة، فالموارنة، فالأرثوذكس، ثم الدروز..

■ تفوز المعارضة بـ 48 مقعداً والأكثرية بـ 40 في 19 دائرة..

■ 3 مقاعد لـ 3 دوائر، يبلغ عدد ناخبيها 58,483 و96,618 و119,972..

مع اكتمال ملامح اللوائح في الدوائر كلها، تحلو لعبة التقديرات التي بات لها متقنون وفنانون يعرفون كيف يبقون الأعصاب مشدودة بقنابلهم الإحصائيّة مرة، وسكوتهم مرة، ومرات في المبالغة في تقديرات يفترض أن تُسجل لهم، وتحفظ إلى ما بعد الانتخابات، حتى يحاسبوا عليها

قبل الدخول في التقديرات قبل شهر من الانتخابات، ومع اكتمال لوائح الشطب، ثمّة أرقام تستحق التوقف عندها. فبحسب أعداد الناخبين وفق الطوائف، يأتي السنّة في المرتبة الأولى (887471 ناخباً) ثم الشيعة (873418 ناخباً) في المرتبة الثانية، والموارنة (697552) في المرتبة الثالثة، والأرثوذكس (242640) في المرتبة الرابعة، والدروز (186491) في المرتبة الخامسة، ثم الكاثوليك (162519) في المرتبة السادسة.

ورغم أن الفرق في عدد الناخبين بين الشيعة والسنّة من جهة، والموارنة من جهة أخرى يتجاوز مئة وسبعين ألفاً، حصة كل من الشيعة والسنة في المجلس 27 مقعداً نيابياً، فيما حصة الموارنة 34 نائباً. أما المفارقة الثانية على صعيد توزيع المقاعد فتتمثل بإعطاء مقعدين نيابيين للعلويين (26917 ناخباً) ومقعد واحد للأقليات (43445 ناخباً)، مع العلم بأن المقارنة بين أعداد الناخبين وفق سجلات النفوس عامي 2009 و2005 بحسب التوزع الطائفي، تظهر عند فغالي أن نسبة الزيادة العامة هي 8,1%. ونسبة الزيادة الأكبر كانت عند العلويين (13,6%)، وتلاهم السنة (11,6%)، فالشيعة (11,4%) ثم الدروز (10,2%)؛ مقابل 4,5% فقط عند الموارنة، 3,8% عند الكاثوليك، 2,6% عند الأرثوذكس، 1,5% عند الأرمن الكاثوليك، و0,6% عند الأرمن الأرثوذكس؛ وثمة طائفتان في طور الانقراض، إذ يتراجع عدد الأقليات 7,6% والإنجيليين 1,1% في لوائح 2009، مقارنة بـ2005. وتجدر الإشارة إلى عدد الناخبين عام 2009، بحسب آخر تحديث صادر عن وزارة الداخلية للوائح الشطب يبلغ 3,257,230، وكان العدد عام 2005، 3,013,621 ناخباً، وقد بلغت الزيادة 243,609 ناخبين فقط.

وفي الأرقام، تبرز أيضاً مفارقة إضافية، إذ تظهر أعداد الناخبين في الدوائر قلّة العدل في توزيع المقاعد؛ فكل من بشري ( 45,717 ناخباً) والبترون (58,245) وصيدا (52,899) تمثل بنائبين؛ وكل من الكورة (58,483 ناخباً)، جزين 54,565، زغرتا (62,448)، جبيل (74,938)، الزهراني (91,924)، المنية والضنية (96,618)، النبطية (118,426) وبنت جبيل (119,972)، ليكون بذلك عدد ناخبي بنت جبيل ضعفي عدد الناخبين في الكورة. ورغم ذلك تتمثل الدائرتان بثلاثة نواب فقط. والمفارقة نفسها تسجل عند المقارنة بين دائرة بيروت الثانية (100,772) وصور (155,865) اللتين تمثلان بأربعة نواب. ويعمم هذا الأمر على غالبية الدوائر. كأن الناخب في زحلة (7 مقاعد لـ149,831 ناخباً) أهم من ناخب عكار (7 مقاعد لـ226,763 ناخباً).

■ نسبة المشاركة

يجد الباحثون: جواد عدرة، عبدو سعد، ربيع الهبر وكمال فغالي ما يتوافقون عليه. الأربعة يؤكدون أن الإحصاءات التي يجرونها تؤكد أن نسبة الذين لم يحسموا خيارهم بعد أو يريدون مقاطعة الانتخابات تتضاءل يوماً بعد يوم. والأربعة يؤكدون أن نسبة هؤلاء في إحصاءات اليوم لا تتجاوز عشرة في المئة، ويرجّح أن تتضاءل مع اقتراب موعد الانتخابات. وفي هذا السياق، يشرح عبدو سعد أن الماكينات الانتخابية هي المسؤولة أساساً عن تشجيع المترددين لحسم قرارهم، والماكينة «الشاطرة» هي القادرة على جذب ناخبين لا يفكرون أساساً في الاقتراع. وبدوره، يقول جواد عدرة إن البعض يسيء التقدير، إذ يعتبر أن مشاركة نصف الناخبين المسجّلين في لوائح الشطب هي دليل مقاطعة شعبية للانتخابات، وبالتالي أمر سلبي. فيما الحقيقة أن المقترعين ـــــ هم عادة نصف الناخبين ـــــ يشكلون أكثر من 80% من المقيمين في لبنان. وتعتبر نسبة المشاركة بالتالي مرتفعة جداً.

أما كمال فغالي فيلجأ إلى الأرقام، ليقول إن إحصاءاته تجعله يتوقع أن تكون نسبة المشاركة كالآتي:

27% فقط من الناخبين في دائرة بيروت الأولى، 30.5% في دائرة بيروت الثالثة، 35.9% في دائرة بيروت الثانية إذا حصلت انتخابات، 38.9% في بشري، 42.1% في بنت جبيل، 42.3% في طرابلس، 42.5% في مرجعيون وحاصبيا، 43.8% في الكورة، 44,6% في البقاع الغربي وراشيا، 45.5% في زغرتا، 47.6% في جزين، 49% في صور، 49.7% في الشوف، 50.2% في زحلة، 52.7% في المتن، 53.3% في بعلبك والهرمل، 53.8% في الزهراني، 53.9% في البترون، 54.7% في عكار، 55.5% في بعبدا، 56.5% في النبطية، 56.6% في الضنية والمنية، 57.9% في عاليه، 62,2% في صيدا، 64.5% في جبيل، 64.7% في كسروان. والمفارقة هنا أن نسبة الاقتراع في الأشرفية (27%) تُعَدّ منخفضة جداً قياساً بالمعركة المنتظرة في هذه الدائرة. فيما تعدّ نسبة الاقتراع في جبيل وكسروان مرتفعة جداً قياساً بما يردده الإحصائيون عن حسم عون الفوز في هاتين الدائرتين، في ظل وجهة نظر تقول إن كثرة القوة المتنافسة في جبيل وكسروان هي سبب ارتفاع نسبة المشاركة بحسب إحصاءات فغالي. أما صيدا فارتفاع نسبة المشاركة (62,2%) مبرر نظراً إلى المعركة التي تنتظر تلك الدائرة.

■ 15 دائرة حُسمت

يتوافق سعد وعدرة والهبر وفغالي على أن الأكثرية يفترض أن تفوز بسبعة مقاعد في عكار، ثلاثة في المنية/ الضنية، اثنين في بشري، ثمانية في الشوف، أربعة في عاليه، عشرة في دائرة بيروت الثالثة، اثنين في دائرة بيروت الثانية. وعليه، يُسلم الأربعة بفوز الأكثرية في ستة وثلاثين مقعداً.

والأربعة أنفسهم يتوافقون أيضاً على فوز المعارضة بسبعة وثلاثين مقعداً، يتوزعون كالآتي: عشرة مقاعد في بعلبك/ الهرمل، ثلاثة في جزين، خمسة في مرجعيون/ حاصبيا، ثلاثة في بنت جبيل، ثلاثة في النبطية، أربعة في صور، ثلاثة في الزهراني، اثنان في دائرة بيروت الثانية، واحد في عاليه وثلاثة في جبيل. ليُسلم الأربعة بالتالي بحسم المعارضة الفوز بسبعة وثلاثين مقعداً أيضاً.

وهكذا، يتفق الإحصائيون الأربعة على النتيجة في 15 دائرة (عكار، المنية/ الضنية، بشري، الشوف، عاليه، بيروت الثالثة، بيروت الثانية، بعلبك/ الهرمل، جزين، مرجعيون/ حاصبيا، بنت جبيل، النبطية، صور، الزهراني وجبيل) يمثلها 73 نائباً، ليبقى بذلك 55 مقعداً يتوزعون على 11 دائرة.

■ 4 دوائر شبه محسومة

في أربع من الدوائر الإحدى عشرة الباقية، لا تبدو وجهات نظر المستطلعين كثيرة البعد.

ففي شأن طرابلس، يجزم الهبر بفوز الأكثرية بالمقاعد الثمانية، فيما يقول عدرة إن الأكثرية تفوز بسبعة مقاعد من ثمانية. أما فغالي فيقول إن احتمال خرق جان عبيد لائحة الأكثرية كبير. وبدوره، يرى سعد أن حظ المعارضة بالخرق عبر كل من عبيد وعمر كرامي كبير. وفي النتيجة يتقاطع الإحصائيون الأربعة عند فوز الأكثرية بستة مقاعد على الأقل، تضاف إلى مقاعد الأكثرية الستة والثلاثين لتصبح أربعين.

أما زغرتا، فيتفق فغالي وسعد على حسم المعارضة الفوز بالمقاعد الثلاثة. فيما يقول عدرة إن المعارضة تفوز حتماً بمقعدين، وإن ثمة تنافساً جدياً على المقعد الثالث بين كل من ميشال معوض وجواد بولس من جهة، وسليم كرم من جهة أخرى. وهذا ينسجم مع توقعات الهبر. وفي النتيجة يتقاطع الأربعة عند حسم المعارضة الفوز بمقعدين لتغدو حصتها تسعة وثلاثين نائباً.

وفي بعبدا، يعطي سعد وفغالي والهبر أرجحية لفوز المعارضة بالمقاعد الستة. أما عدرة فيقول إن الفوز محسوم للمعارضة بخمسة مقاعد، لكنّ ثمّة مقعداً مارونياً غير محسوم بعد. وفي النتيجة يتقاطع الأربعة عند فوز المعارضة بخمسة مقاعد في بعبدا على الأقل، لتغدو حصتها أربعة وأربعين مقعداً. صعوداً إلى كسروان، يتوافق سعد وعدرة على فوز المعارضة ممثلة بالعماد ميشال عون بمقاعد كسروان الخمسة. فيما يقول فغالي إن استمرار الوزير السابق فارس بويز بترشّحه سيجعله يأخذ آلاف الأصوات من أحد مرشحي اللائحة العونية، ما قد يسمح للنائب السابق منصور البون بالخرق. وفي سياق مشابه، يرى الهبر أن اختراق الأكثرية لائحة عون مرتبط بقدرة لائحة عون التجييرية، فإذا تضامنت اللائحة يصعب الخرق. وفي النتيجة، يتقاطع الأربعة عند فوز المعارضة بـ 4 مقاعد على الأقل، لتغدو بذلك حصة المعارضة المتوافق عليها 48 مقعداً.

■ 7 معارك تشغل المستطلعين

المتوافق عليه إذاً بين المستطلعين الأربعة هو فوز المعارضة بثمانية وأربعين مقعداً، مقابل فوز الأكثرية بأربعين مقعداً، وذلك في 19 دائرة. أما في الدوائر السبع الباقية (الكورة، البترون، المتن، بيروت الأولى، صيدا، البقاع الغربي/ راشيا وزحلة) التي يمثلها 33 نائباً فيبرز التمايز أكثر بين المستطلعين.

في الكورة، يقول فغالي إن آخر استطلاعاته أظهر حصول سليم سعادة (المعارضة) على 50,6% من الأصوات، فايز غصن (المعارضة) على 49,6% من الأصوات، جورج عطا الله (المعارضة) على 47,4% من الأصوات؛ مقابل 47,3% من الأصوات لفريد مكاري (الأكثرية)، 41,9% من الأصوات لنقولا غصن (الأكثرية) و41.2% من الأصوات لفريد حبيب. وسجل فغالي أن أكثرية المستطلعين الموارنة في الكورة يؤيدون الأكثرية، فيما أكثرية المستطلعين الأرثوذكس في الدائرة نفسها يؤيدون المعارضة. أما سعد فيقول إنه ليس من السهل على أية لائحة الفوز بمقاعد الكورة الثلاثة، حاسماً فوز كل من الطرفين بمقعد، وصراعهما على المقعد الثالث. وهو الأمر الذي يكرره عدرة أيضاً، جازماً بفوز الأكثرية بمقعد والمعارضة بمقعد آخر، وتصارعهما على المقعد الثالث. في المقابل، لا يعطي الهبر كلمة، مكتفياً بالتأكيد أن ثمّة معركة ضارية وتوازن قوى مرعباً، ولا يمكن أبداً القول إن ثمّة فريقاً يتقدم على آخر، مع ملاحظته أن ثمة كتلة كبيرة تصوّت لمرشح القوات اللبنانية فريد حبيب.

وفي شأن مقعدي البترون، يهرب سعد من الإجابة رافضاً التعليق، فيما يقول عدرة إن الأكثرية تفوز عبر النائب بطرس حرب بمقعد، والمعارضة تفوز عبر وزير الاتصالات جبران باسيل بالمقعد الثاني. وهو ما يؤكده فغالي أيضاً، مشيراً إلى أن حرب وباسيل يحصلان في الاستطلاعات على تأييد نحو 50% من الناخبين. أما النائب أنطوان زهرا والمرشح العوني فايق يونس فتراوح نسبة التأييد الذي يحصدانه بين 40 و42%. فيما يبدو الهبر أكثر تفاؤلاً لمصلحة 14 آذار، مرجحاً فوز حرب وزهرا بالمقعدين.

أما المقاعد الثمانية في المتن فتلك قصة أخرى: يقول فغالي إنه لم ينه استطلاعه بعد، لكن الفرق بين لائحة المعارضة والأكثرية يفترض أن يكون 10 آلاف صوت لمصلحة المعارضة إن عرفت كيف تفعّل ماكينتها، وخصوصاً أن التصويت سيكون سياسياً لا إنسانياً، كما حصل في الانتخابات الفرعية قبل سنتين. وبدوره، سعد يؤكد أن آخر استطلاعاته أظهرت أن الفرصة الوحيدة لخرق لائحة المعارضة يملكها النائب ميشال المر، إذا حصل على أصوات المقترعين الأرمن. في المقابل، يقول عدرة إن الأكثرية تفوز بمقعدين (ماروني وأرثوذكسي على الأرجح) مقابل فوز المعارضة بخمسة مقاعد، وثمة ضبابية في شأن المقعد الثامن. أما الهبر فيبدو في هذا الأمر حذراً في اختيار كلماته، معتبراً مرة أخرى أن ثمة معركة طاحنة لا يمكن ترجيح فريق على آخر فيها، مشيراً إلى تبيّنه عبر الاستطلاعات أن القوات اللبنانية باتت من ضمن القوى الخمس الأساسية في المتن. وصولاً إلى الأشرفية، يقول سعد إن ثمّة تداخلاً كبيراً، والفريقان سيفوزان، وهو ما يؤكده عدرة أيضاً، مشيراً إلى فوز كل من الأكثرية والمعارضة بمقعدين، وصراعهما على مقعد ثالث غير محسوم الهوية. أما الهبر فيعطي أرجحية مطلقة لقوى 14 آذار في بيروت الأولى، مشيراً إلى أن رهان المعارضة على الناخب الأرمني ليس في محله، لأن «عدد المقترعين الأرمن لن يتجاوز خمسة آلاف، بينهم ألف أرمني كاثوليكي يفترض أن يقترعوا للقوات اللبنانية». وهنا، يهرب فغالي، مؤكداً أنه لم يجر أي استطلاع أخيراً في هذه الدائرة.

ومن العاصمة اللبنانية إلى عاصمة الجنوب ـــــ صيدا، يرفض فغالي التعليق. أما الهبر فيحسم فوز الأكثرية عبر بهية الحريري وفؤاد السنيورة بالمقعدين. فيما يقول سعد إن فوز النائبة بهية الحريري محسوم، لكن فوز السنيورة صعب جداً، وهو ما يوافق عدرة عليه نسبياً، مشيراً إلى فوز الأكثرية بمقعد، ووجود معركة جديّة بشأن المقعد الثاني بين أسامة سعد والسنيورة. ومن الجنوب إلى البقاع، يعطي الهبر، وفق استطلاعاته، أرجحية مطلقة للأكثرية. أما سعد فيقول إن ثمّة تداخلاً، والفريقان سيتقاسمان المقاعد. وبدوره، يؤكد فغالي أن فوز المعارضة عبر عبد الرحيم مراد وإيلي الفرزلي محسوم بمقعدين، مقابل حسم الأكثرية عبر وائل أبو فاعور وروبير غانم الفوز بمقعدين أيضاً، ليبقى المقعدان (سني وشيعي) رهن الدقائق الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع. فيما يتوقع عدرة، وفق استطلاعاته، فوز الأكثرية بأربعة مقاعد، والمعارضة بمقعد واحد، ويبقى مقعد غير محسوم.

وختاماً، في عروس البقاع ـــــ زحلة، يعطي الهبر أرجحية كبيرة للأكثرية، فيما يعطي سعد أرجحية كبيرة للمعارضة. وبينهما يقول فغالي إن الإحصاءات تبيّن اليوم وجود توازن مع بعض الميل للمعارضة، وإذا استمر محسن دلول وخليل الهراوي في ترشّحهما، عندها يُحسم فوز المعارضة بمقاعد زحلة السبعة، ويسقط النائب نقولا فتوش الأقوى في لائحة الأكثرية. وفي المقابل، يجزم عدرة، وفق استطلاعاته، بفوز الأكثرية بثلاثة مقاعد، المعارضة بمقعدين، مبقياً مقعدين غير محسومين.

في الخلاصة، يسجل فغالي أربع ملاحظات تبيّنها استطلاعاته:

• نقطة قوة عون الأساسية في الانتخابات المقبلة هي تحوله في نظر الناخبين المسيحيين إلى جسر إعادة المسيحيين إلى الدولة.

• نقطة قوة الحريري الأساسية في الانتخابات ليست المال كما يشاع، بل اقتناع الناخبين السنّة بأنه القادر على تعزيز حضورهم، بصفتهم المذهبية، في النظام.

• نقطة قوة جنبلاط الأساسية في الانتخابات المقبلة هي أنه الزعيم الذي يحمي أبناء طائفته ويحفظ مصالحهم.

• نقطة قوة حزب الله وحركة أمل ليست المقاومة كما يشاع، بل توفيرهما الحضور لأبناء الطائفة الشيعية في الدولة.

والدولة دائماً، بحسب هؤلاء الناخبين وممثليهم مجموعة مغانم.

ظلم قانون الدوحة

يرى الباحث عبدو سعد (الصورة) أن قانون الدوحة ظلم كل المتطلّعين إلى بناء الدولة، وظلم عملياً العلويين، والطوائف الست المسماة أقليات، والإنجيليين الذين لن يستطيعوا إيصال من يمثلهم إلى المجلس. وحزبياً، ظلم الحزب الشيوعي، والجماعة الإسلامية التي يعرض عليها «نصف مرشح» هو عماد الحوت الأقرب إلى مفتي الجمهورية منه إلى الجماعة.

ضعف الحريري

يقول الباحث كمال فغالي إن القراءة الهادئة لعملية تأليف اللوائح تظهر تضاؤل قوة سعد الحريري ونفوذه. فهو رضخ للتحالف مع نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي اللذين لن يكونا في كتلته، واضطر بعد وصوله إلى المنية إلى أن يبدّل أحد المرشحين نتيجة الضغط الشعبي، وفي البقاع الغربي هو في الأساس ضعيف. ويرى فغالي أن كثرة المرشحين في الدوائر السنية تشير إلى ضعف الحريري.

مسيحيّو الأكثريّة يأكل بعضهم بعضاً

تمر قوى الأكثريّة منذ نحو شهر بمصائب ضخمة على مستوى الترشيحات المسيحيّة حالت دون وصول الحماسة إلى المستوى المُتوقّع سابقاً في الدوائر المسيحية.

ففي جبيل، قدمت الأكثرية أجمل هدية للعماد ميشال عون، إذ حسمت ذهابها إلى المعركة بلائحتين، واحدة تضم النائبين السابقين فارس سعيد ومحمود عواد وربما فرنسوا باسيل، وأخرى تضم النائب السابق ناظم الخوري وإميل نوفل ومصطفى الحسيني. في المقابل، تبدو لائحة عون، التي تضم سيمون أبي رميا ووليد خوري وعباس الهاشم، منسجمة مع نفسها تستفيد من تضامن المرشحين العونيين المنسحبين معها.

وفي كسروان، يبدو النائب السابق منصور البون تعباً من كثرة المحاربة وحده على كل الجبهات، إذ ترفض الأكثرية الاعتراف بحيثيّته. سمير جعجع بداية، ثم أمين الجميل بذلا جهداً كبيراً لتحجيمه؛ وكثر المرشحون الرافضون للانسحاب. كميل زيادة وسجعان القزي وكارلوس إده ونوفل ضو يتصرفون على اعتبار أن المعركة سياسية بامتياز، وهم ضباط الارتكاز. زيادة يقول إن لقاء التجدد الديموقراطي أقصى في المتن (نسيب لحود)، وطرابلس (مصباح الأحدب)، ولم يبق له إلا كسروان. القزي لا يقبل الجدال بأن التفاف حزبه (الكتائب) حوله وحيثيته الشعبية يجعلانه القوة الناخبة الأولى في هذه الدائرة. ويكفي تذكر تنبيه إده للمعجبين به ألا يطلقوا الرصاص عند انتهاء مقابلاته التلفزيونية ليتخيل المتابع مصيبة البون. أما ضو فيختصر، في نظر نفسه على الأقل، الدلالات السياسية للمعركة. وفي النتيجة، يستسلم البون، ويعلن تحالفه مع النائب السابق فريد هيكل الخازن، ويعود إلى منزله ليعد العدّة؛ فإن أعطته أحزاب الأكثرية بعضاً من أصواتها يشكر، وإن لم تفعل يتجاهلها كعادته.

أما في المتن، فالاستطلاعات واضحة في ترجيحها احتمال اختراق الأكثرية للائحة المعارضة بمرشح أرثوذكسي واحد ومرشح ماروني، ما يجعل التشطيب عنواناً أساسياً بالنسبة إلى مرشحي الأكثرية، وفي هذا السياق ثمة معلومات (سينفيها المعني بها لاحقاً) تؤكد أن المرشح سركيس سركيس بدأ اتصالات مع بعض الناشطين العونيين يؤكد فيها التزامه الإيعاز إلى أنصاره بانتخاب اللائحة البرتقالية إذا عمد العونيون إلى تشطيب المرشح غسان الأشقر ووضع اسمه محله.

أما في بعبدا، فمرشحو الأكثرية الموارنة الثلاثة واضحون وصريحون في زياراتهم لمنازل أنصار النائب بيار دكاش، حيث يكررون ما مفاده: شكلوا لائحة على ذوقكم، المهم أن تضعوا اسمي واسم دكاش، واتركوا المقعد الماروني الثالث فارغاً.

هذا كله من دون الدخول في مشاكل الأكثرية الأرمنية في دائرة بيروت الأولى، والغطاسيّة في الشوف؛ ومن دون التشكيك في صحة قول الرئيس نجيب ميقاتي إن أنصاره سيلتزمون التصويت لمرشح الكتائب في طرابلس سامر سعادة لا لصديقه جان عبيد، أو التزام النائب وليد جنبلاط التصويت لمرشح الكتائب فادي الهبر في عاليه رغم «أداء الأخير الانعزالي» طوال سنوات؛ ومن دون الأخذ بالاعتبار أن أنصار القوات والكتائب في عكار، المنزعجين من تعامل تيار المستقبل معهم، يتركون الساحة المسيحية لأنصار التيار الوطني الحر يلعبون فيها على هواهم.

تعليقات: