مواطنون من طرابلس: لن ننتخب إذا بقيت الحفر تجتاح شوارعنا

من طرقات طرابلس
من طرقات طرابلس


طرابلس :

عندما قام رئيس مجلس الوزراء فؤاد السـنيورة بزيارته الشهيرة الى طرابلس حيث دشن محطة التكرير التي لم تصلها المياه المبتذلة بعد بانتظار الانتهاء من الشبكة، ووضع الحجر الأساس للأوتوستراد الدائري الغربي الذي تشوبه الكثير من العيوب، حرص بعض منظمي الزيارة على أن يسلك رئيس الحكومة خلال انتقاله من الميناء الى طرابلس طرقات لم تشملها نعمة التعبيد السريع التي شملت بعض الشوارع بمناسبة زيارته.

ولا شك في ان الرئيس السنيورة شعــر بفــداحة الازمة في شوارع طرابلس، فمع وصوله الى مكان الاحتفال بوضع الحجر الاساس أمام فندق «كواليــتي إن» بادر إلى سؤال رئيس البلدية المهــندس رشيد جمــالي الذي كان في استقبــاله: «يا أســتاذ رشيد شو هالطرقات مش معقولة»، فــسارع جــمالي الى الرد: «يا دولة الرئيس هذا غيض من فيض الحفر المنتشرة»، فشدد السنيورة على ضرورة تأهيل هذه الطرقات واعدا بالمساعدة، لان ذلك من أبسط حقوق طرابلس.

وعندما قام وزير الأشغال العامة غازي العريضي بزيارته الشهيرة الى طرابلس والتي حطــم فـيها الحجر الأساس لجسور طرابلس التي كان من المفترض ان تقام عند مدخل المدينة الجنوبي في محلة البحصاص، وعد العريضي الطرابلسيين بـ «فلش» شوارعهم بالزفت مع بداية الربيع المقبــل، وذلك تعويضا عن الحرمان الذي شهدته المدينة خلال الفترة الماضية.

ودخل الربيع وانتصف، ولا تزال طرابلس تنتظر الانصاف، وبقيت وعود رئيس الحكومة ووزير الأشغال من دون تنفيذ، في وقت تستفحل فيه أزمة المدينة التي تشهد شوارعها بين الحفرة والحفرة مجموعة حفر مختلفة الأحجام والعمق والأشكال، تعيث فسادا في سيارات المواطنين الذين طفح الكيل لديهم من حال الاهمال والحرمان، ومن حال الطرقات التي بات السير عليها أشبه بالمهمة المستحيلة.

ولا شك أن الوضع المأســاوي الذي تعــيشه طرابلس، والذي بدأ يفقدها صفة المدينة الى صفات القرى النائية، نتيجة إمعان الشركة متعهدة تنفيذ مشروع شبكة المياه في فتح الــشوارع وعدم إغـلاقها، وفي حال قيامها ببــعض الاصلاحــات تأتي دائما خارج المواصفـات فلا يصمد الإسفـلت لأكــثر من أسبوع، حتى تعود الأمور الى أسوأ مما كانت عليه في السابق.

ويشير المواطن أحمد الشـامي (سائق تــاكسي) الى أن الأمور لم تعد تطاق، وأن وضــع الطرقات فاق الخيال، حيث لم تشهد طرابلس من قبل هـكذا حفر وهكذا إهمال، لافتا الى أن الخسائر التي يتكبدها السائقون تكاد تلتهم كل مدخولهم الضـئيل أساسا، حيث باتت عمليات التصلــيح شـبه أســبوعية وهذا ما لا يمكن ان يتحمله المواطنــون الذين يدفــعون كل رسوم الميكانيك والضرائب من أجل تأمين طرقات صالحة، في حين أننا منذ اكثر من سنــتين لا نرى إلا طرقا قد يصعب على الدواب السير فيها، فكيف بالسيارات.

ويدعو السائق عبد الله المــصري المسؤولين والوزراء في الحكومة الى التجول بسيــاراتهم في شــوارع المدينة، كي يشعروا بمعاناة المواطنين، مؤكدا ان سياراتهم الفخمة سيكون مصيرها التحــطيم وســتخرج من طرابلس الى كاراجات الميكانيك للتصليح وإعادة التأهيل، مؤكدا ان كثيرا من الطرابلسيين سيحجمون عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة إذا لم يصر الى وضــع حد لحال الطرقات.

ويقول المواطن حسن خليل «لقد بتنا نحسب ألف حساب قبل الدخول الى متاهات شوارع المدينة، وبدأنا نعد خرائط للسير لتجنب الطرقات التي تلحق الأذى والأضرار بالسيارات فهناك حفر يتجاوز عمقها الثلاثين سنتم، وتغمرها في بعض الأحيان المياه وتشكل أفخاخا للسيارات، وهذا امر لم نعد قادرين على تحمله، لذلك فاننا نقول للجميع بأننا لن ننتخب طالما أن هذه الحفر موجودة، وعلى المسؤولين المعنيين أن يفوا بوعودهم، فمن حقنا أن نسير على طرقات صالحة وإلا فليقفلوا وزاراتهم ويذهبوا الى بيوتهم.

البلدية

امام هذا الواقع بدأت بلدية طرابــلس بالــتدخل حيث اقتطعت مبالغ من موازنتها وبدأت بتعبيد بعض الحفر، على أساس «الترقيع» كما مارست سلسلة ضغوطات على الشركة المتعهدة تنفيذ مــشروع شــبكة المياه لاغلاق بعض الحفر، وذلك بانتظار أن يفي وزير الأشغال غازي العريضي بالوعد الذي قطعه بـ «فلش» الإسفلت في كل شوارع طرابلس مع دخول فصل الربيع.

ويقول رئيس البلدية المهندس رشيد جمالي لـ «السفير» «إن طرقات طرابلس لم تعد تحتمل مزيدا من الانتظار، والمدينة أصبحت مشوهة بكل ما للكلمة من معنى، لذلك بدأت ورشنا الفنية بالعمل على إغلاق بعض الحفر وذلك من موازنة رصدتها البلدية لهذا الغرض، وذلك بالتزامن مع قيام الشركة المتعهدة باصلاح ما قامت بحفره في عدد من الـشوارع، واعتقد اننا في نهاية هذا الشهر سنقوم باغــلاق كل الحفر، ولكن هذا لا يكفي لان الشوارع في معظمها لم تعد صالحة، لذلك ننتظر وزارة الأشغال ان تصرف من موازنتها لـ «فلش» الزفت في كل الشــوارع، للانـتهاء من حال الحفر والتضاريس التي تحدثها عمليات الاغلاق.

تعليقات: