رأفة بهذا الوطن واهله ... ورحمة بالحقيقة .... ابحثوا في الذاكرة

الشاهد الملك
الشاهد الملك


هي رسالة نوجهها من هذا المنبر الى جميع المهتمين والمتابعين ...

والى جميع المعنيين بقضية شغلت اللبنانيين في السنوات الاربع الماضية ... هي رسالة بحث عن حقيقة غابت وطال امد غيابها ... ولانها قضية تعنينا جميعا كلبنانيين اخترنا العيش المشترك والنهائي مع بعضنا البعض ... كان لا بد من البحث في الذاكرة ... ومن وضع النقاط على الحروف ... حتى لا تضيع الحقيقة في متاهات السياسة والتدويل فيضيع معها الوطن واهله ...

نعود برسالتنا هذه الى مرحلة آليمة عاشها اللبنانيون والعرب جميعا بفصولها المرة والآليمة ... مرحلة نعتقد ان الكثير منكم لا يرغب باعادة تقليب دفاترها ... وان الكثير منكم تنفس الصعداء حينما انطوت صفحاتها واسدل الستار عليها ... لكن ورغم علمنا ان فيكم الكثير الكثير ممن يهمس في السر والعلن قائلا "خي تنذكر وما تنعاد" ... رغم ذلك سنعود بكم الى التاريخ ... الى تاريخنا الحديث ... الى السنوات العشر الاخيرة ... علّنا نستفيد منها ومن تجاربها القاسية والصعبة ... ولان التاريخ يكرر نفسه ... ولان من لا تاريخ له لا مستقبل له ... ولان تداعيات هذا التاريخ ما زالت تلقي بظلالها على احداث اليوم ... لذا كان لا بد من العودة اليه جازمين ان الذاكرة لن تخونكم وان النسيان لن يختم اذهانكم بالشمع الاحمر ...

نقدم لكم في رسالتنا هذه مقاربة جديدة ... لافتة ... منطقية... وواقعية ... مقاربة ليست هي مجرد تحليل صحفي جديد حول قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقد قيل فيها الكثير ... بل هي فرضية نطرحها امامكم على بساط البحث ... والحقيقة والعدالة نصب اعيننا ... نطرحها على العقلاء في لبنان ليتفكروا في صحتها وموضوعيتها وليبحثوا عن صدقيتها وجديتها ... وليكتشفوا كواليسها وخفاياها ... دونما ان يتمترس احد خلف مواقفه المسبقة ... ودونما ان يتعامى احد عن حقائق حصلت ووثقها التاريخ لتستفيد منها اجيالنا فكيف بالاحرى ان نستفيد منها نحن من خبرنا فصولها بكل مآسيها ...

لن نطيل عليكم الكلام والمقدمات ... لكننا سنعود بكم في رسالتنا هذه الى ثلاثة احداث كبرى شهدها العالم في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ، وبنى عليها الاخير امبراطوريته الكبرى التي ما لبثت ان تلاشت وانهارت في ختام عهده كنمر من ورق ... هي احداث متشابهة في الشكل والمضمون ... احداث وظفت نتائجها لمآرب سياسية دولية ... واستغلت احسن استغلال لتكون بمثابة "سايكس بيكو" اطل على المنطقة باسرها بحلته الجديدة ... فشرذمها وقسمها ... ونهش منها ما نهش وسيطر على مقدراتها وثرواتها ... عبر المندوبين والمفوضين السامين الذين وزعهم بين لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان ... وباختصار فالاحداث هي :

§ الحادي عشر من ايلول 2001 ، ذاك الحدث الذي غير مجرى التاريخ ...والذي انطلقت منه الادارة الاميركية لاعلان الحرب على افغانستان واحتلالها... والشعار " محاربة الارهاب ونشر الديمقراطية " .

§ نيسان 2003 الادارة الاميركية تقنع مجلس الامن بامتلاك العراق اسلحة نووية ، وتأخذ ضوءا اخضر وتأييداً دولياً لاحتلال العراق... والشعار " التحرير ، والديمقراطية ".

§ 14 شباط 2005 ، لبنان يشهد حدث اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يوظف هذا الحدث لاحداث انقلاب على سوريا التي تفوت هذا الفخ بخروجها من لبنان ، ثم على سلاح المقاومة الذي تشن عليه حرب ضارية في تموز 2006 باعتباره العائق الوحيد امام امساك الادارة الاميركية بزمام المبادرة في لبنان بشكل كامل ... والشعار الجميع يذكره " حرية ، سيادة ، استقلال " .

اذا هي احداث كبيرة مرت علينا ... ملامح الشبه فيها واحدة تقربيا سواء من حيث حجمها ... او لجهة الفاصل الزمني بينها والذي لم يتعدى السنتين ... او من حيث الشعارات المرفوعة فيها ... او النتائج التي رتبت عليها ... من احتلال الادارة الاميركية لافغانستان والعراق ، ومحاولة وضع يدها على لبنان وتحقيق الوصاية عليه والتي افشلها انتصار المقاومة في تموز 2006 ...

هذه الاحداث تستحق اليوم ان نتوقف عندها وان نستذكرها بتأمل ... ونغوص في اعماقها ... خصوصا بعد انهيار عهد بوش وما بدأ يتكشف من حقائق مذهلة عن سياساته الهوجاء في منطقة الشرق الاوسط. فمن منا لم يسمع من الصحافة الاجنبية عن تورط جهاز الموساد الاسرائيلي واجهزة المخابرات الاميركية في احداث الحادي عشر من ايلول ... ومن منا لم يسمع عن انكشاف فضيحة حملة الكذب والخداع التي افضت الى تضليل مجلس الامن حول امتلاك العراق اسلحة نووية تبين لاحقا عدم صحتها وعدم وجودها ....

اما اليوم فالمشهد ذاته يتكرر ... ولعل ما شهده الاسبوع الماضي من اطلاق الضباط الاربعة ... وما كشف حتى الآن من معلومات من قبل اللواء جميل السيد عن عروضات قدمت له لايصالها للسوريين لتقديم ضحايا والا سيكون هو الضحية ... وما سبقها من انكشاف حقيقة الشهود الزور لهو خير دليل على تضليل التحقيق بهدف تسييسه وتوظيفه والاستفادة منه من قبل الادارة الاميركية عبر غيرهالد ليمان والمحقق الدولي ديتليف ميليس ...وذلك لتحقيق غايات واهداف سياسية دولية ... تمثلت باخراج سوريا من لبنان ومحاصرتها ... ووضع يد الادارة الاميركية على لبنان .

هي رسالة واضحة المعالم ... لكننا في الوقت ذاته نخشى ان تصلكم فتضيعوا في رداءة خطها ... او تنبهروا بشكلها فيغيب عنكم مضمونها .... او ان تقرأوا الكلمات المكتوبة فيها فيغيب عنكم ما بين السطور ... رسالتنا ان احسنوا مقاربة الاحداث .... وانشدوا الحقيقة والعدالة في مواضعها ... ان ابحثوا عن المستفيد من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعمّن له المصلحة بتفريقنا كلبنانيين ... عمّن يعيش على شرذمتنا هذه الايام ... وضعوا جميع الفرضيات في الحسبان ... فحاسبوا من ضلل التحقيق وفتشوا عن غاياته ... ربما تجدون الحقيقة هناك ... فالاحداث ليست مجرد تواريخ في قواميس بلادنا او مذكراتنا ... وليست مجرد اتهام اعمى ... الاحداث ذاكرة وتاريخ .... فرأفة بهذا الوطن واهله ... ورحمة بالحقيقة .... ابحثوا في الذاكرة .

تعليقات: