العـرقـوب: حـماسـة مفـاجئـة بعـد تـردد

عجوز محمولة للاقتراع في شبعا
عجوز محمولة للاقتراع في شبعا


العرقوب:

تغير المشهد الانتخابي في قرى العرقوب، مع تغيير ملحوظ في نبض الأهالي الذين لم يبدوا خلال الأيام التي سبقت موعد الانتخاب حماسة للذهاب الى صناديق الاقتراع، وإن كانوا سيفعلون ذلك، فهو لتسجيل موقف.

فبعدما كانت الحماسة الانتخابية في أدنى مستوياتها قبل أسبوع واحد من اليوم الانتخابي الطويل، دبت الحماسة في عروق الناخبين إثر الدعوات من قبل الأحزاب المؤثرة فعليا في ساحة العرقوب، لا سيما من الماكينة الانتخابية لـ«حزب الله» وحركة «أمل» في مرجعيون- حاصبيا، والتي دعت في بيان مشترك، إلى «المشاركة الواسعة والالتزام الكامل للائحة المعارضة، والالتزام الكامل لتوجيهات الرئيس نبيه بري والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لجهة التزام اللائحة التي أعلنتها المعارضة في هذه الدائرة».

وتضم اللائحة النواب: قاسم هاشم - سني، علي فياض وعلي حسن خليل - شيعيان،أنور الخليل - درزي، وأسعد حردان - روم أرثوذكس.

في المقابل، كانت الدعوة التي وجهها «تيار المستقبل» في الجنوب لمناصريه ومؤيديه في دائرة مرجعيون- حاصبيا الى الاقتراع للائحة «قرار مرجعيون ـ حاصبيا» التي تضم المرشح عن المقعد السني منيف الخطيب والمرشح عن المقعد الأرثوذكسي إلياس أبو رزق والمرشح عن المقعد الشيعي عدنان عبود كما دعاهم أيضاً إلى الاقتراع للمرشح عن المقعد الشيعي أحمد الأسعد.

تجدر الإشارة الى ان بورصة المرشحين في قضاء مرجعيون - حاصبيا رست على 11مرشحا، شكلوا لائحتين، الاولى للمعارضة وهي مكتملة والثانية مدعومة من المولاة مؤلفة من ثلاثة مرشحين (الخطيب، عبود وأبو رزق)، في حين استمر منفردا كل من مرشح الحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني عن المقعد الشيعي، ود. وسام شروف عن المقعد الدرزي، والأسعد الذي نال أصواتا من «المستقبل».

الحضور المميز للمغتربين شكل مفاجأة لأبناء بلدات العرقوب المقيمين، والذين قدموا قبل 24 ساعة أو أكثر من الكويت والسعودية وقطر، وتحدثت بعض المعلومات ان العدد وصل الى أكثر من الفي مغترب. وشكلت مراكز الاقتراع مكانا للقاء «الأحباء» بعد غياب طويل. تقول المغتربة أم مصطفى «من بعد حرب تموز ما رجعت على لبنان، بس هلق جيت حتى انزل الورقة زي ما هي». يعترض مندوب المرشح قاسم هاشم، معتبرا أنها تتحدث بتحد، ثم يسارع للطلب من مراسل إحدى القنوات الفضائية، بوقف التصوير داخل مركز الاقتراع: «ممنوع التصوير هون».

ويطلب النائب هاشم من مندوبه التروي، ثم يقوم بجولة على المركز وبعدها يدلي بصوته. وانتقد هاشم استعمال المال السياسي سواء على مستوى استقدام المغتربين، او شراء الذمم والضمائر. كما انتقد خطاب الشحن الطائفي والمذهبي الذي قام به فريق 14 آذار.

وبعد ذلك بنحو ساعة يحضر النائب أنور الخليل الى مدرسة شبعا في جولة تفقدية، فيصادف مختار البلدة محمد هاشم في الغرفة رقم خمسة، وبعد عتاب حول الاقتراع للخليل وتفضيل هاشم للمرشح شروف، يتطور الحديث، ويعلو الصراخ، عندها يقدم مرافق الخليل على سحب مسدسه الحربي تحسبا لأي طارئ خصوصا ان أشقاء المختار كانوا قد تجمعوا حول الخليل. وبعد تدخل العقلاء والقوى الأمنية تنتهي الأمور حبيا، ويتواصل الاقتراع ليصل الى نحو خمسة آلاف مقترع من أصل 11 ألفا، وهو رقم تخطى فيه الانتخابات البلدية.

ولاحقا اصدر مكتب الخليل الاعلامي بيانا حول الحادثة اشار فيه إلى انه لدى دخوله إلى أحد أقلام الاقتراع اعترض طريقه أمام باب المركز مباشرةً وخلافاً للقانون - المختار هاشم الذي بدأ ومن دون إي مبرر التهجم بكلمات نابية بحق الخليل وأعضاء آخرين من كتلة التنمية والتحرير وعندما طلب إليه رجال الأمن المولجين بحماية المركز المغادرة وفتح المجال أمام النائب للدخول إلى المركز، بدأ بالصراخ والتهديد مستدعياً أشقاءه الذين بدأوا بتوجيه التهديدات، وحاولوا اعتراض الوزير والتطاول للنيل منه شخصياً، الأمر الذي أثار حفيظة أهل البلدة وطلبوا من رجال الأمن استبعاد المدعو هاشم وأشقاءه من المركز، لأنه تسبب بعدة مشاكل أدت إلى توترات في البلدة.

وتابع البيان إن الخليل يضع هذه الحادثة في سياق خطة مشبوهة لتوتير الأجواء الانتخابية الديموقراطية التي ميزت العملية الاقتراعية في منطقة حاصبيا ومرجعيون. وتمنى الخليل من وزير الداخلية والقوى الأمنية والسلطة القضائية المختصة ملاحقة المعتدين نظراً لخطورة ما تفوهوا به من تهديدات خطيرة.

وكان الجيش اللبناني قد اتخذ تدابير أمنية مشددة لا سيما في بلدة شبعا، قبل أربع وعشرين ساعة من الموعد المحدد، ونفذ عملية انتشار إضافية وواسعة، خصوصا بعد الخلافات الفردية، التي حدثت في بلدة شبعا عشية اليوم الانتخابي. وأُقفل مكتب انتخابي لتيار المستقبل، الذي كان يحتفل فيه مناصروه على طريقتهم، قرب مركز الاقتراع (المدرسة الرسمية)، من قبل القوى الأمنية تنفيذا للقانون (شرط الابتعاد عن مراكز الاقتراع). وأعقب ذلك تلاسن بين عدد من أبناء البلدة واحد المعارضين كاد ان يتطور لولا تدخل الجيش. وترك هذا الحادث أجواء مشحونة بددتها تدابير الجيش الصارمة، صبيحة يوم الانتخاب.

لافتة «صيدا لاهلا» ترحب بالداخلين الى بلدة كفرشوبا، ليلحظ بعد ذلك صورا للرئيس فؤاد السنيورة، والنائب سعد الحريري، والنائب أسامة سعد، فضلا عن تقارب المكاتب الانتخابية لقوى الثامن والرابع عشر من آذار، خصوصا لتيارالمستقبل وحركة أمل وحزب الله والمرشح سعد الله مزرعاني، إضافة الى عشرات الأعلام الصفراء والزرقاء على أسطح المنازل.

ووزعت فجرا مناشير تعيد التذكير بأحداث السابع من أيار مما أثار حفيظة عدد من الأهالي، لا سيما أن هذه المناشير غير موقعة. واتهم مسؤول مكتب المعارضة في كفرشوبا حسني نبعه «العملاء» بتوزيع المناشير في حين نفى مسؤول تيار المستقبل علي قمرة علم التيار بمصدر المناشير. ورأى مندوب المرشح مزرعاني ان التشطيب سيد الأحكام في كفرشوبا التي اقترع فيها حتى الرابعة بعد الظهر نحو 1500 مواطن من أصل نحو أربعة آلاف مسجلين على لوائح الشطب.

وانتقد المرشح السابق للانتخابات د. قاسم القادري الأجواء السياسية الموبوءة والانقسام الطائفي والمذهبي. ووصف الحال العامة بأنها أشبه بالعودة الى القرون الوسطى.

بلدة الهبارية لم تختلف كثيرا عن باقي البلدات لجهة استحضار المغتربين، والأجواء المشحونة، والاصطفافات لفريقي الثامن أو الرابع عشر من آذار، مسجلة نسبة اقتراع تحاوزت خمسين في المئة. ولوحظ غياب لمقترعي الجماعة الإسـلامية وعـدم مشاركة ماكينتهم الانتخابية مع فريق 14 آذار، إلا أن المسؤول السياسي للجماعة الشيخ وائل نجم نفى لـ«السفير» المقاطعة، مؤكداعدم المشاركة في الماكينة «لا يوجد لدينا أي مرشـح أو تفضيل».

تعليقات: