إنتشار ظاهرة مراكز الحمية الغذائية: الريجيم ثقافة صحية أم حالة مرضية؟

وجبة صحية خالية من الدهون
وجبة صحية خالية من الدهون


منذ سنوات عديدة ونحن نلحظ إنتشاراً واسعاً للمراكز الخاصة بالحمية الغذائية التي تتولى إرسال الوجبات الغذائية إلى منازل الزبائن وفق إشتراك شهري وبرنامج غذائي تحدده أخصائية التغذية، حيث يتلقى الزبون ثلاث وجبات غذائية كاملة تصله إلى منزله أو المكان الذي يحدده·

وهذا إن دلّ على شيء يدل على رغبة الناس في المحافظة على صحتها مقابل قوام رشيق مهما استدعى هذا الأمر من تكلفة مادية، ولا سيما أننا أصبحنا نعيش في زمن أسواق مليئة بالإغراءات والمطاعم والسلع الغذائية المنوّعة التي تقدم يومياً كل ما لذّ وطاب·

وهكذا يقع الإنسان ضحية لهذه الملذات والطيبات فتراه يلجأ في محاولة تلو الأخرى لخفض الوزن الزائد· منهم من يحاول القيام بنفسه <بالريجيم> في محاولة لخفض الكلغ التي إرتفعت نسبتها عن المعتاد، ومنهم من يسارع إلى عيادة أخصائية التغذية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والعودة إلى ذلك الجسم الرشيق، لتبقى فئة تفضّل بغالبيتها أن تتناول الوجبات الغذائية بانتظام وبشكل صحي لتدارك أي عوارض صحية ممكن أن تنتج من كثرة <التخبيص> في هذه المأكولات المنوّعة، وفي الوقت نفسه للحفاظ على جسم متوازن بكل المقاييس·

إنطلاقاً من هذا الواقع، برزت هذه الظاهرة الملفتة لمراكز الحمية الغذائية التي حلّت أيضاً بشكل أو بآخر مشكلة رجال الأعمال والسيدات العاملات فبدلاً من تناول الأطعمة الجاهزة والسريعة جاءت هذه المراكز كبديل هام جداً لهؤلاء الذي أصبح بامكانهم تناول الوجبات الصحية دون الحاجة لمغادرة مكاتبهم·

وهذا لا بد من الإشارة إلى أن باكورة هذه المراكز ظهرت عام 1990 حين افتتح أول <دايت سنتر> في لبنان في منتصف العام 1990 من قبل رفعت جبري (ماجستير علوم غذائية) وزوجته أخصائية التغذية سوسن وزان اللذين بدورهما استمدا الفكرة من خلال وجودهما في الولايات المتحدة الأميركية·

وزان <اللواء> التقت أخصائية التغذية سوسن وزان التي تحدثت عن هذه الرحلة بكل إسهاب فكان الحوار الآتي:

> كيف كانت البدايات؟

- <لقد تخرّجت من الجامعة الأميركية ماجستير تغذية وزوجي ماجستير علوم غذائية، وفي سنة 1988 جعلتنا الحرب نترك لبنان إلى الولايات المتحدة حيث اكتشفنا مراكز مماثلة وقررنا عند رجوعنا إلى لبنان سنة 1990 إنشاء أول مركز ريادي في الشرق الأوسط وهو مركز يضم عيادة غذائية، مطبخ صحي، ومحلات للبيع المباشر>·

> هل أنت راضية عمّا حققته؟

- <بعد الدراسات التي أجريناها والوعي الواضح لدى الناس حول موضوع الطعام الصحي وكيفية الاهتمام بوجباتهم اليومية وبعد مرور 20 سنة على وجود <الدايت سنتر> أقول الحمد لله أن الشعب اللبناني هو شعب مثقف ويعي خطورة الأمراض ومنها المرض الأول وهو زيادة الوزن وتأثيره السلبي على الصحة· فكان المركز هو بداية الحل لكل الناس الذين يعانون من مشكلة وزن زائد أو أمراض لها علاقة بالوزن الزائد أعني الضغط العالي، القلب، السكري وغيره>·

> ما هي الخطوات التي تتبعينها في اعطاء كل زبون وجبته الخاصة؟

- <أول خطوة نقوم بها هي طلب فحص دم شامل (كوليسترول تريغليسيريد، هيموغلوبين، سكري، الخ) للتأكد من سلامة الشخص الذي يريد أن يتبع حمية أو النمط الصحي، بعد الإطلاع على كيفية برنامج طعامه اليومي ينتقي برامج من برامجنا وهي:

1 - برنامج الـ Consultation وهو عبارة عن تشخيص لكل حالة بعد دراسة فحص الدم ومراجعة نمط غذاء الفرد· يعطي الزبون معلومات وافية عن نظم غذائية خاصة لحالته الصحية تتناسب مع نمط حياته، بالإضافة إلى معلومات عن الطريقة الصحية لتحضير الطعام في المنزل أو شراؤه من المراكز وكيفية تأقلم هذا النظام الغذائي عند الخروج إلى مطعم·

2 - برنامج الـ Classic يتضمن توصيل سلة طعام تضمن فطور، غذاء، تحلية وعشاء بعد دراسة ملف الزبون وتحديد نوع وكمية الطعام المناسب لحالته الصحية ويتضمن زيارات متابعة مجانية كل أسبوع·

3 - برنامج الـ Privilege يتضمن توصيل سلة طعام تتضمن فطور، غذاء، تحلية وعشاء للأشخاص الذين يعانون من حساسية على نوع معين من الطعام، أو الضغط، السكر، الخ كذلك يتضمن زيارات متابعة مجانية كل أسبوع·

4 - جديدنا برنامج خاص بالمرأة الحامل والمرضعة كذلك برنامج لمرضى الكوليسترول يختلف هذان البرنامجان عن الـ Classic والـ Privilege من حيث زيادة أصناف من الأطعمة، مثلاً في البرنامج الخاص للمرأة الحامل والمرضعة تم زيادة حصص من الحليب ومشتقاته، الفاكهة العضوية، الأطعمة الغنية بالفولايت، الجوز وبزر الكتان· أما في البرنامج الخاص بمرضى الكوليسترول فتم إضافة حصص من الأسماك الغنية بالأوميغا 3، الخبر الأسمر، وغيرها من الأطعمة التي برهنت الدراسات العلمية ضرورة وجودها في النظام الغذائي>·

> لدى اتباع نظام غذائي معين، ما هي نسبة الكلغ التي من الممكن أن تخفض أسبوعياً؟

- <يختلف ذلك بحسب الإلتزام فنلاحظ ان الأشخاص الذين يتبعون هذا النظام، يعود للدقة في تقسيم الوجبات وتحديد الكميات·

ولا ننسى أهمية التمارين الرياضية في انقاص الوزن· لذلك من خلال التجارب في المركز، فالمعدل الشهري هو بين 4 و 5 كيلو>·

> هل تختلف الوجبات ما بين مريض القلب والضغط ومن لديه السكر؟

- <تختلف الوجبات من حيث المرض· حيث ان مريض القلب يجب أن يخفف من تناول الدهون والحلويات مثل المقالي، حليب كامل الدسم، بينما مريض الضغط يجب الإنتباه إلى كمية الملح في طعامه والإبتعاد عن الأطعمة المالحة مثل اللحوم المدخنة، الخردل، الكاتشاب، البزورات، التشيبس، الخ· أمّا مريض السكر فيجب أن يتجنب المربى، العسل ويحدد النشويات التي يتناولها مثل الخبز، البطاطا، الرز، والباستا التي يفضل أن تكون سمراء· ولا ننسى أهمية تنظيم الوجبات وكمية النشويات في كل وجبة>·

> بدأت بمركز واحد واليوم كم يبلغ عدد المراكز التي تعني بالتغذية والحمية؟

- <ففي لبنان لدينا العيادة الغذائية في تلة الخياط والرابية بالإضافة إلى مراكز البيع المباشر في الحمراء، الأشرفية، الزلقا·

كذلك يتواجد <الدابت سنتر> ومحلات البيع في المملكة العربية السعودية (الرياض، جدّة، الخُبر)، الكويت وقطر>·

> هل تعتمد في النظام الغذائي الذي تتبعينه خفض الوزن على المدى الطويل أم في مدة قصيرة؟

- <برامجنا تعتمد خفض الوزن على المدى الطويل وتعليم الزبون العادات الغذائية السليمة التي سترافقه مدى حياته كي لا نقع في ما يسمى الـ يويو دايت أي خسارة الوزن وثم استعادته بالإضافة إلى ذلك أن خسارة الوزن على المدى الطويل تساعد على انخفاض مستوى الدهون في الجسم وبالتالي ابعاد خطر امراض القلب والشرايين>·

> ما أنواع التغذية الرئيسية التي تعتمدينها في وجباتك بشكل دائم؟

- <أولاً أن جميع المأكولات المتوفرة في <الدايت سنتر> هي قليلة الدسم والسكر ومناسبة لمرضى السكر والقلب والضغط والكوليسترول·

وجبات <الدايت سنتر> تتضمن جميع المواد الغذائية مثل النشويات خاصة الخبز الأسمر والبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون والزيوت النباتية، الفاكهة المتنوعة والخضار·

بالإضافة إلى الحلويات العربية والأجنبية المصنوعة من الفروكتوز أي سكر الفاكهة المناسب لمرضى السكر وجميع من يتبع حمية غذائية لتخفيض الوزن>·

> هل هناك وجبات تقدم وفقاً لمناسبة معينة، وماذا عن شهر رمضان؟

- <مع كل مناسبة أحب أن أقدم لزبائني مفاجئة، هذه السنة أقدم لهم <جواهر رمضان> وهي حلويات مصنوعة من عجينة الحمص بديلاً عن الطحين مما يعني المزيد من الألياف، Phytosterols, omega 3, omega 6 كل حبة تحتوي على 25 كالوري فقط، 12 جوهرة مختلفة مقدمة بعلبة مميزة· كما لدينا إنتاجاً خاصاً لكل مناسبة، في الميلاد المجيد، عيد الأضحى، فالنتين، عيد الفصح المجيد، عيد الأم>·

> لاحظنا انكم تقدمون أصناف عدّة لو تحدثينا عنها؟

- <من أهم أهدافنا توفير جميع الأصناف خاصة لمرضى السكر لأنهم دون عن غيرهم ممنوعين عن الحلويات فتجد لدينا الكعك، المعمول، المربى، الكيك، الحلو العربي، وبما أننا في شهر الخير جميع حلويات الشهر الفضيل كالكلاج، زنود الست، المعكرون، حلاوة الجبن جميعها متوفرة بأسعار جيدة وبأقل دسم تناسب مع مرضى السكر والكوليسترول>·

> ما هي نصيحتك للحفاظ على صحة سليمة وجسم رشيق؟

- <للحفاظة على صحة سليمة وجسم رشيق يجب تناول الطعام بكميات معتدلة والإبتعاد عن المأكولات الغنية بالدهون وممارسة الرياضة بشكل منتظم·

> ختاماً هل من نصائح تقدمينها للصائم في هذا الشهر المبارك؟

- <على الصائم في هذا الشهر المبارك الإبتعاد قدر المستطاع عن الحلويات العربية الدسمة وجميع أنواع المقالي: كما يجب ألا ينسى شرب كمية كافية من المياه (معدل ليتر ونصف) خلال السحور ليعطي جسمه الطاقة التي يحتاجها خلال يوم الصيام الطويل>·

كارلا كذلك، التقينا أخصائية التغذية كارلا حبيب مراد التي قررت بدورها أن تدخل هذا المجال فافتتحت مطعماً خاصاً بالوجبات الصحية يؤمن الطلبات داخل المطعم وخارجه·

عن هذه التجربة، تقول كارلا: <منذ سنتين والفكرة تراودني بافتتاح مثل هذا المطعم لكنني كنت مترددة بعض الشيء، لكن إثر الضغوطات من الأهل والأصدقاء والناس الذين وضعوا ثقتهم بي وبالتالي يودون تذوق مأكولاتي من خلال متابعتهم لي وللكتب التي أنشرها اقتنعت بالفكرة، خصوصاً عبد أن وعدني زوجي باستلام كل الأمور الإدارية مع شركائي آل البساط الذين أوجه لهم التحية لدعمهم لي في هذه التجربة>·

وعن إقبال الزبائن تقول كارلا: <صدقيني انني لم أتوقع هذا الإقبال من قبل الزبائن خصوصاً وأن أي مشروع في بداياته يحتاج إلى وقت كي ينجح إلاّ أننا والحمد لله وفقنا، مما اضطررنا إلى توسيع فريق العمل لكثرة الطلبات التي تأتينا>·

وعن الأنظمة الغذائية المتبعة للزبائن تقول: <في هذا الإطار لدينا ثلاث نشاطات، النشاط الشخصي أي أن يكون الزبون لديه مشكلة مرضية معينة كالسكر أو دهون مرتفعة في الدم أو مرض معين هذا الشخص نحرص على متابعته شخصياً ونقدم له طعاماً خاصاً به يناسب وضعه الصحي من حيث الكمية والنوعية، وهو مشترك مغاير للشخص الذي يأتي إلى داخل المطعم· كذلك هناك الزبون الذي يتصل ويطلب سندوشاً، معيناً وبالتالي هو يأكل ما هو صحي تماماً، أي قليل الدهون، وقليل الســـعرات الحرارية وتقريباً خــال من

الكوليســـترول والســــــكر و 100% وخال من السمنة والزبدة>· وطبعاً هناك الزبون الذي يأتي إلى المطعم ويحصل على الوجبة الصحية ليجلس ويتمتع بوجبته>·

وعن الكلغ التي ممكن أن تنخفض في حال اتباع هذا النوع من الوجبات الصحية، تقول: <المسألة تختلف بين شخص وآخر، مثلاً من يزن 100 كلغ بالتأكيد سينخفض حوالى 7 كلغ في الشهر لكن من يزن 60 كلغ لن ينخفض وزنه بالشكل نفسه· كما أنه ليس بالأمر الجيد أن ينخفض وزنه بنفس النسبة ومثالاً على ذلك فالمرأة الحامل لا نسمح لها بأن ينخفض وزنها لكننا نحرص بأن نحافظ لها على وزنها بالشكل اللائق، كذلك بالنسبة للمرأة المرضعة، لذلك ليس هناك من رقم محدد، فكل إنسان لديه حالة خاصة· كما لا ننسى <الغشاشين> الذين يحاولون أثناء اتباع نظام غذائي معين أن يأكلوا ما هو ممنوعاً عليهم>· وعن فريق العمل تقول كارلا: <لدينا أخصائيي تغذية يتابعون الحالات في العيادة التي خصصتها داخل المطعم، كما يتابعون المطبخ حيث هناك <شيف> متدرب لتقديم كل ما هو صحي>·

وعن الفحص داخل العيادة، تقول: <نحن نطالب فحصاً لدم، لكن أحياناً كثيرة يأتي الزبون ويريد أن يحصل على نظامه الغذائي بشكل فوري، لذلك نفحصه عيادياً ودائماً أضع في فكري الأسوأ أي أنه لدينا إرتفاع في الدهون والكوليسترول، وأعمل على هذا الأساس>·

وعن سعر الوجبات تقول: <بما أننا في رمضان المبارك، هناك وجبة إفطار خاصة تتضمن العصير، التمر، الحساء، الفتوش أو السلطة، صحن مقبلات، صحن أساسي وحلويات بسعر 22 ألف ليرة لبنانية، لكن بعد رمضان تصبح هذه الوجبة بـ 15 ألف ليرة لأنه لا يعود هناك عصير وتمر وحساء· ومن الممكن أن يطلب الزبون إشتراكاً سنوياً وطبعاً سيكون أفضل لأن التكلفة ستكون أقل>·

وعن نصيحتها للحفاظ على صحة سليمة وجسم رشيق تقول: <من المهم أن نأكل من كافة الأصناف المغذية، أي أن نأكل بالمرتبة الأولى الخضار والفواكه بكميات كبيرة إضافة إلى الحبوب والسمك والدجاج دون أن ننسى الألبان والأجبان، ولكن باعتدال· وعن النصائح التي تقدمها للصائم في هذا الشهر الكريم تقول كارلا: <من الضروري أن نحاول بأن يكون طبق الحساء والسلطة مماثلاً للطبق الأساسي من حيث الكمية>·

أما بالنسبة للسحور فأكبر خطأ أن نستهلك طبق الوجبات السريعة لأنها غنية بالدهنيات والملح وتزيد من الإحساس بالعطش في اليوم التالي· لذلك عندما نجلس إلى مائدة السحور علينا أن نتذكر بأن يبقى الخبز والجبنة أو اللبنة من أفضل الوجبات على السحور، ويمكن أن نستبدلها بالمناقيش من وقت لآخر مع كوب من الشاي والكثير من الخضار الطازجة للتخفيف من الإحساس بالعطش·

أما إن كنت تنزعج من الطعام قبل النوم مباشرة يمكن أن تقتصر وجبة السحور على الفاكهة الطازجة أو المجففة كالموز وعصير البرتقال الطازج·

كما على السيدات والمراهقين أن لا ينسوا كوب الحليب كمصدر للكالسيوم خلال شهر رمضان الكريم ويمكن استبداله بكوب السحلب مع القرفة وقطعة من الكعك·

وأخيراً، علينا أن نعلم بأن كثرة السكر في وجبة السحور كالكنافة بالقطر تزيد من الإحساس بالجوع في اليوم التالي>·

وعن طموحها تقول كارلا: <أتمنى من كل قلبي أن نتمكن من توسيع عملنا لننشئ أيضاً فروعاً في كافة البلاد العربية>·

رأي علم النفس؟

ولمعرفة ما يقوله علم النفس في هذه الظاهرة وهجمة الناس من مختلف الأعمار على الأنظمة الغذائية المتعددة والمنوعة بغية خفض الوزن والحفاظ على الجسم الرشيق التقينا أخصائية علم النفس الدكتورة دانا الأمين التي حدثتنا عن أسباب هذه الظاهرة، تقول:

إن الصورة التي تظهرها وسائل الإعلام من خلال الإعلانات أو عارضات الأزياء اللواتي تظهرن على الشاشات إضافة إلى الفنانات اللواتي أصبحن يحرصن على مظهرهن الخارجي أكثر من أدائهم الفني، كل ذلك أصبح يضع الناس في صورة معينة يطمحون للوصول إليها·

لذلك نراهم يحاولون أن يعتمدوا <الدايت> تلو الآخر ليصلوا لمرحلة يشبهون فيها هؤلاء الأشخاص المشهورين>·

تضيف: طبعاً نحن نشجع اعتماد الحمية شرط عدم المبالغة، ولا سيما أن الوزن الزائد أحياناً كثيرة يؤدي إلى إنتشار الأمراض، لذلك المطلوب أن تحافظ السيدة على مظهرها ولا سيما أن غالبية السيدات من العاملات، كما أن اللباس أصبح بحاجة لجسم رشيق·

وطالما أن هذه السيدة تعتمد النظام الغذائي دون أن تفرض هذا الأمر على الآخرين (عائلتها) فلا بأس بذلك>·

وعن الأشخاص الذين يعتمدون <الريجيم> بشكل يصل إلى درجة الهوس تقول: هنا تصبح المسألة مغايرة، فهي تصبح نوعاً من المرض· وفي هذا المجال هناك العديد من هذه الحالات حيث يكون الشخص غير راض عن نفسه، وهي في كثير من الأحيان تصيب أشخاص ذو جسم نحيف جداً إلا أنهم لا يقتنعون بذلك ويصرون على إعتماد <الريجيم> أكثر فأكثر· كما هناك حالات يرغم الإنسان نفسه على تناول ما لذّ وطاب ليعود بعد ذلك ويفرغ كافة الطعام عن طريق الإستفراغ في محاولة لعدم كسب الوزن· وهذه حالات تحتاج للعلاج بشكل فوري ولا ينفع معها الحوار بل تحتاج للدخول إلى المستشفى بشكل فوري· كذلك هناك من يستخدمون الأدوية <المسهلة> وهذا الأمر أيضاً يصب في خانة المرض النفسي·

وإلى أي مدى يعكس الجسم الرشيق إيجابية على نفسية الإنسان تقول: <لا شك بأن الجسم الرشيق يعطي ثقة بالنفس أكبر، لكن صدقيني هناك أشخاصاً لا يتمتعون بجسم رشيق وهم مع ذلك مقتنعين وسعداء بينما هناك حالات مرضية تتمتع بالجسم الرشيق وليست راضية عن نفسها وتعاني من المشاكل النفسية، فالمظهر ليس دائماً الميزان للنفسية الجيدة أو بالأحرى المرتاحة>·

الزبائن وختاماً، التقينا عدداً من زبائن هذه الوجبات الصحية والذين يفضلون أيضاً ارتياد المطاعم التي تقدم هذا النوع من الوجبات حرصاً على صحتهم·

< فوزي حبيش يقول: <منذ سنوات أصبت بذبحة قلبية نجوت منها بأعجوبة، لذلك كنت أحرص على تناول الوجبات بدقة· وعندما علمت بأن هناك مراكز خاصة بهذا النوع من الحمية حرصت على إعتمادها بشكل شهري ولا سيما أنني بهذه الطريقة أتناول كل ما هو صحي دون أن أمنع نفسي عن الطعام ولكن بسعرات حرارية أقل· لذلك ترينني منذ سنتين وأنا أتابع هذا النظام الذي يؤمن لي الراحة والصحة>·

< ليلى النصولي، تقول: <بالرغم من أنني ما زلت في الـ 24 من عمري إلا أنني أهتم جداً بمظهري وأتابع التمارين الرياضية بإستمرار·

وعندما علمت بافتتاح مطعم خاص بالوجبات الصحية أصبحت أشجع الرفاق على إرتياده فبدلاً من أن نذهب للمطاعم التي تقدم الوجبات بشكل إعتيادي أصبحنا نرتاد هذا المطعم لنحافظ على أجسامنا بشكل لائق· فنحن حين نتناول الغداء لن نضطر لممارسة الرياضة لمدة ساعتين أو ثلاث فساعة واحدة ستكفي لحرق ما تناولنا من سعرات حرارية>·

< كميل بدور، يقول: <أحاول قدر المستطاع أن أحافظ على نوعية الوجبات الغذائية التي أتناولها· صحيح أن هذه الوجبات الصحية تتطلب تكلفة مادية معينة إلا أن المسألة تستاهل، وبدلاً من إرتياد المطعم بشكل دائم ترينني أرتاده أسبوعياً مع المحافظة على نظام غذائي أتبعه داخل المنزل>·

وعلى أمل أن يجد كل إنسان نظامه الغذائي الذي يضمن له الصحة وطول العمر، نتمنى أن يزداد عدد هذه <المراكز> ليتمكن كل إنسان من تناول ما يريده من مأكولات دون أين يضطر لحرمان نفسه من كل ما لذّ وطاب، ولا سيما أنه كلما ازداد عدد هذه <المراكز> لا بد وأن تتدنى أسعار هذه الوجبات نتيجة المنافسة لكسب الزبائن، وذلك كي يستطيع كل من أراد ارتياد هكذا مطاعم أو اعتماد هكذا وجبات أن يحصل عليها ضمن تكلفة مادية معقولة علماً بأن قيمة هذه الوجبة حلياً ليست بالمرتفعة جداً لكنها بالطبع ليست مشرّعة لكل الناس·

حلويات بسعرات حرارية أقل جواهر <رمضان>
حلويات بسعرات حرارية أقل جواهر <رمضان>


سوسن وزان
سوسن وزان


كارلا
كارلا


د· دانا الأمين
د· دانا الأمين


تعليقات: