ماذا وراء التلويح الإسرائيلي بشن عدوان جديد على لبنان؟

رفع العلم اللبناني على بوابة فاطمة وتبدو دورية للطوارىء وأخرى للاحتلال
رفع العلم اللبناني على بوابة فاطمة وتبدو دورية للطوارىء وأخرى للاحتلال


احتفالات الاستقلال في الجنوب تصل إلى <بوابة فاطمة>..

أسباب اختيار <حزب الله> توقيت اقرار وثيقة سياسية جديدة بعد 24 عاماً..

إحتفل اللبنانيون بالعيد السادس والستين لاستقلال لبنان، حيث عمت الاحتفالات والنشاطات مختلف المناطق، وبالذات الجنوبية التي لطعم الاستقلال فيه نكهة مميزة، وخصوصاً أن بعض البلدات، التي كانت تحت الاحتلال الاسرائيلي قبل 10 سنوات لم تتمكن من الاحتفال بالمناسبة آنذاك··

وكان يأمل اللبنانيون أن يأتي الاحتفال بالاستقلال هذا العام، وقد تم إقرار البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، التي حملت عنوان: <حكومة الوحدة الوطنية> - أي أن مختلف الأطراف الممثلة في المجلس النيابي تُشارك فيها، وتم التوافق عليها بين مختلف الأفرقاء السياسيين، وهو ما أخّر ولادتها لفترة طويلة، بعد إعتذار الرئيس الحريري عن التكليف في المرة الأولى··

وبإنتظار إنتهاء لجنة صياغة البيان الوزاري من مهمتها، يتوقع مسؤول جنوبي متابع ومطلع على سير ما يجري في اجتماعات اللجنة والإتصالات في الكواليس، أن يتم التوافق على جميع القضايا بين اجتماع وآخر، وخصوصاً البند المتعلق بالمقاومة، حيث يتوقع أن يتم تضمين البيان الوزاري <حق لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته في تحرير الأرض والدفاع عن لبنان>·· وهي ذات الصيغة التي كانت في البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الثانية، التي جرى تشكيلها بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 25 أيار 2008، نتيجة التوافق على ذلك في مؤتمر الدوحة بين الزعماء اللبنانيين، الذي أنهى حالة الانقسام التي عاشتها البلاد لأكثر من عام ونيف··

وأخذت المعلومات المتداولة عن امكانية قيام <إسرائيل> بشن عدوان ضد لبنان خلال الفترة المقبلة، بكثير من الاهتمام، بعد نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية بكشف العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية وآخرها بالذات التي تم توقيف أحد العملاء البارزين في بلدة تبنين··

ويترقب الجنوبيون أن يتم إيلاء القضايا الاقتصادية والمعيشية والإجتماعية والصحية والتربوية كل اهتمام، وأن تكون ضمن أولويات الحكومة الجديدة التي يتوقع لها أن تستمر حتى إجراء الانتخابات النيابية المقبلة - أي بعد 3 سنوات ونيف·

· الاحتفال بالاستقلال تزامنت الاحتفالات بعيد الاستقلال، مع تأكيد الرئيس سليمان <أن لبنان عاد واحة جيدة للإستثمار العربي بنوع خاص، خصوصاً انه ينعم بالإستقرار الأمني أساساً وهو استطاع بعد استعادة موقعه على الخريطة الدولية وثقة العالم أن يتجاوز انعكاسات الأزمة المالية العالمية، كما استطاع إبقاء ساحته الداخلية بمنأى عن نتائج المواجهات الاقليمية، ولا سيما منها الحرب على غزة>··

وتشديده على <احتفاظ لبنان بحقه في المقاومة لإسترجاع ما تبقى من أراضية المحتله في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بكافة الوسائل المشروعة والقدرات المتاحة>··

من جهته، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في <أمر اليوم> إلى العسكريين لمناسبة الاستقلال <أن الاستقلال الناجز، لا يتحقق إلا بحماية الأرض والشعب واعلاء راية سيادة الدولة فوق كل شبر من ترابنا الوطني>·· داعياً <إلى مزيد من اليقظة حيث تنتشرون على الحدود لمواجهة ما يُخطط له العدو الإسرائيلي ضد الوطن والاستمرار في التصدى لخروقاته البرية والجوية والبحرية بكل الامكانات المتوافرة، كما العمل الدؤوب على تمتين أواصر التعاون مع القوات الدولية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والوقوف إلى جانب شعبكم المقاوم، لتعزيز صموده في أرضه والحد من معاناته الطويلة، وعدم السماح لأيادي الشبهة والعمالة أن تعبث بإستقراره من حين الى آخر، متطلعين دائماً إلى حق لبنان النهائي في تحرير أرضه التي لا تزال قيد الإحتلال في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وبلدة الغجر>··

حزب الله يقر وثيقة جديدة وتابع المراقبون السياسيون بإهتمام قراءة توقيت إعلان <حزب الله> انهاء مؤتمره العام الذي استمرت أعماله عدة أشهر، وأقر وثيقة سياسية جديدة هي الثانية من نوعها بعد الرسالة المفتوحة في العام 1985، وإقرار عدد من التعديلات التنظيمية التي تتناسب مع طبيعة التطور الجديد من حركته ومسيرته خلال السنوات الماضية على مختلف الصعد·· وقد بقي السيد حسن نصر الله أميناً عاماً للحزب في تجديد هو الثالث له منذ العام 1993 بعد الإغتيال الإسرائيلي لأمينه العام السيد عباس الموسوي في 16 شباط 1992، وما تبع ذلك من تغيرات ومنها العديد من المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق اندحاره عن المناطق التي كان يحتلها في المنطقة الحدودية في 25 أيار من العام 2000، وبقائه محتلاً لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر·· وكذلك هزيمة العدو الإسرائيلي في عدوان تموز من العام 2006 الذي أرخى بنتائجه على قادة الكيان الصهيوني هو ما جاء في تقرير <لجنة فينوغراد> الإسرائيلية التي وضعت تقريرها في كانون التاني من العام 2008 وأقرت بالهزيمة الإسرائيلية·· ولكن دعت <إلى الإستعداد والتحضير للحرب المقبلة دون تحديد توقيتها وظروفها>·· والضربة القوية التي تلقاها الحزب بإغتيال القيادي البارز في المقاومة عماد مغنية (الحاج رضوان) في شباط من عام 2008 في <العاصمة السورية> دمشق··

الخروقات الاسرائيلية وتأتي الخروقات الإسرائيلية المتكررة في الأجواء اللبنانية عبر طائرات الاستطلاع لتسجل خرقاً للقرار 1701، حيث تصدت لها المضادات الأرضية التابعة للجيش اللبناني، والذي أعلن عن ذلك في بيان صدر عن قيادة الجيش ? مديرية التوجيه، <بأن تحليق هذه الطائرات تم فوق قطاع بنت جبيل على علو متوسط وعند إطلاق نيران المضادات الأرضية بإتجاهها أدى الى الإرتفاع التدريجي ومن ثم مغادرة الأجواء اللبنانية>··

وكانت اللجنه التقنية التابعة للجيش اللبناني قد قامت بالتعاون مع فريق متخصص تابع لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بمواصلة عملها عبر إعادة تحديد الخط الأزرق قبالة بلدات: رميش ويارون وتبنين، حيث سيتم تثبيت هذه المعالم··

كما انتشر الجيش اللبناني عند بوابة فاطمة، حيث أقام حواجز على بعد 100 متر من البوابة بإتجاه بلدة عديسة لتخفيف حركة السير وحماية عناصر الكتيبتين الإسبانية والأندونيسية الذين يعملون على ترسيم الخط الأزرق على البوابة بوضع سياج شائك وإقامة رصيف متفق عليه مع بلدة كفركلا··

ولمناسبة الاستقلال رفعت الأعلام اللبنانية على بوابة فاطمة، حيث وصلت الى المكان دورية اسرائيلية فيما كانت تتواجد في الجانب اللبناني دورية لقوات <اليونيفل>··

وجاءت زيارة القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو على رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري لاطلاعهما على الوضع في الجنوب، حيث شرح لهما الوضع الأمني لجنوب لبنان، وأنشطة <اليونيفل> والتعاون الممتاز مع الجيش اللبناني، مؤكداً <أن الوضع الأمني في جنوب لبنان هادئ بشكل عام>، موضحاً <أنه شدد على إلتزام <اليونيفل> بمهمتها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701>

·· ٍوبين الداعين للتخلي عن سلاح المقاومه يبرز تساؤل يدخل على الساحه الجنوبية بشكل خاص حول السبل إلى مواجهة المحتل الاسرائيلي، وخصوصاً أن هذا السلاح في الجنوب أثبت جدواه ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن ما جرى من أحداث مؤلمه في 7 أيار 2008 لن تتكرر·· في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن حرباً ستقع في الشرق الأوسط في الخريف أو الصيف المقبلين، وأن هذه الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الايراني· وتتفاوت الاحتمالات بهجوم إسرئيلي على <حزب الله> في الجنوب أو قطاع غزة أو كلاهما معاً··

وقد استند المراقبون في تقديراتهم على أساس التدريبات العسكرية الاسرائيلية ونوعية الأسلحة التي تم تطويرها في الصناعات العسكرية الاسرائيلية والتصريحات المتعددة لقادة سياسيين وعسكريين وآخرها لرئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو وقائد اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي اللواء جادي أيزنقوط، والتي سبقها مناورات عسكرية مشتركة بين الجيشين الأميركي والاسرائيلي حول <سيناريوهات> متعددة للحرب، وسط تأكيدات من قادة العدو <أن <حزب الله> ضاعف قوته الصاروخية والعسكرية عما كان عليه قبل عدوان تموز 2005>··

وفيما يُلاحظ توجه الخيار العسكري لتوجيه ضربه الى <حماس> و<حزب الله> وإن احتاج الأمر أيضاً ضد سوريا، يتم التعاطي كما لو أن قضية إيران ستحل عبر المسار الدبلوماسي··

شبكات التجسس والانسحاب من الغجر هذا وقد ترك نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية لعديد من شبكات التجسس الاسرائيلية إرتياحاً لبنانياً، وصدمة اسرائيلية نظراً لتوقيف شبكات زودت العدو بالعديد من المعلومات عن الجيش والمقاومة وبنك معلومات يُمكن أن يستفيد منها العدو، حيث أحدثت هذه الضربة إرباكاً بين القادة الصهاينة··

وجاء توقيف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني أسامة محمد علي بري (من تبنين) بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي، ليعيد فتح ملف الشبكات العميلة، بعد فترة الهدوء التي أعقبت توقيف العديد من الشبكات التي كرت اثر توقيف العميل أديب العلم·

وذكرت المعلومات أن أسامة، الذي كان يعمل مدرساً في احدى مدارس المنطقة، اعترف بتزويد العدو بمعلومات عن المقاومة، حيث استفاد العدو منها بأعماله العدوانية··

ولم تستبعد مصادر أمنية أن يكون لتوقيف أسامة نتائج جيدة عبر كشف باقي أفراد الشبكة وتوقيفهم·

· وأعلنت عائلة بري وأهالي بلدة تبنين التبرؤ من العميل أسامة، الذي أطلقوا عليه إسم <أسامة صهيوني>·

وكان المقاومون قد إكتشفوا أجهزة تنصت اسرائيلية في وادي دبية الواقع بين بلدتي ميس الجبل وحولا في قضاء مرجعيون، حيث قام الاحتلال بتاريخ 20 تشرين الأول الماضي، بتفجير جهازي تنصت، اللذين كانا مربوطين بعبوات ناسفة، وقد تم التفجير بعد أن جرى كشفهما، حيث كانا يبثان عن الحركة في محيطهما، وذلك قبل أيام قليلة من اطلاق صاروخ <كاتيوشا> بتاريخ 27 تشرين الأول الماضي، من على مقربة من ذات المكان في حولا بإتجاه مستعمرة كريات شمونة في شمال فلسطين المحتلة، والعثور على 4 صواريخ آخرى لم تنفجر، أعلنت سرايا زياد الجراح التابعة لـ <كتائب عبدالله عزام> مسؤوليتها عنها··

ويعتبر نشاط الشبكات العميلة خرقاً أمنياً اسرائيليا للقرار الدولي 1701، وعلى الرغم من ذلك فقد أكد القادة الصهاينة استمرار عمل الشبكات التجسسية··

وأشار المنسق السابق للشؤون الاسرائيلية المكلف بالملف اللبناني الجنرال ديفيد أغمنون <عن وجود نشاطات في عمل جيش وضمن أذرع الأمن الاسرائيلية بينها تهريب مخدرات من لبنان مقابل معلومات استخبارية، وأن خلايا تهريب المخدرات ليست سوى جزء يسير من مجموع الشبكات التي تستخدمها <اسرائيل> للحصول على معلومات استخباراتية>·· وألمح إلى أنه <حتى إذا كانت التقارير عن إكتشاف شبكات العملاء في لبنان وضبطها صحيحة، فإن هذا ينبغي ألا يزعج <إسرائيل>، وهي ليست قلقة فعلاً من اكتشافات <حزب الله> للعملاء لأن لديها شبكات كثيرة، وينبغي أن نتذكر أنه لحظة إكتشاف شبكة تبدأ شبكة جديدة على الأقل في الإنتظام>·· معترفاً بأن <منظومة التحقيق والاحباط لدى <حزب الله> تحسنت - بوصف مراسلين اسرئيليين إعتراف أغمنون بهذه القضية كأنه <زلة لسان>، علماً أنه لم ينفِ أقواله··

ويبرز تساؤل حول دوافع الطاقم الوزاري السياسي الأمني الاسرائيلي بدفع مسالة الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر إلى الواجه: وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس <من أن الطاقم السياسي الأمني السباعي برئاسة نتانياهو قرر دفع مسألة الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر إلى الواجهة>··

ونفت مصادر أمنية لبنانية أن تكون الحكومة اللبنانية قد تبلغت من <اليونيفل> أي صيغة اسرائيلية للانسحاب من الغجر

·· الملف الفلسطيني وعلى المسار الفلسطيني استمرت حالة المراوحة مع استمرار الخلافات بين حركتي <فتح> و<حماس> وعدم التوصل إلى التوافق على إطلاق الحوار الذي كانت ترعاه مصر، حيث كان مقرراً تتويجه بتوقيع اتفاق بين مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية في القاهرة

·· وتردد أن الاتصالات بدأت تبشر بإمكانية التوصل الى توقيع الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية بعد عيد الأضحى، على أن يتم بحث تحفظات حركة <حماس> وبعض الفصائل الفلسطينية في موعد يحدد لاحقاً··

وتزايد الخلاف في أعقاب تداعيات تقرير القاضي ريتشارد غولدستون حول جرائم الحرب الاسرائيلية خلال الحرب على غزة نهاية العام 2008، وتأجيل التصويت في مجلس حقوق الانسان، قبل إعادة اقراره وتحويله إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة··

ويسجل اصرار فلسطيني على عدم نقل تداعيات الخلاف على الساحة اللبنانية، وخصوصاً أن هناك مطالبة فلسطينية بتوحيد الموقف الفلسطيني وتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة تضم مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان، لتكون جاهزة ومستعدة مع انطلاق جلسات لجنة الحوار اللبناني ? الفلسطيني، حيث أن هناك <رزمة> كبيرة من الملفات الفلسطينية التي تترقب المعالجة، وفي طليعتها: الحقوق المدنية والاجتماعية المعيشية للفلسطينيين المقيمين في لبنان، وشرعنة العمل في أكثر من 70 مهنة كان وزير العمل الأسبق الدكتور طراد حمادة قد اتخذ قراراً منتصف العام 2006 قضى بالسماح لهم بمزاولتها، لكن بقي هذا القرار بحاجة إلى اقرار عبر المجلس النيابي لتكرس ذلك··

فضلاً عن الموافقة على قانون التملك للفلسطيني على غرار ما هو حاصل مع الأجانب في لبنان، ومع الفلسطينيين في أماكن تواجدهم· إضافةً إلى إعادة إطلاق ورشة العمل في مخيم نهر البارد الذي يتوقع أن يوضع حجر الأساس له بعد عيد الأضحى المبارك بعد الزيارة الاستثنائية لوفد من ممثلي الدول المانحة إلى مخيم نهر البارد، والتي تركت إرتياحاً - وفق المعطيات الميدانية مع التأكيد على ايجاد حلول نهائية لقضية اعادة الاعمار، ومنها تنفيذ بناء 123 وحدة سكنية في عقار بتمويل من <الهلال الاحمر الإماراتي> وبناء مدرسة··

قرية الغجر المحتلة··
قرية الغجر المحتلة··


تعليقات: