تفجير مقر القيادة في صور

 الشهيد أحمد قصير
الشهيد أحمد قصير


في 11/11/1982 سجل التحول الكبير في عمليات رجال المقاومة ضد تجمعات العدو الاسرائيلي: بدء العمليات الاستشهادية.

ففي صبيحة ذلك اليوم، قاد فتى من دير “قانون النهر” يدعى أحمد قصير ولقبه “حيدر” سيارة مرسيدس مفخخة بأكثر من مئتي كيلوغرام من المواد المتفجرة واقتحم بها مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي لمنطقة صور، وللحظات.. لم يصدق كثيرون ما سمعوا، ولكن التفاصيل بدأت تتوالى، “لقد دمر المبنى المؤلف من 8 طوابق على من فيه”، قال أوري أور قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال واضاف “لقد كانت الصدمة الأولى والصدمة الأقوى للجيش الاسرائيلي في لبنان”.

المحصلة النهائية للعملية البطولية كانت 74 قتيلا و27 مفقودا وفق ما اعترف به الناطق العسكري الاسرائيلي، وظل اسم منفذ العملية مجهولا حتى 19 أيار 1985 عندما أعلنت المقاومة الاسلامية اسم أحمد قصير المنفذ للعملية الاستشهادية الأولى.

استمرت عمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي بشكل يومي وسجل بين الشهر الاول من عام 1983 والشهر السادس منه تنفيذ 53 هجوما من بينها هجوم على أوتوبيس عسكري في عرمون أوقع 18 عسكريا اسرائيليا أصيبوا بجروح، كما سجل خلال هذه الفترة تفجير ملالة اسرائيلية بجنودها الخمسة في غاليري سمعان مما أدى الى مقتل 3 جنود وإصابة جنديين بجروح.

وبعد عام على تنفيذ الاستشهادي أحمد قصير عمليته ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في منطقة صور وانتقال القيادة الى مكان آخر، هاجم استشهادي (4/11/1983) بواسطة سيارة “بيك آب” مقر المخابرات الاسرائيلية في صور، وقد حاول الحراس الاسرائيليون ايقافه لكنه لم يمتثل واندفع بها متجاوزا الحاجز وثلاثة سواتر ترابية قبل أن تستقر أمام المبنى وتنفجر.

اعترفت اسرائيل بمقتل 29 من جنودها في العملية الاستشهادية الثانية منذ دخولها عام 1982 الى لبنان، وفي بيان وزعته “منظمة الجهاد الاسلامي” أعلنت مسؤوليتها عن العملية، وهذه المنظمة سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الاميركية في نيسان 1983 فضلا عن تفجير مقري قيادة المارينز (تشرين الاول 1983) وفرقة المظليين الفرنسيين.

في 18/1/1984 كانت ساحة مدينة صيدا مسرحا لعملية بطولية نفذها فتى في الرابعة عشرة من عمره ويدعى نزيه القبرصلي الذي تصدى لدورية اسرائيلية أمام الجامع العمري وأمطرها بنيران رشاشه على مرأى من العشرات فقتل على الفور أحد الجنود وجرح ثلاثة آخرون قبل أن يستشهد ليسجل اسمه أحد رموز المقاومة الوطنية اللبنانية.

في 16/6/1984 كان الفتى بلال فحص قد اختار مكانا ضيقا قرب جدار لأحد بساتين الحمضيات في بلدة الزهراني كمينا بسيارته المرسيدس لقافلة من جيش الاحتلال... انتظر بلال وصول القافلة، وعندما اقتربت منه أدار محرك سيارته واتجه بها بسرعة الى ملالة من طراز M. 311 وكان الانفجار قويا وصل صداه الى منطقة صور.

اعترفت قيادة العدو بالعملية وقالت إن 11 جنديا أصيبوا بجروح، وفيما أعلنت “جبهة المقاومة الوطنية” مسؤوليتها عن العملية، وزعت حركة “أمل” نبذة عن الشهيد ونص الوصية التي سلمها الى رئيسها نبيه بري.

تعليقات: