شهر محرّم الحرام

بأي ذنب قتلت ؟؟!!
بأي ذنب قتلت ؟؟!!


هلّ علينا هلال شهر الحزن والأشجان، شهر محرّم الحرام، شهر حزن أهل البيت (ع) وأتباع أهل البيت والمسلمين جميعاً..

عن مولانا الإمام علي بن موسى الرضا(ع): "فعلى مثل الحسين (ع) فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام".

ثم قال (ع):" كان أبي (ع) إذا دخل شهر محرم لم يُر ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك يوم مصيبته، وحزنه وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) مظلوماً" .

ففي هذا الشهر قتل الإمام الحسين عليه السلام مظلوماً وعطشاناً وقتل أخيه العباس وقتل أبنائه وأبناء عمومته وأصحابه وسبيت نسائهم وحرقت خيامهم وتيتم فيه أبناء رسول الله وأهل بيته.

لذا هبوا أيها المسلمون في شرق الأرض وغربها، قوموا، فهذا الشهر المحرم عاد.. وأيام الكرب والبلاء ( كربلاء ) عادت.. وعاشوراء تُصنع كل يوم.. لبوا النداء هل من ناصر ينصرني، فليكن جوابكم على مدى الزمان والأسماع، ولتكن أفعالكم قولاً صادقاً: "لبيك أبداً سيدي وحبيبي يا حسين".

هلموا نجدد العزاء بالدمع.. بالإخلاص، ببذل الجهد والعطاء وأداء التكليف كلٌ منا في موقعه لنفي بالعهد لصاحب الوصية، والموالاة للشهيد المظلوم سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.

لذا يجب أن يكون شهر محرم من كل عام، منطلقاً سنوياً جديداً ونقطة تحول جذرية، تحدث تغييراً في توجه الفرد وتوجه المجتمع.

شهر تجديد العزاء بالحسين (ع) حيث قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم مخاطباً بضعته الزهراء عليها السلام ( يا فاطمة إن نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي ورجال أمتي يبكون على رجال أهل بيتي ويجددون العزاء عليهم جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة ). فعليه يجب معرفة الحقائق الكامنة وراء انطلاق الإمام الحسين عليه السلام، وإقدامه على النهوض والثورة، وفي أي مرحلة وزمان كان ذلك. كما يجب علينا أخذ الدروس والعبر من هذه النهضة الحسينية . وقد كانت هذه النهضة والثورة ذات أبعاد كبيرة ودقيقه حيث قال الإمام الحسين سبط رسول الله بعد أن أدى مناسك الحج وخرج الى العراق لإصلاح الوضع السياسي آنذاك : (إني لم أخرج أشراً و لا بطراً و لا مفسداً، ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر) إن من أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها من نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) هو الاستعداد لتقديم كل غال ونفيس من أجل الإصلاح في الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالإصلاح لا يمكن تحقيقه بالأماني والأحلام، وإنما يحتاج إلى إرادة وعزيمة، وعمل دئوب، ونشاط مستمر، واستعداد للتضحية بمختلف أشكالها من أجل الوصول إلى الإصلاح.

فيجب أن نتعلم جميعاً من الإمام الحسين(عليه السلام) كيف نكون من دعاة الإصلاح، ومن دعاة الحرية والديمقراطية، ولنمارس دورنا كمصلحين ، ولينطلق كل شخص منا في ممارسة الإصلاح حسب قدراته ومكانته وظروفه، فالإصلاح هو هدف كل الرسالات السماوية، وكل الأنبياء وقد دعانا الله جل جلاله إلى الإصلاح حيث قال عز وجل في محكم كتابه الكريم : {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} سورة هود 88 .

حسين السيد علي السيد سعيد زلزله

تعليقات: