أنفلونزات لبنان القاتلة

الرعب يلفّ الكرة الارضية
الرعب يلفّ الكرة الارضية


جنون البقر الذي أرعب العالم منذ مدة لم يطل به الوقت كثيراً. وتحول هذا الحيوان من مجنون الى عاقل وسوّيت الخلافات بينه وبين الانسان. ثم جاء مرض انفلونزا الطيور. هذا الوباء ادى الى دفع عالم الطيور ضريبة عالية وثمناً باهضاً من جنسه المسالم نتيجة للخوف والرعب اللذين اصابا الجنس البشري.

الآن نستقبل انفلونزا الخنازير مجدداً والرعب يلفّ الكرة الارضية بأكملها... هذا عن العالم الخارجي. اما عندنا في لبنان، هذا البلد الذي لم يُصب لا بمرض جنون البقر ولا بأنفلونزا الطيور، وحتى اليوم لم يبلّغ عن تسجيل أية اصابة بأنفلونزا الخنازير على ارضه. لكن هذا البلد الطيب في ارضه وبيئته وجمال طبيعته أصيب بشعب يحمل كل الانفلونزات التي هي اخطر من كل الاوبئة والامراض الفتاكة: انفلونزا الفساد المستشري في كل المؤسسات، وانفلونزا الخلافات السياسية والنعرات الطائفية والمذهبية، وانفلونزا الفوارق الاجتماية وانفلونزا "البرطيل" والرشاوى.

لبنان، هذا البلد الاسود في ماضيه المظلم في حاضره المجهول المصير في مستقبله لا احد يعلم الى اين سيصل بقيادة هذه الانفلونزات القاتلة التي هي صفة دامغة من صفات اكثرية اهله وساكنيه الذين يحملون افكاراً مسمومة ونفوساً مريضة مثقلة بهذه الامراض القاتلة للحبّ والتفاهم والاخاء، هذه الامراض التي سبّبت للبنان جلطته الوفاقية التي ادخلته الى غرفة العناية المركزة وجعلته بلداً متصدعاً سياسياً واجتماعياً ومعيشياً، نتمنى ان يُرمّم في يوم من الايام وألاّ يكون آيلاً للسقوط والانقسام.

علي عبدالحسن مهدي
علي عبدالحسن مهدي


تعليقات: