النبطية تتذمّر من خطوة البلدية بتشغيل عدادات رسوم السيارات

عدادات مخيفة
عدادات مخيفة


خطوة ناقصة مع غياب تأمين المواقف العامة وحملة التوعية والإرشاد..

المواطنون: لا تحل أزمة السير بل تكبّدنا تكاليف إضافية..

أصحاب المحلات التجارية يطالبون بوجوب مراعاة وضعهم..

النبطية:

موجة إستياء وحالة تذمّر عارمة تسود الشارع النبطاني، في أعقاب إقدام بلدية النبطية، منذ عدة أيام على تشغيل عدادات رسوم وقوف السيارات في عدد من شوارع مدينة النبطية، واستيفاء الرسوم عن ذلك بما يتراوح ما بين 250 ليرة عن كل 15 دقيقة، و750 ليرة من كل ساعة، لأي سيارة تتوقف أمام أي عداد من العدادات التي وضعتها البلدية على أرصفة الطرقات وأمام المحلات التجارية، وهي مزوّدة بكاميرات مراقبة، ويظهر عليها ما يلي: <أدخل 500 ليرة أو 250 ليرة معدنية>، اتخذ حجز السيارة وأجرة النقل على مسؤولية المخالف··

ومع أن الطريقة حضارية ومعتمدة في الدول الراقية وفي المدن اللبنانية، فقد أتت بها بلدية النبطية متأخرة، ولم يسبق تلك الخطوة بيانات ومنشورات من البلدية، لإرشاد السائق والمواطنين إلى هذا النمط الجديد على حياتهم، ووجوب مراعاة أصحاب المحلات التجارية والمكتبات والمصارف والمطاعم في هذا الإجراء، للحفاظ على مصدر رزقهم وإيقاف سياراتهم وسيارات الزبائن أمام تلك المحلات، ولو لبعض دقائق لشراء الحاجيات والضروريات للحياة··

<لـواء صيدا والجنوب> إستطلع آراء عدد من أصحاب المحلات والمواطنين في النبطية حول خطوة البلدية··

{ مختار النميرية حسن صادق، قال: هناك عدادات لا لزوم لها موضوعة أمام المحلات التجارية وقرب مواقف السيارات، فضلاً عن أن الأسعار غالية ولا تراعي الوضع المعيشي والإجتماعي، والمنطقة ليست مؤهّلة لهكذا خطوة مفاجئة، عليهم أولاً تنظيم البلد ومواقف السيارات، والتفتيش عن مواقف بديلة للسيارات، وبعدها يقومون بتركيب العدادات، فهذه الخطوة بحاجة إلى تنظيم صاحب أي محل أين يوقف سيارته، لذا المطلوب التنظيم والترخيص،وما يحز في نفوسنا أن نرى سيارة مراقبة العدادات تنظم محاضر ضبط بحق الناس في مدينة المقاومة·

نصف ربحي للعدادات { محمود فرحات (من عربصاليم - صاحب محل سمانة في النبطية)، قال: نحن مع التنظيم والترتيب، لكن لدينا محل صغير وأمامه أقف وأقوم بنقل البضاعة إليه مرتين في النهار، إذا حاولت الوقوف أمامه لا أجد مكاناً، وإذا وجدت مكاناً هل من المعقول أن أدفع يومياً من 10-12 ألف ليرة لقاء الوقوف أمام محلي، لأنني أفتحه من السابعة صباحاً لغاية العاشرة ليلاً، هل هذا منطقي أن أدفع نصف ربحي لعدادات البلدية، نحن مع التنظيم، وليس مع كسر ظهر المواطن بزيادة الكلفة عليه من دون أي مدخول، مثلما هم يريدون الإستفادة أن لا يتسببوا بقطع أرزاق العالم، وإنخفاض مداخيلهم·

وأضاف: هل رأيت صاحب محل يوقف سيارته على بعد 500 متر عنه، في منطقة لا يوجد فيها عدادات حتى لا يضطر إلى وضع نصف ربح ما يبيعه يومياً، هل هذا منطقي·

وختم فرحات بالقول: إننا نشكر البلدية ونشجعها على الأعمال النظامية، ونتمنى عليها أن تلحظ خلال إجتماعاتها أين يوقف أصحاب المحلات في النبطية سياراتهم، وأين يوقف الزبائن سياراتهم لشراء ما يريدون! { نهلا غبريس (من كفررمان - صاحبة محل سمانة في النبطية)، قالت: من الخطأ أن توضع هذه العدادات أمام المحلات التي هي باب للرزق، لو افترضنا أننا نريد بضاعة وأتت في بيك آب، فهل لا يجوز لنا أن نوقفه أمام محلنا لإفراغ الحمولة؟!·· فلا يجوز أن ندفع لقاء بدل إيقاف البيك آب أو سيارة عائدة لنا أمام محلنا، عليهم النظر في هذا الأمر، وإزالة العدادات من أمام المحلات·

ماذا نفعل شتاءً؟ { زهير الزين <أبو رامي> (صاحب مكتبة الزين في النبطية)، فضّل هو الآخر أن يترك سيارته في حي البياض، وأن يأتي إلى مكتبته باكراً سيراً على الأقدام، حتى لا يدفع بدل إيقاف سيارته أمام المكتبة أضعاف ما يبيع يومياً، متسائلاً: <ماذا أفعل في الشتاء، وهل من المعقول أن لا يحق لي أن أوقف سيارتي قرب مكتبتي مجاناً، وهل هذا يجوز؟>·

ورغم ذلك يردد <إن النظام حلو، ولكن يجب أن يسري على الجميع، وأن تكون هناك مراعاة في هذه الخطوة تشمل على الأقل أصحاب المحلات التجارية والمكتبات والمؤسسات الرسمية، كالهاتف والبريد، مثلاً> في العاصمة بيروت من خلال شراء <كرت> بـ 20 ألف لمدة شهرين، حينها كلما أوقف الشخص سيارته تحسم المدة من <الكرت>، وهذا الكرت من الواجب، وعلى الأقل، أن يعتمد لأصحاب المحلات· وختم <أبو رامي> بالقول: نحن مع كل خطوة ترفع من شأن النبطية، لكن هذه المدينة التي قاومت الإحتلال الإسرائيلي وقدمت الشهداء، لا تكافأ بجباية الضرائب والرسوم، بل بزيادة الخدمات وتوسيع الطرقات، من أجل التخفيف من زحمة السير في الشوارع، ثم كيف يُمكن لبناية سكنية وضع عدادات أمامها أو لعيادة طبية، هناك حالات يجب مراعاتها في خطوة البلدية التي لا نقلل من أهميتها·

{ عباس أحمد سلطان (صاحب حلويات الصادق)، أبدى إرتياحه للخطوة التي <إلتزم بها الناس في النبطية، وهي جاءت بعد بيروت وصيدا، والآن سوف يتم إستخدامها في صور، فالعدادات تنظم الفوضى>·

{ فادي بشارة (صاحب محل فول في النبطية)، قال: تطبيق القانون يجب أن يتزامن مع أي رادع، ولكن بناء الدولة يجب أن يتم من الأعلى إلى تحت، نحن نقبل بالعدادات، لكن يجب أن يشعروا مع المواطن لتكون الساعة بـ 250، ويجب أن تتم تنظيم الشوارع وتزفيتها قبل المباشرة بالعداد·

{ مدير عام <مطعم الجانتينا> في النبطية حبيب مكي، قال: إن للخطوة إيجابيات وسلبيات، تقضي بأن يكون هناك وضع خاص للمطاعم والبنوك والمحلات - أي إشتراك شهري بمرتبة محددة، على عكس ما يدفعه أصحاب المحلات شهرياً للبلدية، وهو 55 ألف ليرة، ويجب وضع خطة سير للنبطية التي قيل عنها كثيراً، لأن النبطية يجب أن تكون أهم مما هي عليه، لأنها مدينة وهي مركز محافظة· { حسين كحيل (صاحب محل بيع أجهزة هاتف وسي دي) قال: إن سلبيات الخطوة هي بأن من يريد أن يتوقف قرب المحل عندما يرى أن هناك دفع أموال لا يعود يتوقف، بل يكمل سيره، إننا ندعو إلى وضع آلية تلحظ مراعاة أوضاع أصحاب المحلات التجارية·

تعليقات: