«اليونيفيل» تحدد «الخط الأزرق» في «الشرقي» بمنأى عن الجيش

دبابة دولية على مقربة من الحدود أمس
دبابة دولية على مقربة من الحدود أمس


العميد حطيط: تجاوز للصلاحيات وإجراء باطل يخالف القرار 1701.

العرقوب :

يعمل فريق فني مشترك تابع لقيادة «اليونيفيل» ولجنة مراقبي الهدنة، منذ حوالى شهر، على ترسيم منفرد لحدود مزارع شبعا المحتلة مع قرى العرقوب المحاذية، في خطوة مستغربة استبعدت عن إجراءاتها الجيش اللبناني، وهو الجهة الأساسية المناط بها هذا الموضوع، وتجاهلت المسؤولين المحليين في القرى المعنية، التي تخسر عنوة وفي وضح النهار المزيد من أراضيها، حتى بدا ما يحصل وكأنه منسق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يوسع رقعة احتلاله لأراض جنوبية جديدة، مستفيدا من انتشار «اليونيفيل» المعززة.

وتشير المعلومات الى أن عمل هذا الفريق في الجانب اللبناني، متمم لفريق آخر مماثل يعمل في المقلب المحتل من المزارع، بهدف إعداد تقرير تقني مفصل حول مزارع شبعا: حدودها، مساحتها وملكيتها، سيقدم قبل نهاية الشهر الحالي للأمين العام للأمم المتحدة، تمهيداً لوضع تصور ما لمستقبل هذه المنطقة يسحبها من التجاذبات المحلية والإقليمية.

وفي متابعة ميدانية لعمل الفريق الدولي هذا، بدا واضحا أن مهمته تشمل ترسيم وتحديد ما يسمى «الخط الأزرق» على طول حدود مزارع شبعا المحتلة، ابتداء من الطرف الشرقي لبلدة الغجر، حتى الأطراف الغربية لمرتفعات جبل الشيخ. وتم حتى الآن إنجاز ترسيم ما نسبته 90 في المئة من هذا الخط، الذي يتجاوز طوله عشرين كيلومترا، وتعمل عناصر الفريق على تحديد الخط من خلال زرع أوتاد حديدية، وتركيز براميل تحمل شعارات الأمم المتحدة، ورفع سواتر ترابية، إضافة الى عوائق حديدية، في عمق المناطق المحررة الى الشمال من السياج الالكتروني الذي يقيمه جيش الاحتلال على طول حدوده.

وقد شرَّع الخط الجديد للجيش الإسرائيلي احتلال مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية، فيما يشبه منطقة عازلة بين حدود المزارع والمناطق المحررة المحاذية، بعرض يتراوح ما بين 50 مترا في محور الغجر ـ العباسية، و450 مترا في بركة بعثائيل وبسطرة وجبل سدانة، حيث باتت المنطقة محرمة على أصحابها من أبناء القرى العرقوبية، ومحللة للعدو الصهيوني الذي حذر عبر «اليونيفيل» بإطلاق النار من دون سابق إنذار على كل من تخوله نفسه تجاوزها.

ويعتبر العميد أمين حطيط، الذي ترأس اللجنة اللبنانية لترسيم الحدود عام 2000 ان ما تقوم به «اليونيفيل» من ترسيم جديد عند حدود مزارع شبعا، هو تجاوز فاضح لصلاحياتها، لأن كل ترسيم يحصل من دون مشاركة الجيش هو باطل، وفيه تجاوز للحدود القانونية ومخالف للقرار الدولي .1701 ويرى ان ما يحصل اليوم عند الحدود، يمكن أن يكون استجابة لرغبة اسرائيلية في تحريك الخط الحدودي باتجاه لبنان، وإعطاء المواقع الإسرائيلية على جبهة مزارع شبعا حرما أمنيا عبر إبعاد المواطنين اللبنانيين ومنعهم من الاقتراب من تلك المواقع، وايضا هناك احتمال ان يكون ما يدور بمثابة جس نبض إو اختبار تقوم بها «اليونيفيل» بالتنسيق مع اسرائيل، لترى ردة الفعل اللبنانية الرسمية والشعبية على أي عمل منفرد في المنطقة الحدودية.

يضيف: هذا التصرف غير المبرر «لليونيفيل» اليوم يحمل كل مسؤول شرعي أو يدعي مسؤولية في لبنان، للتصدي لأعمال اقتطاع أراض جديدة على الحدود، تحت لواء ما يسمى الشرعية الدولية عبر عمل منفرد. وبالمناسبة ندعو المواطنين الى عدم احترام هذا «الخط الأزرق» المزعوم لأنه لا يمكن لأحد ان يفرض على لبنان شيئا لا يقبله.

ويعتبر النائب قاسم هاشم ان ما تقدم عليه قوات «اليونيفيل» اليوم من دون مشاركة الجيش غير مقبول وخارج الإطار الطبيعي لمهمتها، وينبغي عليها التنسيق مع الجيش اللبناني خاصة في مسألة الحدود لأنه الأخبر والأحرص على السيادة.

ويحذر رئيس هيئة أبناء العرقوب الدكتور محمد حمدان «من اية مساومة أو تلاعب في الحدود»، معتبراً أن أي انتقاص من حقوقنا في مزارع شبعا يشكل مدخلاً لاستمرار الأزمة في الجنوب اللبناني، واستمرارا للتوتر وعدم الاستقرار.

ويستغرب رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري، ما يحصل من تجاوز لصلاحيات «اليونيفيل»، خاصة انه يجري بمعزل عن الجيش اللبناني. ويضيف: نحن سكان القرى المحاذية لخط المزارع المحتلة لن نعترف بالخط الجديد الذي يسلخ المزيد من أراضينا. القوات الدولية وفي تبرير غير مقنع لما يحصل.

تعليقات: