ليبرمان في الغجر: قرار تقسيم البلدة في الأسبوعين المقبلين

 ليبرمان في قرية الغجر المحتلةأمس ويظهر وادي الوزاني وتلال الخيام
ليبرمان في قرية الغجر المحتلةأمس ويظهر وادي الوزاني وتلال الخيام


عادت قضية قرية الغجر الواقعة على المثلث الحدودي اللبناني ـــــ السوري ـــــ الفلسطيني إلى واجهة الأحداث من بوابة الزيارة التي قام بها أمس وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان إلى القرية، فيما حذّر قائد أركان المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، ألون فريدمان، من انفجار الوضع المتوتر على الحدود مع لبنان.

واستغل ليبرمان الجولة التي قام بها في قرية الغجر برفقة نائبه داني آيلون والمدير العام لوزارة الخارجية يوسي غال، وكبار الضباط الإسرائيليين، في مقدمهم قائد المنطقة الشمالية اللواء غادي آيزنكوت، لإطلاق جملة مواقف رداً على استفسارات أهالي القرية وأسئلتهم، الذين أكدوا أمامه عدم السماح بتقسيم القرية بواسطة جدار ولو على جثثهم، رداً على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن نيته التوصية بشطر القرية إلى نصفين بواسطة جدار.

وفي هذا المجال، قال ليبرمان إن إسرائيل لم تتخذ بعد القرار النهائي بشأن طريقة تعاملها مع قرية الغجر، مشيراً إلى وجود مقترحات مختلفة بهذا الشأن، وهي قيد الدراسة حالياً.

أضاف: «وضعنا نصب أعيننا اعتبارات أمنية وأخرى إنسانية بالنسبة إلى مسألة تغيير وضع الجزء الشمالي من القرية. هناك 2000 مواطن هناك. نحن نناقش أفكارنا مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وليس هناك أي اتصال بالسوريين أو اللبنانيين».

وفي إشارة إلى بعض ما ذكرته تقارير إعلامية إسرائيلية عن نيته التوصية بتقسيم القرية، قال ليبرمان: «لم أصل إلى أي نتيجة حتى اللحظة، ولا أملك خطة معينة»، مشيراً إلى أن القرار سيتخذ في «الأسابيع المقبلة».

وخلال لقائه أهالي القرية، سمع كلاماً عن معارضتهم تقسيم القرية، وقال الناطق باسم أهالي القرية نجيب الخطيب أنه «بالنسبة إلينا هذه قضية حياة أو موت. إنها معركة وجود. لن نسمح بتقسيم القرية ولا اليونيفيل بالقدوم إلى هنا».

وطلب الخطيب من ليبرمان أن يبلّغ الحكومة رسالة من سكان الغجر مفادها أن «القرية لن تقسّم إلّا على جثثنا».

أضاف أن «الغجر قرية سورية احتلت عام 1967، وهي جزء لا ينفصل عن مرتفعات الجولان. إذا أعيدت على أنها جزء من صفقة مع سوريا، فهذا مقبول، لكن لا نريد أن نتحمّل معاناة تسليمنا إلى اللبنانيين. سنكون لاجئين هناك».

واستمع ليبرمان إلى تقارير أمنية بشأن نشاطات حزب الله والجيش اللبناني. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية قولها إنه في حال انسحاب إسرائيل من الشطر الشمالي لقرية الغجر فإن إسرائيل ستطالب الحكومة اللبنانية والقوات الدولية باتخاذ إجراءات أمنية مشددة لضمان حياة السكان في هذه المنطقة.

وقال مصدر أمني للإذاعة إن تجربة الماضي تدلّ على أن نشاط القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ليس ناجعاً في المناطق المأهولة، وأن أي منطقة تنقل إلى مسؤولية هذه القوات تحوّل في نهاية المطاف إلى حزب الله.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت صباح أمس أن ليبرمان يعتزم أن يعرض في الأسابيع القريبة المقبلة على المجلس الوزاري السياسي ـــــ الأمني خطة جديدة لمعالجة مشكلة قرية الغجر. وبحسب الصحيفة، فإنه خلافاً لاقتراحات سابقة طرحت منذ نهاية حرب لبنان الثانية، لحل مؤقت للمسألة، يقترح ليبرمان حلاً دائماً في إطاره يقام سياج في منتصف القرية، على خط الحدود الدولية. أضافت الصحيفة، بناءً إلى مصدر سياسي إسرائيلي، فإنه حسب الخطة يمكن سكان الشطر الشمالي الانتقال للسكن في الشطر الجنوبي من القرية الذي سيكون في «أراضي إسرائيل»، أما من يبقَ في الشطر الشمالي فسيصبح مواطناً لبنانياً.

وبحسب هآرتس، يعرض «نموذج ليبرمان» حلاً دائماً لمشكلة الغجر، مغايراً تماماً للحل الذي سبق أن اقترحه قائد قوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وتكمن فيه معانٍ أكثر خطورة بالنسبة إلى سكان الشطر الشمالي.

من جهتها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية توصي بأن تسلم إسرائيل السيطرة على الشطر الشمالي من الغجر إلى الأمم المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن تقريراً بهذا الشأن سيسلّم إلى ليبرمان.

وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون للصحيفة، إن تسليم السيطرة على الغجر للأمم المتحدة سيكون جزءاً من خطوات حسن النية التي تهدف إلى دفع عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة.

في سياق متصل، نقلت مجلة «التايمز» البريطانية عن رئيس هيئة أركان المنطقة الشمالية، العميد ألون فريدمان، قوله إن الوضع على الحدود متوتر، والاستقرار منذ إنهاء الحرب في حالة «خطر» و«في كل دقيقة الوضع يمكن أن ينفجر».

ولفتت الصحيفة إلى أن تقدير الجيش الإسرائيلي هو أن حزب الله راكم قدراته الصاروخية بعد انتهاء حرب تموز بنسبة ثلاثة أضعاف، وأنه يملك حالياً أكثر من 40 ألف صاروخ. وأن مئات المقاتلين من رجال حزب الله تدربوا في إيران على إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ البعيدة المدى ضد أهداف برية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية غربية قولها إن رجال حزب الله تدربوا على منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز سام 8، وصواريخ مضادة للطائرات بعيدة المدى قادرة على تقييد نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، مشددة على أنه إذا أُدخلت هذه المنظومات إلى الأراضي اللبنانية فستُدمَّر.

تعليقات: