هل يعتمد لبنان على الشمس بديلاً من الكهرباﺀ والمازوت؟

متى يعتمد لبنان على الشمس بديلاً من الكهرباﺀ والمازوت؟
متى يعتمد لبنان على الشمس بديلاً من الكهرباﺀ والمازوت؟


زحلة

لبنان بلد مضيﺀ تشرق فيه الشمس 320 يوما في السنة ولا تغيب احيانا لساعات حتى في الايام العاصفة، ورغم عجزه عن تأمين الكهرباﺀ وارتفاع كلفتها بالنسبة للمواطن بالاضافة الى غلاﺀ سعر مادة المازوت المستخدم ايضا في تسخين المياه، لا يزال المازوت والكهرباﺀ يشكلان وسيلة تسخين المياه الاساسية في المنازل كما المؤسسات والمصانع، فيما يتجه العالم الى تأمين البدائل عبر ما يعرف ب solar water heater او تسخين المياه بواسطة اشعة الشمس.

بحسب بعض الاحــصــاﺀات التي عرضتها مؤسسة خاصة تقوم مؤخرا بــدراســة ميدانية لمدى استيعاب السوق اللبنانية لوسائل تسخين المياه بواسطة "الشمس" فإن 615 شخصا من الف في قبرص يعتمدون هذا النظام في منازلهم، وفي اليونان والنمسا هناك 300 من الف اما في لبنان فلا يتعدى عدد الذين يلجأون الى الشمس ك "طاقة" خضراﺀ تغنيهم عن الــمــازوت او الكهرباﺀ الـــ 26 في الالف. وقد لفت ذلك مهندسين اتوا من الصين حيث يقال ان نحو 30 مليون مسكن يستخدم نظام تسخين المياه بالشمس، وسأل هؤلاﺀ كيف يمكن ان تكون الشمس "ساطعة" في سماﺀ لبنان ولا تتم الاستفادة من قدرتها.

ومع ان تأمين المياه الساخنة في المنازل يستهلك ما لا يقل عن 1500 شمعة اي ما يوازي 30 لمبة مضاﺀة وهــو المستهلك الاول للطاقة الى جانب المكيفات، ويكلف دولاريــن يوميا اذا ما اعتمد التسخين الحراري بواسطة المازوت، لا يبدو المواطن واعيا لاهمية التحول الى حرارة الشمس ولا نجد على المستوى الرسمي ما يشجع اللبنانيين على اللجوﺀ الى هذا النظام اقله للحد من نسبة العجز المرتفعة لدى مؤسسة كهرباﺀ لبنان في تأمين الطاقة الكهربائية.

فيما اذا تمت مقارنة هذا الواقع في لبنان مع فلسطين المحتلة نجد ان الحكومة الاسرائيلية اصبحت في العام 1985 اول دولة تصدر تشريعات خاصة باعتماد نظام تسخين المياه بواسطة اشعة الشمس وتلزم المنازل المبنية حديثا على اعتماده بحيث بات نحو 85 بالمئة من مجمل وحداتها مجهزا بالوسائل المطلوبة..

ولكن لبنان ايضا بلد المتناقضات فهو قد يكون متأخرا في التحول نحو الشمس لتسخين المياه ولكنه ايــضــا سبق بــلــدان الــشــرق الاوســط هــذا الصيف في تجهيز احــد اكبر المشاريع، ك pilot project نفذ في بارك اوتيل شتورا، يؤمن تسخين كمية 17 الف ليتر من المياه يوميا وهو مشروع يشبه بحجمه ومن ناحية التكنولوجيا المستعملة ما نفذ في قواعد عسكرية في الصين وفي فنادق كبيرة 0001 تحوي غرفة وما فــوق...

وتحدث مدير المشروع جورج النجار اللبناني الاصل القادم من كندا حيث اعتمدت هذه التقنية في بلاد البيرتا الشديدة البرودة، موضحا انه في ظل التقنيات الحديثة يكفي ان يكون هناك ضــوﺀ مــن دون غيوم ســوداﺀ في السماﺀ حتى تسخن المياه، وهي بالتالي تؤمن "المياه الدافئة" للمنازل والمؤسسات حتى في درجات حرارة تصل الى 25 تحت الصفر...

الا انــه بعد التجربة الاولــيــة في لبنان رأى النجار اننا في لبنان لا نزال نحتاج الى "لوبي" يقوم بتوعية الناس حول اهمية التحول الى هذه الطاقة، بموازاة الشق التجاري الذي يجب ان يكون قادرا على تأمين حاجة السوق فــي حــال تفاعله مــع هــذا التحول المطلوب.

ولــفــت الــــى وجــــود مــعــوقــات اساسية امـــام تــوجــه اللبنانيين الى هذا النظام ابرزها الى جانب غياب الوعي اللازم، ضعف القدرة المالية للمواطنين، عدم وجود برامج تسليف تسمح بتقسيط معداتها، الخوف من طبيعة هذه التكنولوجيا الحديثة ونوعيتها خصوصا ان السوق التجاري اللبناني لم يبلغ مرحلة التنافس في هذا المجال، المعوقات التي يفرضها اصحاب المباني السكنية، طبيعة المياه الكلسية التي يعتقد البعض انها لا تسمح باستخدام مثل هذا النظام في المقابل يعرض النجار حلولا مقترحة تقضي بان تقوم الحكومات بتشجيع المواطنين كي ينتقلوا الى هذا النظام عبر تأمين استفادتهم من تخفيضات ضريبية، تحديد مواصفات تتناسب مع حاجة السوق اللبنانية وخلق نوع من التنافس بين النوعيات الجيدة، تسهيل برامج تمويل يمكن ان تسهم فيها بعض الجهات الدولية المانحة كالبنك الدولي خصوصا ان المشروع مفيد للبيئة الى جانب كونه مفيدا لجيبة المواطن.. ويرى ضــرورة لان تلزم البلديات مالكي المباني على السماح للمستأجر بأن يستخدم سقف المنزل لوضع التجهيزات اللازمة، علما ان هذه التجهيزات لا تحتاج الى اكثر من مترين مربعين للمنزل مع برميل يوضع على سطح المبنى يرتبط بامدادات لتحويل المياه الباردة من الخزان الاساسي ويتم وصله بانابيب خاصة الى المنزل ولا يستغرق سوى 4 ساعات لتركيبه.

ويشدد النجار على ان "استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه سيتحول كواحد من اولويات الحياة اليومية خصوصا في ظل ارتفاع سعر البترول والنقص الكبير في القدرة على تأمين الطاقة واسعارها في لبنان وهذا الشيﺀ يجعل الطبقة الفقيرة والوسطى وحتى الغنية تبحث عن التوفير".

تعليقات: