الحرب القادمة: جنوب بلا ملاجئ

«الحرب القادمة»... إلى جنوب بلا ملاجئ

.....

صور ــ عـلي عطوي

يعيش اللبنانيون الخوف من هواجس «حرب جديدة» قد تشنّها إسرائيل في الصيف المقبل، بعدما لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بإمكان خوض «جولة ثانية». هذا الأمر يُعيد إلى الأذهان صورة المجازر البشعة، التي تقع مع كلّ عدوان يستهدف لبنان.

وهذا ما يفسّر أولوية الحاجة إلى بناء ملاجئ، تحمي اللبنانيين، وخاصّةً أهل الجنوب منهم وتبقيهم في أرضهم، بدل نزوحهم إلى بيروت والجبل وباقي المناطق، أسوةً بما هيَ الحال في المستوطنات الإسرائيليّة المواجهة، «فالمجزرة التي حصلت في صريفا وراح ضحيّتها أطفال ونساء في بيوتهم، لم تكن من أصلها لو توافر مكان آمن»، كما يقول رئيس بلديّة صريفا عفيف نجدي.

ويضيف: «علينا أن نتخلّص من الذهنيّة التي تربط الحديث عن الملاجئ في أوقات الحرب فقط، الصراع مستمرّ بينَ لبنان وإسرائيل ما دام لا يوجد عمليّة سلام، وعلينا أن نستعدّ لحرب محتملة في أيّ وقت». ويشير «إلى أنّ الملاجئ هي سبب إضافي للصمود، وتعطي إحساس بالطمأنينة والأمان».

وفي قانا، يروي رئيس بلديّتها العائد من زيارة له في سويسرا، كيف يتخذ هذا البلد إجراءات وقائيّة لحماية مواطنيه من هجوم نووي محتمَل، وهو شيّد لهذه الغاية الملاجئ وفقَ المعايير الدوليّة، بالرغم من أنّه بلد ينعَم بالأمن والسلام». ويحمِّل «الدولة مسؤوليّة اعتماد خطّة لإقامة الملاجئ وفقَ المعايير والمواصفات التقنيّة المطلوبة، في قرى المواجهة الأماميّة على الأقلّ».

من جهة أخرى، يجد سلامة أنّ «رفع الوعي والإدراك بينَ مختلف فئات الشعب اللبناني لطبيعة الصراع الدائر، يسهم في تعميم ثقافة المقاومة التي تبقى ضمانة لعدم وقوع اعتداء مقبل». ويشير بطرف إصبعه إلى المجزرة الأولى وينتقل به لناحية المجزرة الثانية، ويقول: «الاعتداءات العسكريّة الإسرائيليّة بازدياد، والمجازر التي حصلت خلال العدوان الأخير خير دليل»، ويسأل: «إذا كانت إسرائيل قد أعدّت العدّة لمحاربتنا، فماذا أعددنا نحنُ لها؟». يوضح العميد المتقاعد في الجيش اللبناني أمين حطيط «خطورة استعمال الملاجئ الجماعيّة، لأنها تقدّم خدمة للعدوّ، فهو يستفيد من تجمّع الناس لإحداث المجزرة الجماعيّة». ويذكر حادثة قصف ملجأ العامريّة في العراق عام 1991، إلاّ أنّه يشترط وجود ملاجئ «ذات بناء وتجهيز ومتانة قويّة تحقق خدمة اللاجئين». ويفضّل في هذا المجال «اعتماد مبدأ ملجأ العائلة، بشكل يثبّت المعنويّات إلى حدٍّ ما، ويُبعد الخطر في حدود معيّنة، ويمكن اللجوء أيضاً إلى حفر الخنادق المغطّاة التي تبدأ بالمنزل وتبعد عنه من 10 إلى 15 متراً في اتجاهين، وهيَ عادةً تكون ذات كلفة أقلّ وضمان أكثر للحماية».

تعليقات: