نايلة تويني: النائب الأصغر سناً ماضيةٌ دفاعاً عن لبنان العظيم

نايلة تويني النائب الأصغر سناً في مجلس 2009
نايلة تويني النائب الأصغر سناً في مجلس 2009


ولدت نايلة تويني النائبة الأصغر سناً في مجلس 2009 في بيت صحافي – سياسي، فوالدها هو الصحافي والنائب الشهيد جبران تويني، وجدها لوالدها هو ايضاً نائب ووزير وسفير، وقبل كل شيء هو غسان تويني الذي ارتبط اسم "النهار" به مذ جعلها في مصاف أرقى الصحف ليس في لبنان فحسب بل في العالم العربي. أما والدتها فهي ميرنا كريمة النائب ميشال المر وخالها هو الوزير الياس المر.

نشأت نايلة في هذه الاجواء المنغمسة في الشأن العام، وتربت في الكشفية والنشاطات الرياضية، الى مصاحبة والدها وجدها الى "النهار"، حتى صارت في ذاتها "عين الديك" كما وصفت نفسها في يوم تشييع والدها الشهيد في كاتدرائية مار جرجس للروم الارثوذكس في 13/12/2005.

تنتمي نايلة الى جيل الشباب في مجلس النواب وهي تحمل تطلعاتهم وهمومهم بحق، إذ لا تتكل على عمرها للحديث عن الشباب، بل على خبرة اكتسبتها من الكشفية وطورتها في "جمعية نهار الشباب" التي اطلقتها مع آخرين عقب استشهاد والدها.

و"جمعية نهار الشباب" اسم على مسمى، إذ انطلقت في القيام بمشاريع من أجل الشباب، بل الاحرى معهم، فكانت حكومة الظل الشبابية وقد بلغت اليوم عامها الثالث، وكان ملحق "نهار الشباب" وكان "نهار جونيور" و"جريدة كيدز"، و"هايد بارك" الذي جال المناطق، و"نوادي نهار الشباب" في الجامعات، ونوادي الصحافة في المدارس... كل هذه الامور أدخلت نايلة في معترك الاهتمامات الشبابية، بل حولتها مرجعاً فيها.

لم يخطر في بال نايلة الشابة المتدربة في "النهار" ثم الموظفة بعدما نالت الاجازة في الاعلام في الجامعة اللبنانية، أن تخوض غمار العمل السياسي، فوالدها كان مالئ الدنيا السياسية والصحافية وشاغلها. ولكن شاءت الظروف السيئة أن تدفع نايلة في الطريق الصعب: "أرادوا قتل جبران بما كان يمثله من مناهضة للاحتلال السوري الذي أحكم السيطرة على كل مفاصل الجمهورية، وأرادوا إسكات "النهار" والقضاء على تاريخها ودورها، وهي أمور تتواصل بأشكال مختلفة. لذا كان من الضروري أن أصمد وأن أقف سداً منيعاً في وجه مؤامراتهم. وهكذا كان. لذا ترشحت الى النيابة، ولذا أعمل حالياً على وضع خطة نهضوية لـ"النهار" لتعود مشرقة كما كانت ولتتجاوز الازمة التي تخبطت فيها بفعل اغتيال جبران. لقد أرادوا إسكاتها فما استطاعوا، فديكها يصيح كل صباح، وأنا سأصيح في المجلس دفاعاً عن لبنان العظيم".

نسألها: "كيف توفقين بين حياتك الخاصة وعملك في الشأن العام؟ تجيب: "لا أعرف معنى للحياة الخاصة حالياً، خصوصاً أنني أمضيت الفترة الاخيرة في الحملة الانتخابية، ووقتي يتوزع بين "النهار" والشؤون النيابية. وسأسعى لاحقاً لتنظيم حياتي، فلي الحق في الحب والزواج ايضاً، ومن دون أن أتعرض لملاحقات وشائعات كما حصل أخيراً".

وتبدي تويني سرورها لوجود عدد كبير من النواب الشباب في المجلس الجديد وتأمل في أن يتمكن هؤلاء، إن في الموالاة أو في المعارضة، من تشكيل نواة او لجنة تهتم فعلاً بأمور الشباب عصب الوطن ومستقبله، بدل التلهي بالحرتقات وتبادل الشتائم.

لا تحلم نايلة بتحقيق معجزات في المجلس، لكنها ستسعى الى نقل آراء الشباب خصوصاً، وهموم كل اللبنانيين والبيروتيين تحديداً "لدي مشاريع كثيرة عرضتها في برنامجي الذي وزعته في كتيب، وهذا محل مساءلة لأنه يمكن الناس العودة اليه ومطالبتي بما وعدت به بعكس الوعود الشفهية التي يمكن أن تتبخر بعد أيام من الانتخابات".

ولدى سؤالها عن الكتلة أو الكتل التي ستنضم اليها تقول "لا أعلم لماذا يطرح السؤال مجدداً، فقد أعلنت مراراً وتكراراً انني لن أكون في أي كتلة حزبية، بل في تجمع قوى 14 آذار، وربما اذا نشأت أي كتلة أو تجمع مسيحي موسع على غرار لقاء قرنة شهوان، ربما أجد من المفيد العمل فيه. ونترك القرار الى حينها. ثم ان السؤال عن كتلة يرئسها الرئيس ميشال المر لم تعد في محلها اذ لم يشكل أي لقاء حتى الساعة. والتجمع الوسطي لم يبلغ نهايته السعيدة بسبب نتائج الانتخابات في أكثر من دائرة".

ونسألها: هل قرارك منسجم دائماً مع 14 آذار أم قد تختلفين معهم في أمور؟. تقول: "قوى 14 آذار ليست حزباً، وهي تتفق على المبادئ وعلى القرارات الكبرى وعلى التوجهات، وبالطبع لن اختلف معها في هذا الاطار لأنني منها، ولنعلم اننا نحن مَن صنع 14 آذار، فاللقاء ليس مستورداً. أما القضايا الاخرى والملفات المختلفة فلي كنائبة رأيي الخاص بها، أي لديّ حرية التحرك والقرار. ولن أضيف شيئاً حتى لا أشعر انني مضطرة لتبرير موقفي في كل حين".

ماذا في أهم مشاريعك؟ "عندما قلت انني أطالب بالانماء المتوازن في بيروت الاولى، جاءتني ردود من معارضين تسأل عن الحرمان في الاشرفية في مقابل مناطق في بعلبك وعكار وغيرها، وهنا أجيب بأن التنمية في الاشرفية هي مبادرات خاصة ومن أبناء المناطق، وعلى هؤلاء المنتقدين أولاً القيام بمشاريع في مناطقهم ومع نوابهم الذين ينتخبونهم من دون تفكير. ثم ان ذلك لا يعني ان لا فقر ولا عوز ولا فوضى عمرانية ولا نقص في المدارس المجانية والمستشفيات في بيروت. هل يعلم هؤلاء أن ثمة أناساً يعيشون في الليل في مستودعات النفايات؟! في بيوت الناس أمور مخفية لا يستطيع الذي يمر في الشارع أن يلحظها. نعم سأطالب بالمشاريع لبيروت، لأنها تفيد أهالي المنطقة، ويفيد منها كل المقيمين فيها. وسأسعى لاشراك المرأة والشباب في الحياة السياسية والحزبية والوطنية أكثر فأكثر، وسأسعى ايضاً الى تشييد مركز رياضي شبابي ثقافي في بيروت الاولى يكون المتنفس لاهالي المنطقة. وأعد بالعمل لتنفيذ كل الافكار التي تحدثت عنها".

تعليقات: