يوم «عادي» على الحدود: لو أنهم يتدربون على الانسحاب من أرضنا المحتلة

دورية لـ«اليونيفل».. وأمامها «كزدورة» أولاد
دورية لـ«اليونيفل».. وأمامها «كزدورة» أولاد


تحركات لـ «اليونيفل» وجهوزية عالية للجيش مع بدء المناورة الإسرائيلية..

لم تتأثر المناطق الحدودية بالمناورات العسكرية الاسرائيلية الضخمة التي انطلقت صباح امس، وعاش سكان تلك المناطق الملاصقة للحدود اللبنانية الفلسطينية يوما عاديا وطبيعيا.

ولم تسجل الاجهزة الامنية اللبنانية التي وضعت في حالة الجهوزية الكاملة الى جانب المقاومة تحسبا لأي طارئ او انتهاكات اسرائيلية اي احداث غير عادية باستثناء حالة الاستنفار الكبيرة في الجانب الفلسطيني من الحدود.

وتزامن اليوم الاول من المناورات مع تحركات واسعة لقوات «اليونيفيل»التي سيرت دوريات مكثفة على طول الخط الازرق ومراقبة جانبي الحدود من مواقعها المنتشرة من رأس الناقورة وحتى مزارع شبعا. فكيف عاش المواطنون يوم أمس؟

يواصل محمد شهاب العمل في حقله المزروع بمختلف انواع الخضار الصيفية في الطرف المحرر من بلدته العباسية. الحقل على مسافة بضعة امتار من السياج الشائك. الوضع هنا طبيعي جداً، يقول. ولولا هذه الضجة الإعلامية المواكبة للمناورات لم نكن لنشعر بها. بالفعل هناك حركة غير عادية لجيش الاحتلال على مقربة من السياج لكن مثل هذا يحدث هنا بين فترة واخرى ونحن لا نستغربه». شهاب يتمنى متهكماً «لو تضمنت المناورات تدريبات على كيفية اخلاء جيش الاحتلال لمناطقنا المحتلة واعادتها الى اصحابها الأصليين لكن على ما يبدو هدفهم كان وما زال المزيد من الاعتداءات والتربص شرا بنا».

المزارع عدنان اليوسف الذي يعمل في حراثة ارضه في المجيدية المشرفة على الجولان السوري المحتل، يقول إن هدف الاسرائيليين كان وما زال الامعان في احتلال الأرض والتدمير والخراب والقتل.

في هذه الاثناء، ثمة هدوء حذر وترقب على طول حدود مزارع شبعا، الجبهة التي ما زالت مفتوحة على كل احتمال. تحركات تبدو كثيفة لجيش الاحتلال في ظل تحليق لسلاحه الجوي. الكل متأهب كما يقول ضابط في اليونفيل برتبة مايجور رفض ذكر اسمه كان يراقب من خلف منظاره في موقع العباسية حركة جيش الاحتلال جنوبي السياج الشائك. يرفض هذا الضابط التحدث عن اي تطورات يمكن ان تحصل في اعقاب المناورات، لكنه يقول ان الوضع ليس بخطير وكل جيوش العالم تقوم بمثل هذه التمارين بين فترة واخرى، ولربما ما يحصل اليوم يدخل ضمن هذا الإطار في الجانب الإسرائيلي ونحن نتابع بالتنسيق مع كل الأطراف المعنية الوضع لحظة بلحظة. ويضيف الضابط ان الهدوء يسود فعلا على طول الحدود ويمكن القول انه لا تغيير يذكر عن اليوم الاول من المناورات.

رئيس بلدية شبعا عمر الزهيري رأى في المناورات هلوسة اسرائيلية فهي لن تقدم ولا تؤخر وستنتهي دون ان تترك اي اثر على نفوس الأهالي هنا في العرقوب كأن شيئاً لم يكن. ويضيف الزهيري: لقد تعودنا على هذه الممارسات الشنيعة التي يقوم بها عدونا بهدف ارهاب الأهالي، وها هو عدوان تموز الشاهد الأكبر. هزمتهم المقاومة مرة جديدة وهي التي كانت قد حررت القسم الأكبر من الأراضي في جنوبنا، على امل ان تستكمل تحرير ما تبقى في تلال كفرشوبا وشبعا والعباسية».

الوضع على طول حدود القطاع الشرقي كان شبه عادي في اليوم الأول للمناورات بانتظار ما ستحمله الأيام المتبقية من عمر المناورة.

احتفالات لليونيفل

من جهة ثانية، رعى قائد القطاع الغربي في اليونيفيل الجنرال كارميلو دي شييكو حفل التبديل الدوري في قيادة الكتيبة الفرنسية وذلك باحتفال اقيم في مقر القيادة في الطيري بحضور عدد من الضباط الدوليين وضباط من الجيش اللبناني اضافة الى فعاليات مختلفة.

وتخلل الاحتفال عرض عسكري لجنود الكتيبة المغادرين، وتمنى دي شييكو النجاح للقائد الجديد في مهمته في حين شكر القائد المغادر العقيد ايمانويل غولين وجنوده على كل ما قاموا به خلال فترة خدمتهم في لبنان والتي امتدت لاربعة اشهر.

واقيم احتفال مماثل في القلعة الاثرية في تبنين للكتيبة البلجيكية جرى خلاله تقليد اوسمة السلام لجنود الكتيبة الذين انهوا خدمتهم في لبنان.

من جهته، أكد قائد الكتيبة البلجيكية العاملة في إطار اليونيفيل المقدم جاكي كابو «ان الفرقة الهندسية لكتيبة بلاده مستمرة بالعمل والتنقيب بالتعاون والتنسيق مع الفرق السويدية والدنمركية والجيش اللبناني». واشار الى ان الاجواء الامنية ايجابية ولا تدعو للقلق والخوف وان حكومة بلاده اخذت قرارا ببقاء جنودها في جنوب لبنان حتى العام 2010 وهذا ما يدل ايضا للاتجاه نحو السلام». كلام كابو جاء خلال لقاء موسع نظمته كتيبة بلجيكا واللوكسمبورغ للفاعليات المحلية وسكان البلدات الواقعة ضمن نطاق عملها تحت عنوان «المؤتمر المفتوح» في قاعة مكتبة جوزيف مغيزل - تبنين بحضوره الى جانب عدد من ضباط اركان القيادة، ووفد بلجيكي سياحي رفيع المستوى، والتلفزيون البلجيكي الرسمي، ورؤساء بلديات.

تعليقات: