أهالي حاصبيا والعرقوب ينشطون في حراثة أرضهم

وزارة الزراعة غائبة
وزارة الزراعة غائبة


وزارة الزراعة غائبة وبرامج المرشحين حبر على ورق..

العرقوب ـ

تنشط هذه الأيام وفي فصل الربيع عموماً العناية بالأرض وفلاحتها في منطقة حاصبيا والعرقوب التي يشكل القطاع الزراعي المورد الأساسي لغالبية أبنائها ويعتمد أكثر من 60 في المئة من الناس على هذا القطاع خاصة الزيتون الذي تشتهر به المنطقة ويشغل أكثر من 40 في المئة من الأراضي الزراعية ويشكل المنتج الزراعي الأول، ورغم ذلك ما زال المزارعون في المنطقة يعانون من إهمال وتقصير الجهات المعنية لجهة دعمها لهذا القطاع، إن على مستوى تشجيعه أو تأمين المواد الأولية لتطويره والسبل الآيلة الى الإعتناء به اضافة الى مشكلة تسويق وتصريف الإنتاج، والقنابل العنقودية التي ما زالت تقض مضجع أبناء العرقوب خصوصاً وتحرم الكثيرين من الوصول الى حقولهم.

وفي حملة الإنتخابات النيابية وعجقة المرشحين وما يرافقها من صولات وجولات، تبقى هي في ناحية والمزارعين في ناحية أخرى، بحيث بات هؤلاء لا يأبهون بكل الشعارات التي يطلقها هذا المرشح او ذاك. ويقول رئيس الجمعية التعاونية لتنمية زراعة الزيتون في كوكبا شاهين الياس: "بكل أسف الدولة وتحديداً وزارة الزراعة غائبة ولا تقدم لنا شيئاً، مع أن الوزارة وعدتنا بتقديم النصوب ولكننا لم نر شيئاً، واتمنى على المجلس النيابي المقبل أن يقوم بشيء جدي لصالح المزارعين. ويعتبر شاهين، الذي كان يقوم برش مبيد الأعشاب لتسهيل فلاحة ارضه، "أن المزارع واقع تحت عبء كبير كون الإنتاج لا يكفي للعناية بالزيتون من رش وتشحيل وقطاف والآفات التي تصيبه كعين الطاووس والأمراض الفطرية الأخرى. لهذا فإن المزارعين يعتمدون على أنفسهم في تحسين وتطوير إنتاجهم الزراعي وإستصلاح أراضيهم الزراعية دون أية مساعدة أو دعم من أحد فيقومون بحراثة أرضهم والإعتناء بها حسب معرفتهم التي ورثوها عن الأجداد مستخدمين كل الوسائل الممكنة ، الأقل كلفة وجهداً."

ويقول نبيل العنز من بلدة الماري الذي يحرث أرضه بواسطة جرار زراعي انه إشترى جراراً زراعياً بالتقسيط عله يوفر قليلاً ويعتني بأرضه وزيتونه أكثر "لأن أجرة الجرارات لفلاحة الأرض مكلفة كثيراً والإنتاج لا يفي بالمطلوب والأمراض التي تصيب الزيتون كثيرة ووزارة الزراعة لا تسأل عن المزارع بحيث كل واحد يعتني بأرضه حسب معرفته وخبرته الخاصة." وعن تاثير الإنتخابات والمرشحين على هذا القطاع قال العنز: "على الوعد يا كمون لأننا عادة ما نراهم وقت الإنتخابات ولكن بعدها لا نرى أحداً منهم ولا يسألون عن أوضاعنا."

بسام عبدالعال من حلتا ـ العرقوب والذي يفلح أرضه بالطريقة التقليدية مستخدماً دابته وسكة الفلاحة، فإنه يبرر عدم إستخدامه الجرار الزراعي "لكلفته وطبيعة الأرض المليئة بالصخور"، معتبراً أن الطريقة التقليدية في الفلاحة تعطي بركة للأرض ويزيد الخير في الإنتاج، قائلاً: "هناك مشاكل كثيرة يعاني منها المزارع في هذه المنطقة على مستوى الإهتمام بالأرض وما يستتبعها من تكاليف، ونحن لا نلقى دعماً من أحد حتى الآن،" وعن وعود المرشحين للإنتخابات إعتبر أنها لم تعد تنطلي على أحد، أما القنابل العنقودية والألغام غير المنفجرة فإن الناس باتت تخاف منها كثيراً لأنها اصابت العديد من المواطنين في المنطقة .

ويشكو شقيقه كمال عبد العال من القنابل العنقودية التي تواجه المزارعين في العرقوب عموماً وحلتا خصوصاً وتحديداً خلال فلاحة الأرض بحيث أصيب بالعنقودية منذ إنتهاء حرب تموز/يوليو وحتى الآن اربعة أشخاص من بلدة حلتا وإستشهد طفل، مطالباً الجهات المعنية ايلاء المنطقة الإهتمام الكافي خاصة لجهة إزالة القنابل العنقودية والألغام غير المنفجرة.

سبل العيش في هذه المنطقة تكاد تنحصر في القطاع الزراعي، والمزارعون يسعون بكل الوسائل الممكنة لتطوير إنتاجهم وتحسينه للبقاء في أرضهم وإستثمارها بما يؤمن لهم العيش الكريم بحده الأدنى، متمنين على المسؤولين والمعنيين إيلاء هذه المنطقة والقطاع الزراعي فيها الإهتمام الكافي كونه يشكل مورد الرزق الأساسي لغالبيتهم ، غير أن برامج المرشحين للإنتخابات النيابية في هذه المنطقة وما تتضمنها من بنود تتعلق بهذا القطاع يبدو انها لا تثير حماسة هؤلاء المزارعين لإعتقاد منهم أنها ستبقى كسابقاتها حبراً على ورق.

تعليقات: