قرى حدوديّة تنام على العتمة وتحلم بالكهرباء

بانتظار الفرج ورفع التقنين ومدّ المنطقة بالتيار الكهربائي
بانتظار الفرج ورفع التقنين ومدّ المنطقة بالتيار الكهربائي


صور ــ

في انتظار رفع التقنين ومدّ المنطقة بالتيار الكهربائي، يمكن سكان القرى الممتدّة من الناقورة صعوداً حتى يارين، أن يستنيروا ليلاً بالأضواء المشعّة في «هابي لاند»، أو المطار العسكري الذي تنجزه قيادة قوات الطوارئ «اليونيفيل» على هضاب الناقورة. وفيما لا تنقطع كهرباء الدولة والمولدات على السواء عن الثكن والمواقع الأمامية المنتشرة في المنطقة، تنام القرى وتصحو منذ التحرير على حلم أن «تتكهرب» باستمرار. أما إذا قررت الدولة ضمّ قرى «آخر الخط»، وإدراجها ضمن لائحة المستفيدين من خدمات المياه والكهرباء وشبكة الصرف الصحي، فإن ما بقي لها بالدرجة الأولى هو الكهرباء. ذلك أن وحدات اليونيفيل وبعض الهيئات الدولية، فضلاً عن الكويت وإيران، كانت في السنوات الثلاث الأخيرة، قد ورثت مداورة في ما بينها دور الدولة. وفيما قام بعضها بشقّ الطرقات وتعبيدها، تولّى البعض الآخر إنشاء شبكات مياه الشفة والصرف الصحي، بالإضافة إلى دعم بعض البلديات بالمولدات الكهربائية.

ولأن التيار الكهربائي بقي من نصيب الدولة، ينتظر الأهالي منذ 9 سنوات تأهيل شبكة الكهرباء الصامدة على حالها منذ إنشائها في الخمسينيات وتنظيم برنامج التقنين. لكن المستجد هذا الصيف بحسب مختار الناقورة موسى طاهر هو تضعضع أشرطة الكهرباء الممتدة بين أعمدة الشبكة التي تذوب بسبب حرارة الشمس، بشكل لم يعد من الممكن إصلاحها و«ترقيعها» كما اعتاد فريق الصيانة التابع لشركة الكهرباء أن يفعل، بل يجب تغييرها واستبدالها بشبكة وأعمدة حديثة، علماً بأن الشبكة تقع في خراج البلدات الوعرة لناحية الحدود مع فلسطين المحتلة، ما يشكل عائقاً أمام فريق الصيانة بالوصول سريعاً إلى المكان بسبب انتشار الألغام وتكاثر الأفاعي والزواحف السامة. وعليه، فإن «الكهرباء وإن حوّلتها الشركة إلى المنطقة، فإنها لا تصل إلى البيوت بسبب العطل في الشبكة الخاصة في هذه القرى» يوضح طاهر.

إشارة إلى أن الناقورة وجاراتها تعاني من انقطاع في مياه الشفة منذ أسابيع، بالإضافة إلى التقنين الكهربائي المزمن الذي زاد إلى نحو 18 ساعة يومياً منذ بدء موسم الصيف، في ظل انعدام قدرة الكثيرين على امتلاك المولدات.

تعليقات: