لا اعتراض على مشيئة الله

إنه القدر ولا اعتراض على مشيئة الله
إنه القدر ولا اعتراض على مشيئة الله


ترددت كثيراً بالكتابة لان جميع صفحات الموقع لن تتسع لما أحمله في قلبى من الم وحزن عميقين ودائمين..

إنه نفس الالم الذى تحمله سارة عبدالله جراء مرض والدها، شفاه الله ويعافيه وليكتب له الافضل كما يكتب لوالدتى شافاها الله ايض.

فأنا اعيش ظروف الأخت العزيزة سارة، والكل يعرف غلاوة الاب والام ولا نستطيع شراء غيرهما من أي مكان.

قد يكون بفحوى كتاباتها رسالة معينة تودّ ايصالها لناس معينين، وهم عبدة الشيطان والبعيدون كل البعد عن الايمان وينتظرون الفرصة وكأن على راسهم ريشة ولن يمرضون او يموتون بيوم من الايام.

للاسف هو كأس وسوف يمرّ على الجميع، الغنى والفقير والقوى والضعيف، ولم يكن من رجل اقوى واجبر من والدى، رحمه الله، وكنت دائما اقول أنه لن يموت ابى لقوته وشخصيته وجبروته ومقاومته للمرض ورغم هذا كانت مشئية الله اقوى وتوفى ولا اعتراض على حكمه. وها هى والدتى مقعدة ومريضة ولكنها مثل الملاك، أو الطفل البرئ، في فراشها من شدة ايمانها بالله، والله يعينها ويصبرها على ما بلاها، يبدو الايمان والنور ظاهران على محياها رغم حالتها الصحية ووضعها الحالى..

الله مدّ بعمرها ليزيد ميزان حسناتها وباذن الله على الجنة "بثيابها" كما يقولون، لانها طيلة عمرها لم تعرف قلم الحمرة او الكحلة..

أنا بغاية الحزن والقلق عليهاواعانى مرضيا ومعنويا وجسديا بسبب مرضها وبُعدها عنى وأتمنى لو في يوم من الايام تنطق بحرف او تهمس او تتحرك او تمشى او تقف، وستكون هذه معجزة الهية من رب العالمين.

اصبّح وامسى واحلم بها، واريد ان اقول أني لا أعتب على الغريب اذا كان غير مبالٍ او لم يسأل لان القريب من خوالى وخالاتى وعمومى وعماتى واقرباء كثيرون، مع استثناء البعض منهم، لا يسأل أو بكلف خاطره يحط على أعيننا ويربّـحنا جميلة بالسؤال، كأن الختيار اذا وصل لسن معين أو ألمّ به مرض يجب أن يموت بنظرهم..

هذه رسالة منى لجميع من كان مقصراً مع والدتى سواء بالماضى او الحاضر وياخسارة تربيتها فيهم وشقا عمرها الذي ضاع مع ناس ما طمر فيها التربية..

وبالنهاية ما بياكلها الا نحن وبنتعلم دروس بهذه الدنيا..

من يقف إلى جانبك ومين يبعد عنك أيام الشدّة ومين قصّر ومين قام بالواجب..

وكما تدين تدان ويوم لك ويوم عليك وكأس سوف يمر على الجميع وكل شيئ في وقته "حلو"..

ومن خلف ما مات ويكفي ان أولادها وعزوتها قربها إلى جانب رب العالمين .

كبير الشكر والتقدير لجميع من وقف بجانبنا وسأل عن والدتى وواسنا وأحس بنا وعانى معنا وتعاطف معنا بمحنتنا وندعو الله أن يبعد المرض عنهم وعن احبتهم وممتنين لهم وفضلهم علينا.

خلاصة كلامى يا سارة أدعو الله أن يشفي والدك ويخفف عنه، رغم انى لا أعرفك، ولكن عرفت كم أن والدك هو غالي من خلال كتابتك، وأحس بك وبمعاناتك لانك تحبين والدك كثيراً.. وانا أعبد والدتى من بعد رب العالمين!

والدنيا بعد الام والاب لا تساوي شيئأ، لا ولد ولا بنت ولا زوج ولا اخ ولا اخت ولا مخلوق بالدنيا يعوض عنهما.

هم الذين أتوا بنا إلى هذه الدنيا وليس نحن الذين أتينا بهم، وانا مقتنعة ومؤمنة والكل من اهلى وعائلتى زاد في قناعتى بانه هذه مشئية الله ولو كنت اعترض على حكمة الله لكنت أريد من والداي أن يعيشا الدهر كله إلى أن أموت قبلهما، لكن لا اعتراض على مشيئته...

ولكن ما باليد حيلة، اصبرى وقوّى ايمانك بالله.

رسالة سارة عبدالله إلى والدها (أبو حسين رياض عبدالله)

مقالة الشيخ الموجهة إلى سارة عبدالله

تعليقات: