خمسة صواريخ كاتيوشا مشبوهة في حولا إجتاز إحداها الحدود وضُبط الباقي

الجنرال غراتزيانو متفقداً مكان الصواريخ الكاتيوشا المنصوبة في حولا – صورة ادوار العشي  - مرجعيون
الجنرال غراتزيانو متفقداً مكان الصواريخ الكاتيوشا المنصوبة في حولا – صورة ادوار العشي - مرجعيون


مرجعيون:

هل حلت اللعنة بحولا الجنوبية، التي لم يكد يغمض لها جفن، من حادثة القنبلة العنقودية في حقولها قبل يومين، واكتشاف أجهزة التجسس الإسرائيلية في واديها قبل عشرة أيام، إلى قرقعة الكاتيوشا "المشبوهة" التي زُرعت في عتمة الليل، بأيدي متسللين إلى حديقة منزل رئيس بلديتها المهندس فيصل حجازي الذي هو قيد الإنشاء، في الطرف الجنوبي للبلدة، حيث نُصبت صواريخ الخمسة من عيار 107 ملم، باتجاه فلسطين المحتلة.

وعلى وقع هذه التطورات، يشهد محور حولا ـ ميس الجبل في القطاع الأوسط منذ مدة، أوضاعاً أمنية مريبة ، ما جعل المنطقة عرضة للإعتداءات الإسرائيلية، على قاعدة سياسة الأرض المحروقة التي انتهجتها إسرائيل في السابق وما زالت، وجرّ المنطقة إلى دائرة الإستهداف والخطر، بفعل الممارسات غير المسؤولة التي يقوم بها مجهولون لزعزعة الإستقرار في الجنوب اللبناني، الذي ينعم بالسلم تحت راية الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" المعززة.

إطلاق صاروخ كاتيوشا مساء أمس من بلدة حولا الحدودية، سلّط الضوء على ما يخطط للجنوب من أعمال مشبوهة، لزجِّ لبنان في صراعات إقليمية بغنى عنها، وطغى على ما يعانيه في الداخل من أزمات سياسية وإقتصادية ومعيشية.

فبعد إطلاق صاروخ كاتيوشا من عيار 107 ملم أمس، ورد العدو الإسرائيلي بتسع قذائف مدفعية من عيار 155 ملم، توزعت قرب بركة حولا وحقول الزيتون قبالة قلعة دوبية في خراج بلدتي حولا وميس الجبل، عثرت عناصر اللواء الحادي عشر، والأجهزة الأمنية في الجيش اللبناني، بأمرة قائد اللواء العميد الركن صادق طليس، في السادسة والنصف من صباح اليوم، بعد ليل طويل من البحث والتفتيش، بالتعاون والتنسيق مع قوات "اليونيفيل" المعززة، على أربعة صواريخ كاتيوشا من عيار 107 ملم من أصل خمسة، إنطلق إحداها وتعطلت عملية إطلاق الباقين دون أن تُعرف الأسباب.

وقد وجدت إلى جانب الصواريخ، حقيبة تحوي كاميرا فيديو لتصوير عملية الإطلاق، التي ربما حصلت بغتة لخطأ ما ودون سابق إنذار، ما عطل عملية إطلاق الصواريخ الأربعة الأخرى، ودفع "المتسللين" إلى الفرار وتركها كما هي، والنجاة بأنفسهم من قبضة الأجهزة الأمنية. كما وجد داخل الحقيبة جهاز لقياس الإحداثيات ونقاط الإعتلام، وقداحة صغيرة، وبعض الحاجيات الخاصة. وبدت الصواريخ الأربعة، التي فكك الجيش و"اليونيفيل" صواعق التفجير فيها، وتم تعطيل ساعة توقيت الإطلاق، أنها حديثة الصنع، وعليها كتابة باللغة الإنكليزية تؤرخ سنة تصنيعها العام 2001، وهي منصوبة على منصات خشبية بدائية، كما درج القائمون على هذه المشاريع المشبوهة، التي تحيك للجنوب وأهله شراً لا تُحمد عقباه.

وكانت هذه الصواريخ معدة للإطلاق، من حديقة منزل رئيس بلدية حولا المهندس فيصل حجازي، وهو قيد الإنشاء؛ ثلاثة منها رُكزت في الحديقة، فيما الرابع كان منصوباً على شرفة المنزل، وقربها غرفة إستراح فيها المتسللون، الذين دخلوا خلسة بين بيوت ومنازل الآمنين دون أن يثيروا الريبة، وكما يبدو أنهم أخذوا راحتهم لبعض الوقت، فترة تجهيز وإعداد الصواريخ، وقد خلفوا بعضاً من زادٍ وماء. ولوحظ أن "الكاتيوشا" كانت موجهة كلها، باتجاه تلة مقام الشيخ العباد في الجهة المقابلة شرقي البلدة، حيث تقوم أكبر قاعدة إسرائيلية على تخوم القطاع الأوسط من المنطقة الحدودية اللبنانية.

وقد سلم المنزل من كارثة، فيما لو نجحت عملية إطلاق الصواريخ الخمسة من هناك دفعة واحدة كما كان معداً لها، مما جعل القطاع الأوسط يعيش حالة غليان وقلق من عودة التوتر إلى المنطقة في ظل الهاجس الأمني الذي خلفته عملية إكتشاف أجهزة التجسس الإسرائيلية في الوادي القريب من المكان، والقنابل العنقودية التي تتربص بالأبرياء في حقولهم وقوت عيالهم.

وحضر إلى منزل حجازي، القائد العام للقوات الدولية في الجنوب الميجور جنرال كلاوديو غراتزيانو، وقائد "اليونيفيل" في القطاع الشرقي البريغادير جنرال ريكاردو الفاريز غارسيا، وقائد اللواء الحادي عشر في الجيش اللبناني العميد الركن صادق طليس، ومدير فرع مخابرات الجنوب العقيد علي شحرور، ورئيس بلدية حولا المهندس فيصل حجازي، وضبابط الأجهزة الأمنية اللبنانية، وضباط دوليون من الوحدات الإسبانية والفرنسية والنيبالية، بهدف إجراء تحقيق مشترك بالحادثة. من ثم إنتقل الجنرال غراتزيانو إلى محيط بركة حولا، وتفقد حقول الزيتون حيث سقطت قذائف المدفعية الإسرائيلية.

وأثناء وجود الجنرال غراتزيانو، حلقت طوافة دولية في جولات عدة فوق منزل حجازي، حيث تم العثور على الصواريخ الأربعة، والتقط من بداخلها صوراً من الجو للمكان، كما حلقت بالتزامن، طائرات حربية إسرائيلية على علوٍ متوسط للإستطلاع ومعرفة ما يجري هناك، ونفذت طيرانا دائرياً، في طلعات عدة فوق منطقة إطلاق "الكاتيوشا" الموجهة.

ومنذ ساعات الصباح الباكر، نفذت عناصر الجيش وقوات "اليونيفيل"، إنتشاراً واسعاً وكثيفاً في محيط المنطقة، وأقامت نقاط تفتيش وحواجز على طول الطريق المؤدي الى منزل رئيس البلدية، وفي محيط بركة حولا وحقول الزيتون القريبة، حيث سقطت قذائف المدفعية الإسرائيلية، على بُعد نحو خمسمائة متر من موقع الصواريخ، وقامت هذه العناصر بتفتيش المنطقة. وفرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المنطقة بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، وسير دوريات مؤللة وراجلة ، لاحتواء التوتر، والحؤول دون تدهور الوضع الأمني.

وفي خضم هذه الأجواء، سادت حالة من الهلع في المنطقة، بعدما تكررت الحوادث الأمنية في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد اكتشاف وتفجير أجهزة ومعدات التجسس الإسرائيلية في وادي العنق بين حولا وميس الجبل، وشاب الحذر والترقب منطقة القطاع الأوسط، وانتاب المواطنون وجلهم من المزارعين، القلق خشية توتير الوضع الأمني مع بداية السنة الدراسية، وموسم قطاف الزيتون، حيث الأهالي منتشرين في الحقول لجني الموسم، رغم تربص "العدو" الدفين بهم، والمتمثل بالقنابل العنقودية التي زرعتها إسرائيل مع نهاية عدوان تموز 2006.

حديث رئيس بلدية حولا

رئيس البلدية المهندس فيصل حجازي روى لـ"السفير" ما جرى، وقال إنه فوجئ بالخبر، حين اتصل به العميد طليس صباحاً في منزله في كفردونين في قضاء بنت جبيل، وأبلغه بالعثور على صواريخ الكاتيوشا في حديقة المنزل. وقد حضر على الفور، مستنكراً هذا العمل الجبان، واستغلال منزله الذي هو قيد الإنشاء في أطراف البلدة، لنصب صواريخ الكاتيوشا، وقال "هذا عمل مدان وهو خرق للسيادة اللبنانية، بغض النظر عن أي طرف يقف وراءه، ومهما كانت هويته"، واصفاً هذا الإنتهاك لممتلكاته، بأنه "عمل تخريبي بامتياز، وأن وضع الصواريخ قرب منازل سكنية، هو تهديد لأمن مواطنينا في حولا "، متمنياً على القوى الأمنية القيام بدورها، والعمل على منع هذه الخروقات التي تتكرر يومياً.

قائد الجيش في مرجعيون

ميدانياً، سُجل إنتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني، على مفارق الطرقات بين مرجعيون وحاصبيا في القطاع الشرقي، بالتزامن مع تحليق أربع طوافات تابعة للجيش اللبناني من طراز "غازيل"، على علوٍ مخفوض فوق سهل مرجعيون آتية من منطقة البقاع ، حطت في مهبط ثكنة مرجعيون العسكرية، مقر اللواء الثاني عشر، حيث أقلت إحداها قائد الجيش العماد جان قهوجي، في زيارة تفقدية للمنطقة في خضم مواكبة الحادث الأمني في حولا.

ومدير  فرع مخابرات الجنوب العقيد علي شحرور – صورة ادوار العشي  - مرجعيون
ومدير فرع مخابرات الجنوب العقيد علي شحرور – صورة ادوار العشي - مرجعيون


أحد الصواريخ منصوباً على منصة خشبية في حديقة المنزل – صورة ادوار العشي  - مرجعيون
أحد الصواريخ منصوباً على منصة خشبية في حديقة المنزل – صورة ادوار العشي - مرجعيون


كاتيوشا منصوبة على شرفة منزل رئيس بلدية حولا – صورة ادوار العشي  - مرجعيون
كاتيوشا منصوبة على شرفة منزل رئيس بلدية حولا – صورة ادوار العشي - مرجعيون


الحقيبة وجهاز الإحداثيات وصواعق التفجير– صورة ادوار العشي  - مرجعيون
الحقيبة وجهاز الإحداثيات وصواعق التفجير– صورة ادوار العشي - مرجعيون


رئيس البلدية متحدثاً لـ\
رئيس البلدية متحدثاً لـ\"السفير\" – صورة ادوار العشي - مرجعيون


طائرة قائد الجيش تحلق فوق مرجعيون – صورة ادوار العشي  - مرجعيون
طائرة قائد الجيش تحلق فوق مرجعيون – صورة ادوار العشي - مرجعيون


تعليقات: