جمهورية شانوح المنسيّة في مجاهل العرقوب الجنوبية

هيثم عبد العال.. أحد سكان جمهورية شانوح
هيثم عبد العال.. أحد سكان جمهورية شانوح


سكانها 22 شابا و8 نساء وطريقها مغامرة خطيرة..

لن تكون في حاجة الى فيزا او اذن دخول اذا ما قررت زيارة مزرعة شانوح، التي لا يفصلها عن مزرعة بسطرا المحررة سوى سياج شائك ترعاه قوات اليونيفيل، وعن مزرعة زبدين داخل مزارع شبعا المحتلة سواتر ترابية واسلاك شائكة، ومراكز مراقبة للعدو تغطي المنطقة المتداخلة على مدار الساعة. انها هناك في احدى الزوايا المنسية من منطقة العرقوب، ما حدا بالبعض في مرحلة من المراحل، على اطلاق تسمية "جمهورية شانوح" عليها لاستقلالها ولبعدها عن القرى الآهلة، وهي المزروعة بين الصخور والسنديان منذ اكثر من 60 عاما، اما ما يلزمك للوصول اليها، فهو صيانة مسبقة لسيارتك الرباعية الدفع كي لا تدفع الثمن غاليا على شبه الطريق المؤدية اليها وعشرات المنعطفات الخطرة التي تضاهي بانحدارها منعطفات عيناتا – الارز، الا ان بلدية كفرشوبا تسعى جاهدة لايصال الطريق اليها في شكل مقبول، بهدف وصلها بمزرعة حلتا من الجانب الغربي لمزرعة شانوح، وكلتاهما تتبعان اداريا بلدة كفرشوبا.

سكانها قلة، معظمهم من عائلة المرحوم غسان عبد العال، وهم 22 شابا و8 فتيات، وكلهم يعملون أما في الزراعة أو رعاية الماشية.

حسين غسان عبد العال سرد لنا تاريخ هذه المزرعة ومعاناة سكانها فقال:

منذ وفاة المرحوم والدي غسان ونحن نعاني من طريق مزرعة شانوح ومن المعاناة في شانوح ومن الحياة في شانوح، لأن أحداً لا يستطيع الوصول الينا، حتى الصرف الصحي والطريق في غياب شبه تام. حطّمنا سياراتنا، وأكثر عملنا يتم بواسطة البغال، فهذا ليس مقبولاً، لا الدولة تتطلع الينا، ولا نائب عم يتطلع فينا".

ويضيف: أما تاريخها فهو منذ ايام جدي حسين علي الشيخة منذ أكثر من 50 سنة، وهي على حالها منذ ذلك الحين، وهي ملك لنا ونحن أبناء غسان الشيخة عبد العال 22 شاباً و8 صبايا، وكل هذه العائلة تعيش من غلة المواشي، من أجبان وألبان، ومن بعض حقول الزيتون، وما حدا منا موظف في أي مؤسسة رسمية أو خاصة. وأذا تقدم أحد منا ليتوظف بيخضع للسين والجيم، ولا يستقبلونه، وبكرا اذا شتّت الدني ما بيعود حدا في يوصل على المزرعة، وقد شاهدتم ذلك بأم العين.

"جمهورية شانوح"

أما المطلوب فيقول حسين: باسم الاهالي، بدنا تتأهل وتتزفت طريق شانوح، وهي بالعربي طريق جمهورية شانوح، وهذا اهم شيء، وهي وحدها التي تسهل امورنا وحياتنا وسبل معيشتنا. اما الماشية فتقارب السياج الشائك الذي يحوط مزارع شبعا المحتلة في مرعاها، فتتصدى لنا القوات الدولية وتبعدنا من هناك. وهذه ايضا احدى معاناتنا، رغم ان الارض ارضنا ولدينا مستندات تؤكد ذلك. اما المياه للماشية فيتم نقلها بواسطة الجرارات الزراعية والصهاريج، واكثر من مرة نتعرض للموت على طريق المزرعة لخطورتها. وبالاضافة الى ذلك فاننا لا تبعد كثيرا عن مواقع العدو الاسرائيلي التي تشرف على المنطقة، واكثر من مرة اطلقت هذه القوات النار علينا وعلى قطعاننا. وفي احدى المرات استشهد الراعي ابرهيم رحيل من بلدة شبعا، كما ان قوات العدو اختطفت في مرحلة سابقة الراعي فادي عبد العال من داخل الاراضي المحررة، ومن ثم سلمته الى قوات اليونيفيل. ويضيف عبد العال: اما موسم الزيتون فخفيف هذه السنة ومضروب بالسوس لكي يكتمل النقل بالزعرور كما يقال، وعين الطاووس تملكت منه فقضت على الجزء الاكبر من الموسم، وهذه معاناة تضاف الى معاناتنا الاساسية، حتى ان الماشية بحاجة للطبابة البيطرية، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود وهناك امراض في صفوفها، فلا اطباء ولا ادوية ولا مساعدات... الحقيقة اننا نعيش بالصدفة...

اما المسن محمد حسين عبد العال 85 سنة وزوجته فاطمة قاسم شبلي 82 سنة، فسمعه ثقيل من جراء القصف الذي تعرضت له المنطقة في عدوان تموز ولم نتمكن من محادثته. وكذلك الحجة فاطمة التي كانت "تُنقي البقدونس" والتي ارتسمت على وجهها خارطة معاناة هذه المنطقة، لكنها قالت: مش سامعه شو عم بتقول لأن القصف الاسرائيلي "فخَّت طبلات ذينتيا" وكل اللي منطلبوا: رحمة الله...

تعليقات: