حاصبيا: معارك جانبية حادة تطغى على المعركة الأم

شيخ وأسرته في حاصبيا
شيخ وأسرته في حاصبيا


حاصبيا :

طغت في حاصبيا المعارك الجانبية على المعركة الأم، فالتفوق الكبير للائحة المقاومة والتحرير والتنمية، جعل العديد من التيارات السياسية والحزبية تتجه لاستغلال هذا الاستحقاق واعتباره فرصة سانحة، للوقوف على امكانياتها وقوتها الناخبة، خصوصا احزاب: الاشتراكي والقومي والديموقراطي، الذين وان كانت لهم توجهات داعمة لمرشحين من هنا ومرشحين من هناك، فقد تركوا هامشا للمناورة وحيزا لماكيناتهم الانتخابية بهدف حصر اعداد الناخبين في قرى المنطقة وتوجهاتهم، تمهيدا لاستغلالها في المعارك الانتخابية البلدية والاختيارية المقبلة بعد حوالى العام، والتي ربما فاقت هذا الاستحقاق حساسية.

«لا يغيرالصوت الحاصباني في نتيجة الانتخابات» عبارة يرددها العديد من الشبان والشابات، الذين تجمعوا في حلقات صباحية بمحاذاة الشارع الرئيسي المؤدي الى المدرسة الرسمية، حيث العديد من اقلام الاقتراع. لا انتخابات هنا بمعناها الواسع تقول رشا عماشة الطالبة الجامعية في كلية الحقوق. والسبب في رأيها هو ان النتيجة محسومة سلفا للائحة المقاومة والتنمية والتحرير. وتضيف: خذ مثلا كل الأصوات الدرزية في قضاء حاصبيا لا توازي اصوات بلدة شيعية واحدة في قضاء مرجعيون، فلماذا التدقيق بأسماء المرشحين وتعب أعصابنا التلفانة اصلا. ويتحمس سامر بدر فيدافع عن لائحة المقاومة بالقول ان فوز هذه اللائحة وبفارق اصوات كبيرة، هو دليل قاطع على ثقة الناس بأعضائها، فالمقاومة تستحق مثل هذا الإجماع، مع اعترافنا بالتقصير المزمن لجهة الإنماء في مختلف النواحي، وعلينا ان نحاسب اللائحة في ما بعد. يرفع وليد بركي ورقة بيضاء من جيبه متوجها لشبان كانوا في طريقهم الى قلم الاقتراع بالقول: عبروا عن رفضكم لهذا الواقع بهذه الطريقة الديموقراطية، فيرد احدهم: علينا هذه المرة الرضوخ للأمر الواقع بانتظار الاستحقاق المقبل «بركي الله بيهديهن وبيعتمدوا النسبية منرتاح كلنا».

المنطقة اعتادت الاقتراع للائحة المقاومة والتحرير والتنمية دون منازع، وعليه لا داعي للبحث عن بديل او منافس على الفوز، خصوصا ان فارق الأصوات بين لائحتي المعارضة والمنافسين وحسب آخر التوقعات ربما يتجاوز 15000.

عدد المرشحين في هذه الدائرة استقر على 14 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد، لائحة المقاومة والتحريرضمت كلا من : اسعد حردان - روم، قاسم هاشم - سني، علي فياض -شيعي، انور الخليل - درزي، علي حسن خليل - شيعي. لائحة محسوبة على 14 آذار تألفت من: منيف الخطيب - سني، الياس ابو رزق - روم، عدنان عبود - شيعي. لائحة مستقلين ضمت وسام شروف - درزي، عباس شرف الدين - شيعي. لائحة الانتماء اللبناني ضمت احمد الأسعد - شيعي، مرهف رمضان - شيعي، مرشح الحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني - شيعي منفردا وسلمان الجبلي شيعي منفردا.

الحركة الانتخابية وتوزيع الأصوات في حاصبيا وقراها شهدا الكثير من البلبلة والضياع، بحيث لم تلتزم نسبة كبيرة من ناخبي هذه المنطقة باللوائح المفروضة والمعدة سلفا من قبل الماكينات الانتخابية. خصوصا ان توجيهات الحزب الواحد مثلا تقضي باسم واسمين من هنا وبثلاثة من هناك، مما وضع الناخب في حالة إرباك استدعت تدخلات الجهات المعنية لضبط الوضع. فالحزب الاشتراكي مثلا التزم بلائحة تضم ثلاثة من تحالف 14 آذار هم منيف الخطيب والياس ابو رزق وعدنان عبود واسمين من لائحة المقاومة والتحرير هما انور الخليل وعلي حسن خليل، وقد شذ الكثير من مناصري الاشتراكي عن هذه اللائحة ليضيفوا اسم مرشح حزب الله علي فياض بدلا من عدنان عبود، كذلك الحزب الديموقراطي التزم بكامل لائحة المقاومة فيما شطب العشرات اسم النائب انور الخليل وصوتوا للدكتور وسام شروف، كما كان للعديد من مناصري تيار المستقبل ايضا شطحات وصلت الى اضافة اسم احمد الأسعد على لائحتهم، فيما كان للنائب اسعد حردان مناصرون ايضا من جهات محسوبة على 14 آذار نتيجة لحضوره وخدماته في الكثير من المجالات الإنمائية.

كثافة ناخبة غير متوقعة شهدتها قرى حاصبيا ابتداء من فترة بعد الظهر، وقد اضطر الناخبون الى الوقوف في صفوف طويلة، ريثما يتمكنون من الإدلاء بأصواتهم، ولكثرة الحشد داخل مراكز الاقتراع اضطرت القوى الأمنية لتفريغ الساحات من الذين قاموا بواجبهم الانتخابي وبعض المتطفلين. الماكينات الانتخابية المتعددة لجأت الى تكتيكات انتخابية، بحيث تم تأخير اقتراع مناصريهم الى المساء ولفترة ساعة قبل اقفال الصناديق، وذلك كي لا يقعوا في غدر الحلفاء أو ذوي القربى.

العديد من المرشحين كانت لهم جولات سريعة على مراكز الاقتراع، فجولة النائب انور الخليل شملت مراكز اقتراع حاصبيا، فيما كانت جولات للنواب اسعد حردان وعلي حسن خليل وقاسم هاشم والمرشح علي فياض وعباس شرف الدين، على معظم اقلام الاقتراع في مرجعيون وحاصبيا، وكان النائب حردان قد أدلى بصوته في بلدته راشيا الفخار.

اليوم الانتخابي الطويل في حاصبيا انتهى باحتفال حاشد في دارة النائب انور الخليل، لمناسبة فوز لائحة المقاومة والتحرير والتنمية، علما بأن الجهات المسؤولة في ماكينة الخليل كانت قد أعدت لمثل هذا الاحتفال منذ ساعات الصباح الأولى، على قاعدة النتيجة المحسومة، وحتى الاستحقاق المقبل بعد أربع سنوات لكل حادث حديث.

تعليقات: