شادي خليل أبو عيسى أصدر كتابه <الولايات غير المتحدة اللبنانية>

صفحة الغلاف
صفحة الغلاف


شادي خليل أبو عيسى: يتربع بعزم ودقة على عرش الكتابة الفكرية والثقافية المُتجددة عبر كتابه " الولايات غير المتحدة اللبنانية "

صدر كتاب “ الولايات غير المتحدة اللبنانية " للمحامي والكاتب شادي خليل أبو عيسى، ضمن إصدارات شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في العاصمة العالمية للكتاب بيروت 2009. وهو يقع في 408 صفحة من الحجم الكبير، حيث يشمل أقسام متعددة ومتشعبة تتصدرهما مقدمتان، الأولى للشاعر والفيلسوف روبير غانم، الذي ركز على أهمية الكتاب من كافة النواحي السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية والانسانية، والثانية بقلم المؤلِّف؛ ثم أجزاء عدّة وقوائم توثق المصادر والمراجع والمصطلحات والمحتويات.

في المقدمة، بسّط المؤلِّف الأرضية الفكرية والمعرفية والمنهجية التي يشتغل عليها، ثم انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الخطوات والإجراءات المنهجية التي يعتمدها في أقسام الكتاب وفصوله. وقد توافر لهذه المقدمة من الوضوح والقصد والاقتصاد في اللغة ما يجعلها تأسر القارئ المهتم وتدفعه إلى قراءة مجموع الكتاب.

يتضمن الكتاب 10 فصول في غاية الأهمية والخطورة ترصد التحولات التي عرفها لبنان والمنطقة بدقة وموضوعية، يعرض فيها التصورات المفيدة للمجتمع العربي مع مناقشة موسّعة لتلك التصورات وأسسها وأبعادها وسياقها المعرفي والتاريخي.

أما القسم الثاني- وهو يغطي مراحل ووثائق بارزة وخطيرة- فيشمل مدخلاً خُصِّص لإبراز الملامح العامة لأفق وأبعاد المشكلة اللبنانية والعربية، وهو الأفق الذي تشكل انطلاقاً من المقومات والهواجس الفكرية والثقافية التي رسخها العرب والغرب معاً. وقد اعتمد الكاتب أبو عيسى أسلوب تسهيل قراءة الكتاب عبر وضع أقوالاً وأمثالاً لبنانية وعربية وأجنبية تجذب القارئ وتشده لمتابعة الخوص في أعماق " الولايات غير المتحدة اللبنانية " بسرعة ودقة ومن دون عناء، وهذه هس ميزة أسلوب المؤلِّف شادي خليل أبو عيسى الذي ساهم ويساهم في تعزيز القراءة والثقافة والكتابة لبنانياً وعربياً وحتى دولياً. وهنا لابد من الإشارة إلى الحلول العملية والعملية التي اعتمدها الكاتب لسد المشاكل التي يعاني منها المجتمع ووضع خطة منهجية لقبول الرأي الآخر بمحبة وسلام.

وفي الخاتمة، استجمع الباحث أبو عيسى أبرز خلاصاته ونتائجه وملاحظاته، رابطاً كل ذلك بالمنطلقات المعرفية والمنهجية التي بسطها في المقدمة وفي كافة أفسام الكتاب. ولم يهمل المؤلِّف بعد ذلك وضع قائمة للمصادر والمراجع التي اعتمدها وثَبْتٍ لأبرز المصطلحات المستعملة داخل الكتاب في زاوية الهوامش. وبحكم المقتضيات المنهجية المعتمدة، فحص أبو عيسى كمًّا هائلاً من الأعمال النظرية والتصورات السياسية والاجتماعية، لينتقل بعدها إلى وضع آراء ونظريات للعديد من الشخصيات السياسية والفكرية والروحية ليضمها إلى أقسام كتابه – المُلهم.

تجدر الإشارة هنا إلى أن شادي أبو عيسى لم يدخل غمار تأريخ المجتمع اللبناني والعربي معتمداً على تصورات وأفكار عامة يستجمع بها الوقائع وينظمها في تسلسل زمني ليقدم الحصيلة في الأخير على شكل تقرير، بل اتخذ أسلوباً متميّزاً واضحاً تجاه مناهج التاريخ والسياسة، وتسلح بعدة منهجية ومفاهيم فكرية رائدة تمثل آخر ثمرات البحث التاريخي في مجال الدراسة الاجتماعية والسياسية والعلمية على الصعيد العالمي.

هذه إذن هي الخطوات الكبرى التي جاء عليها كتاب المحامي شادي خليل أبو عيسى والتصميم العام لأجزائه وأقسامه وفصوله؛ وهو تصميم يتسم بالنسقية والوضوح، ويعكس دون شك ما بلغه المؤلِّف من صفاء ووضوح في التعاطي مع موضوعه.

* كاتبة لبنانية


تعليقات: