مزارعو القمح في سهل مرجعيون يطالبون بالتعويض عن الأضراربعد الشتوة الأخيرة

حقول القمح في سهل مرجعيون
حقول القمح في سهل مرجعيون


وكأنه لم يكفهم ما يعانونه من آثار العدوان الإسرائيلي والإهمال..

الجنوبي يتحمّل وحده الخسائر الزراعية الناجمة عن <الشتوة> الأخيرة..

بين الإنتخابات والإنتخابات المضادة·· وبين المشاورات حول صرف الخزينة لهذا المجلس أو تلك المؤسسة·· وبين الربيع والربيع المنتظر، قست الطبيعة على المزارع الجنوبي، وضربت "الشتوة" الأخيرة ما كان قد زرعه في سبيل لقمة العيش، حيث أدت العاصفة الى إتلاف بعض المزروعات التي تتأثر بمثل هذه الظروف، وخاصة زراعة القمح التي تشكل ما نسبته 80% من المزروعات الرئيسية في منطقة سهل مرجعيون··

المزارعون في مناطق مرجعيون وحاصبيا، لطالما عانوا من عدم شمولهم بالرعاية من قبل الوزارات المختصة، حيث كانت آلاف الدونمات تنتظر من يزرعها ويأكل من جناها، ولما حانت اللحظة غابت الرعاية··

فمنذ ما قبل التاريخ والمزارع الجنوبي يعاني ما يعاني من الإهمال، فضلاً عن بعض الحروب وخصوصاً العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، التي أتت على الأخضر قبل اليابس··

اليوم وبعد الشتوة الأخيرة، بدأت معاناة المزارعين الجنوبيين تظهر إلى الوجود، وبدأت معها رحلة جديدة من الشقاء··

جلنا في المنطقة، وتفقدنا الحقول المتضررة، واستمعنا إلى بعض المزارعين الذين طالبوا وزارة الزراعة والدولة بالتحرك السريع والكشف على الخسائر، والمبادرة إلى التعويض، كون بعضهم يعتمد فقط في معيشته على هذا القطاع الإنتاجي··

يشكل القطاع الزراعي في منطقة مرجعيون العمود الفقري لنحو 80% من معيشة السكان المقيمين في المنطقة، وتعتبر زراعة الحبوب وخصوصاً "القمح" من المصادر الرئيسية للعاملين فيه، وعلى الرغم من إستمرار الدولة في إهمالها لهذا القطاع منذ ما قبل تحرير المنطقة من الإحتلال الإسرائيلي في العام 2000 وحتى اليوم، فما زال العاملون فيه يعتاشون منه ويواجهون منفردين الأزمات التي تمر به، ويتحملون الخسائر المادية الناجمة عن الحالات الطبيعية "أحوال الطقس والأمطار والبرد"، وعن الحروب التي تجتاح المنطقة، وعلى سبيل المثال عدوان تموز التي أتلفت الموسم الزراعي بكامله·

وبين هذا السبب وذاك، يعيش المزارع في مرجعيون على رحمة الله، وهو كان ينتظر بفارغ الصبر موسم القطاف، لكن حالة الطبيعة السيئة التي إجتاحت المنطقة، وحقول القمح في سهل مرجعيون، وأدت إلى تساقط كميات غزيرة من الأمطار وحبات البرد الكبيرة، ساهمت بتلف أكثر من 380 دونماً من هذه الزراعة، وألحقت خسائر مادية جسيمة بالمزارعين، لا يُمكن تحمل نتائجها في حال بقيت الدولة غائبة كعادتها عن المنطقة وهموم سكانها·

إبراهيم

رئيس التعاونية الزراعية في بلدة دبين محمد أشرف إبراهيم، أكد "أن الخسائر التي لحقت بزراعة القمح خلال الشتوية الأخيرة تخطت 80% من مجموع الإنتاج، بحيث أدت الأمطار إلى تلف معظم حقول القمح البلدي المنتشرة في سهل مرجعيون"·

وأشار إلى "أن سعر كلغ القمح البلدي يتجاوز الـ 2000 ليرة لبنانية، وبالتالي فإن خسارة كل مزارع فاقت 30 مليون ليرة لبنانية، كما أن حبات البرد التي رافقت الأمطار الغزيرة التي تساقطت في المنطقة تلفت نحو 380 دونمـاً، وبذلك يكون المزارع قد وقع في خسارة كبيرة لا يُمكن أن تعوّض في ظل غياب المؤسسات الداعمة، وخصوصاً وزارة الزراعة"·

واعتبر إبراهيم "أن المزارع الجنوبي يتحمل منفرداً الخسائر الزراعية الناجمة أحيانا عن الأحوال الطبيعية أو الحرب، وخصوصاً حرب تموز، ولا بد من تدخل الدولة اللبنانية هذه المرة والتعويض الفوري على المتضررين، لأنه لا يجوز أن تبقى الدولة غائبة عن هموم ومشاكل هذه الفئة الأساسية من الشعب المقيم في منطقة مرجعيون، والذي يعتمد في معيشته على الزراعة"·

طراف

مختار بلدة دبين عباس طراف (أحد المزارعين الذين فقدوا إنتاجهم الزراعي أثر عدوان تموز) قال: فقدنا محصولنا من القمح، وخسرنا الملايين، ولم تعوّض علينا الدولة سوى القليل، ومع كل خسارة تلحق بنا نرى غياب الدولة وعدم اهتمامها بحاجاتنا، وحتى اليوم وبعد مرور فترة على خسائرنا لم نرَ أي جهة تحركت لمساعدتنا"·

ودعا طراف "الجميع إلى تحمل مسؤولياته والعمل على التعويض علينا، وخصوصاً أننا نعتمد في معيشتنا على زراعة القمح التي أتلفت كلياً خلال "شتوة" شهر نيسان"·

حسن

المزارع علي عبد الحسن حسن، أشار إلى "إن الأمطار الغزيرة التي تساقطت في شهر نيسان أدت إلى تلف نحو 90% من حقولي المزروعة بالقمح، وفقدان المصدر المعيشي الوحيد، لذلك نطالب بتدخل الدولة ووزارة الزراعة للتعويض لكي نتمكن من العمل في هذا القطاع في السنوات المقبلة، وتأمين مستلزمات معيشة لعائلتي"·

عباس

المزارع سليمان عباس، ناشد المعنيين "بالتدخل والتعويض لأن الخسارة كانت كبيرة، والأمطار الغزيرة أتلفت 150 دونماً من حقولي المزروعة بالقمح"·

وقال: لديّ عائلة كبيرة، وأعتمد في معيشتي على هذه الزراعة، فماذا أفعل لكي أستمر؟

واستطرد عباس بالقول: الجواب يجب أن يكون لدى المسؤولين، فعليهم أن يتحركوا فوراً ويبادروا إلى التعويض علينا، فلا يجوز أن نتحمل وحدنا المشاكل الطبيعية والمصطنعة والحروب، وعلى الدولة أن تدعم وجودنا في المنطقة، ونحن دافعنا كثيراً عن الدولة خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى المسؤولين أن يفكروا فينا، وخصوصاً أننا على أبواب استحقاق انتخابي جديد، وسوف نحاسب المقصرين·

مشاهد عن الخسائر في حقول القمح في سهل مرجعيون
مشاهد عن الخسائر في حقول القمح في سهل مرجعيون


مختار بلدة دبين عباس صادق طراف
مختار بلدة دبين عباس صادق طراف


المزارع سليمان عباس
المزارع سليمان عباس


المزارع علي عبد الحسن حسن
المزارع علي عبد الحسن حسن


تعليقات: