الصندوق الكويتي ينجز طريق «وادي الشهداء»

الطريق المؤدية إلى وادي السلوقي بعد انجازها
الطريق المؤدية إلى وادي السلوقي بعد انجازها


بنت جبيل ــ

وأخيراً، أنجز الصندوق الكويتي تعبيد طريق وادي السلوقي، وبات في استطاعة أبناء منطقتي بنت جبيل ومرجعيون الوصول مباشرة إلى النبطية عبر وادي الحجير، موفّرين عليهم عبور مسافة أكثر من 15 كلم كان يستغرقها الوصول إلى النبطية عبر منطقة الخردلي.

وادي السلوقي، المعروف أيضاً باسم وادي الشهداء، كان الخط الفاصل بين القرى المحتلة والقرى المحررة. بقي منطقة محرّمة على المواطنين، يمنع دخولها طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي، إذ لم يكن يعبره إلا الشبان الفارون من الخدمة الإلزامية في «جيش لبنان الجنوبي»، والمقاومون الذين كانوا يدخلون عبره إلى قرى الشريط المحتلّ سابقاً لتنفيذ عمليات عسكرية ضدّ العدوّ وأعوانه، وقد سقط فيه العشرات من الشهداء. بعد التحرير تحوّل إلى نقطة عسكرية مقفلة لرجال المقاومة الذين استخدموه في حرب تموز الأخيرة، ولم يستطع العدو الاقتراب منه، رغم قربه من الحدود مع فلسطين، وإن أمطره بعشرات القنابل والصواريخ.

أما بعد حرب تموز، فقد أخلاه المقاومون، لكنه بقي مكاناً وعراً ومخيفاً، نظراً لكثرة القنابل العنقودية فيه. ومنذ ذلك الوقت، لم تقصده إلاّ دبابات قوات اليونيفيل التي لا تزال تتمركز على مداخله لمراقبة تنفيذ القرار 1701، من دون أن تكون لهذه القوات في المقابل نقاط ثابتة لمراقبة الخروق الإسرائيلية على الحدود، أو مراقبة دخول العملاء وخروجهم من فلسطين المحتلّة وإليها!

ميزة الوادي المذكور أنه من أجمل المناطق الجنوبية الخضراء، إذ لم تعبث فيه الجرّافات والكسارات، إضافة إلى أن الطريق الجديدة داخله منبسطة وعبورها سهل، وستصبح الطريق الأساسية لمن يريد الوصول إلى نهر الليطاني ومدن النبطية وصيدا وبيروت. وهي متصلة ببلدات عيترون وشقرا وحولا وميس الجبل ومجدل سلم وقبريخا والقنطرة، ما يفتح تلك البلدات على بعضها ويوفر التواصل التجاري في ما بينها. لكنّ المخيف هو انتشار القنابل العنقودية قربها، وفي ظلال أشجار الوادي الحرجية، التي تسحر الناظر إليها، ما قد يشجّع الأهالي على التفيّؤ في ظلالها ويعرّضهم لخطر الموت جرّاء انفجار القنابل التي لم يحدّد بعد أماكن انتشارها، وخصوصاً مع عدم وجود إشارات تحذّر من دخولها.

تعليقات: