جولة بين قنابل وألغام في حقول كفرشوبا وأحراجها

خلال العمل في كفرشوبا (طارق ابو حمدان)
خلال العمل في كفرشوبا (طارق ابو حمدان)


السويسريون ينظفون أراضي استباحتها إسرائيل ومنعت أهلها عنها..

كان نائب مدير العمليات في المشروع السويسري لنزع الألغام قاسم غصين حريصاً على سلامة الفريق الإعلامي الذي استقبلته المنظمة السويسرية في جولة على منطقة عمليات نزع الألغام والقنابل العنقودية في كفرشوبا. «فالسير ممنوع بشكل مستقل، وعليكم ارتداء الدرع والخوذة الواقية» قال غصين مشيراً إلى أن العمل يجري تحت إشراف الجيش اللبناني مباشرة.

عند مدخل الأحراج الغربية لبلدة كفرشوبا نصبت الجمعية خيمة كبيرة لفريق عملها. الأراضي هنا استباحتها إسرائيل وقذفتها بآلاف القنابل العنقودية خلال عدوان تموز 2006، مما حرم أصحابها من زراعتها أو سوق قطعانهم إليها، حتى إشعار آخر.

يشرح مدير المشروع آرمن هاروتيونيان مستعيناً بإحداثيات تحدد بشكل دقيق المنطقة الأولى التي ينجز العمل فيها، والذي سيستمر وبشكل مبدئي لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بتمويل من وزارة الخارجية السويسرية، وبمبلغ حدد بـ240 الف فرنك سويسري . يقسم الفريق الأحراج المحاذية لمدرسة كفرشوبا الرسمية، وحيها الغربي الى قسمين. يضم القسم حوالي مئة ألف متر مربع، وخلال عشرة أيام تمكن الفريق من تنظيف 35 الف متر، بحيث كشف وفجر أربع قنابل عنقودية. ويشير هارتيونيان إلى أن الجيش اللبناني وفرقه الهندسية سبق ونظف المنطقة منذ أشهر عدة ، وقام عناصره بتفجير عدد مماثل من القنابل «ونحن في المنظمة السويسرية لنزع الألغام، نأمل أن يجدد عملنا في المنطقة حتى الإنتهاء من نزع آخر قنبلة عنقودية، كي يتسنى للسكان المحليين متابعة اعمالهم الزراعية دون خوف وإصابات».

ويشير يوسف الحجيري، رئيس إحدى الفرق العاملة، إلى أن كل فريق يضم ثمانية باحثين مزودين بآلات ومعدات حديثة لكشف القنابل العنقودية. وتعتبر قنابل الـ m72 هي من ألأكثر الأنواع انتشاراًَ. ويؤكد الحجيري أنه وطوال فترة عمل المنظمة لم تحصل اية حادثة تذكر، «وقد انهينا حتى الآن تنظيف أحد الحقول بمساحة 12 الف متر مربع ، سنسلمه مطلع الأسبوع المقبل إلى الجيش اللبناني على ان يسلمه بدوره لأصحابه من ابناء البلدة. وطبقاً للتقارير المختصة، فإن المنطقة ملوثة بخليط من القنابل العنقودية من أنواع m42 m77 والحد الأقصى للتلوث لم يعرف بعد، ولن يعرف حتى الإنتهاء من عملية التنظيف. ويؤكد الحجيري «أن الجيش اللبناني وبعد عدوان تموز مباشرة، قام بنزع قنابل من نوع 12x m77 19x m42 ونحن الآن نتابع البحث البصري الدقيق في هذه المربعات الملوثة، وكنا قد اجرينا بحثا سطحيا بالآلات مستخدمين كاشفات الgc421 .

ويستعمل العاملون في تنظيف الأراضي «العيدان الملونة حيث كل لون يشير الى انجاز ما، وتحدد الأشرطة الممرات والأماكن التي يُعمل على تنظيفها، ويمنع في خلال العمل استعمال الهواتف الجوالة وآلات التصوير، كما يحظر التدخين في منطقة العمليات، ومن الممنوعات ايضاً لمس او رفع اي مواد، وعلى العنصر التوقف في مكانه عند سماع كلمة «قف أو الصافرة وانتظار التعليمات».

ويشير علي، وهو أحد العاملين في الفريق السويسري، الى ان اخطر الأعمال وأدقها يكون في المناطق الحرجية ،«حيث يلزم كل شجرة مثلاً يوم كامل لتنظيف محيطها وأغصانها المتدلية، ولهذا فإننا نبدأ العمل اولاً بالمناطق السكنية ومن ثم الزراعية، وأخيرا الوعرة والحرجية التي تحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل».

اليوم الطويل في أحراج بلدة كفرشوبا الملوثة بآلاف القنابل العنقودية انتهى بتفجير إحدى القنابل العنقودية، والتي اكتشفت أمس الأول عند جذع شجرة سنديان، فكان دوي خفيف ترافق مع القليل من الغبار. رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري الذي شارك في الجولة ثمن وشكر «المنظمة السويسرية والجيش اللبناني لمساهمتهما في مساعدة الأهالي باستعادة أراضيهم وممتلكاتهم»،آملاً توافر «المزيد من المساعدات في تنظيف أراضينا من قنابل العدو، حتى نعود اليها نزرعها ونحصدها ونستثمرها بكل امان وإطمئنان، علها تسد ولو ثغرة صغيرة من حاجات الأهالي الذين كوتهم الإعتداءات الإسرائيلية على مدى اكثر من ثلاثين عاماً».

تعليقات: