زيبار الزيتون ومجاري الصرف تهدد الثروة السمكية من الحاصباني الى الوزاني

زيبار الزيتون والصرف الصحي تنتشر في مجرى النهر
زيبار الزيتون والصرف الصحي تنتشر في مجرى النهر


أبشع عملية تلوث تتكرر عند كل موسم··

والحلول البيئية غائبة..

حاصبيا:

يتعرض نهر الحاصباني هذه الايام لاخطر وابشع عملية تلوث في تاريخه تكاد ان تقضي على الثروة السمكية وكل كائن حي فيه في ظل غياب تام للجهات المعنية خصوصا من قبل وزارة البيئة التي عليها التدخل السريع لوقف هذه الكارثة والحد من مخاطرها·

وقد بات معروفاً ان مشكلة التلوث في حوض الحاصباني من المشاكل المزمنة التي يعاني منها هذا النهر وذلك بعدما فشلت كل المحاولات التي لجأت اليها بلديات المنطقة وفي طليعتها بلدية حاصبيا بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات المحلية والدولية التي تعمل في هذا المجال من اجل ايجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة الا انه وفي مثل هذا الوقت من كل عام ومع جني موسم الزيتون وعصره تعود مشكلة التلوث لتجتاح مجدداً وبشكل اكبر مجرى نهر الحاصباني انطلاقاً من جسر الحاصباني شرقاً وحتى مشارف الوزاني جنوبا وبطول حوالى 5 كلم تقريباً بسبب تسرب كميات كبيرة من زيبار الزيتون من اكثر من 35 معصرة منتشرة بشكل عشوائي في مدينة حاصبيا والقرى المجاورة لها تضاف اليها كميات مضاعفة من المياه الآسنة والصرف الصحي وغيرها من الملوثات المنزلية التي تتدفق على شكل جداول وتصب جميعها في مجرى النهر وتحوله الى منطقة موبوءة تنبعث منه الروائح الكريهة وتقضي على الحياة المائية فيه وتلحق اضراراً فادحة في البساتين والحقول المروية على ضفتيه دون حسيب او رقيب ودون اي رادع يردع هذا التلوث ومسببيه بالرغم من كل المراجعات والمطالبات التي قام بها ابناء المنطقة وبخاصة المزارعين منهم للحد من هذه المشكلة منعا لتفاقمها·

هاشم النائب قاسم هاشم وخلال جولة له برفقة عدد من المزارعين في حوض الحاصباني اعتبر ان ما يتعرض له نهر الحاصباني من تلوث يشكل كارثة بيئية بكل ما للكلمة من معنى لما لهذا التلوث الخطير من آثار سلبية على الثروة السمكية التي هي مصدر معيشة لعشرات العائلات الحاصبانية وما يسببه هذا التلوث على بساتين الزيتون والحمضيات والحقول المزروعة على ضفتي النهر·

واضاف هاشم: اننا نضع هذه المشكلة في عهدة المسؤولين في الحكومة الجديدة التي عليها ان تباشر فوراً الى وضع خطة انقاذية سريعة لتجنيب هذه الثروة الوطنية في هذه المنطقة خطر هذا التلوث البيئي لانه لا يجوز امام ازمة المياه الموجودة ومع الخطة التي بدأتها الدولة لاقامة السدود لتجميع المياه في العديد من المناطق اللبنانية ان تبقى مشكلة التلوث على ما هي عليه وتهدد الثروة المائية التي ينعم بها لبنان· ابو غيدا

من جهته، رئيس بلدية حاصبيا كامل ابو غيدا لم يخف حجم المشكلة والخطر البيئي الذي يجتاح نهر الحاصباني جراء هذا التلوث مشيرا الى انها مشكلة مزمنة وكانت دائماً في سلم الاولويات التي عملت عليها بلديته للتخفيف من حجم هذا التلوث ريثما تتمكن من الوصول الى حلول جذرية للتخلص من هذه المشكلة، وكشف ابو غيدا بأن بلديته وبالتعاون مع بعض الدول الاوروبية المانحة بدأت التحضير لانشاء بركة قدمتها البلدية لاستيعاب زيبار الزيتون وهذه البركة تتمتع بمواصفات وتقنيات عالية متبعة في أرقى الدول الزراعية في العالم من شأنها تجنيب حوض الحاصباني والمياه الجوفية في محيطه من اي تلوث وان المشروع سيبدأ بتنفيذه قريبا على امل ان ينجز في العالم المقبل·

اما فيما خص المياه الآسنة والصرف الصحي فقد اوضح ابو غيدا بأن البلدية اعادت تأهيل الشبكة العامة في البلدة وأقامت شبكات جديدة في العديد من احياء البلدة وربطتها جميعها في محطة التكرير التي اعادت البلدية تأهيلها بالتعاون مع وكالة التنمية الاميركية وهذه المحطة سيبدأ تشغيلها قريبا وبذلك نكون قد خففنا بنسبة كبيرة من التلوث الذي يتعرض له نهر الحاباني·

زويهد مختار حاصبيا امين زويهد اسف للوضع المأساوي الذي وصل اليه نهر الحاصباني جراء التلوث اللاحق به جراء تسرب كميات كبيرة من زيبار الزيتون الى مجراه·

وقال زويهد لم يعد بالامكان السكوت على هذا الخط الذي يهدد مياهنا ومزروعاتنا وبيئتنا وسوف نلجأ الى اتخاذ خطوات عملانية من اية جهة تريد مساعدتنا للحد من هذا التلوث من اجل الضغط على اصحاب معاصر الزيتون واجبارهم تحت طائلة المسؤولية على نقل هذا الزيبار وتجميعه في برك بعيدة عن مجرى الحاصباني وعن الأماكن السكنية·

د· الحمرا من جهته، الناشط البيئي ومدير مكتب النائب انور الخليل في حاصبيا الدكتور امين شميس الحمرا اعتبر ان مشكلة تلوث نهر الحاصباني بزيبار الزيتون هي مشكلة مزمنة عمرها عشرات السنين وقد دأبنا طيلة هذه الفترة على متابعة الموضوع بهدف ايجاد الحلول العملية المطلوبة بحيث وصلنا الى مرحلة من التلوث المتكرر لمياه الحاصباني وتدمير الحياة المائية كاملة مع كل موسم لعصر الزيتون·

ولفت الحمرا الى ان هناك حلاً وحيداً لهذه المشكلة وذلك بعد ان أعددنا دراسة علمية مفصلة من قبل مكتب النائب انور الخليل في حاصبيا الممولة منه ومن قبل بعض الجمعيات والمتخصصين في الشأن البيئي في المنطقة وهذا الحل بات لدى وزارة البيئة وهو اقامة مجمع لزيبار الزيتون يعتمد الطريقة العلمية اللازمة لاقامة هذا المشروع عبر وكالة التنمية الالمانية واصبحت الاموال في عهدة بلدية حاصبيا التي قدمت الارض الا ان دراسة الاثر البيئي لا تزال متوقفة في وزارة البيئة مناشداً وزير البيئة في الحكومة الجديدة محمد رحال ان يقوم شخصياً بزيارة نهر الحاصباني ليرى بأم العين حجم المشكلة بل المأساة في وقت يتم الحديث فيه عن حفظ مياهنا وإقامة سدود الاستغلال هذه المياه في حين انه يتم تلويث هذه المياه وتدمير الحياة المائية والطبيعية فيها·

تعليقات: