ميشال أسمر مؤسس الندوة اللبنانية والالتزام الخماسي: ربع قرن على رحيله

ميشال أسمر (الى اليمين) وغسان تويني.
ميشال أسمر (الى اليمين) وغسان تويني.


ميشال أسمر مؤسس "الندوة اللبنانية" والالتزام الخماسي: ربع قرن على رحيله

لم نشأ أن نمر مرور الكرام، على الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل مؤسس "الندوة اللبنانية"، ومطلق أحد أهم مظاهر الحركة الفكرية والثقافية في لبنان، الاستاذ ميشال اسمر (توفي ليلة عيد الميلاد من العام 1984).

كان ميشال أسمر، ابن جيل نشأ وترعرع في جو من الازدهار الأدبي والفكري. وكان أبناء هذا الجيل يجدون أنفسهم أمام تحدي كبار الكتّاب والمفكرين اللبنانيين والعرب الذين صنعوا النهضة العربية في القرن التاسع عشر، وصولاً الى بدايات القرن العشرين، أمثال جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، جرجي زيدان، شبلي الشميّل، فرح أنطون، المعلم بطرس البستاني، سليم البستاني، ناصيف اليازجي، ابرهيم اليازجي، عبد الرحمن الكواكبي، قاسم أمين، أحمد شوقي، محمد المويلحي، علي عبد الرازق، طه حسين وكثيرين غيرهم.

وأبعد من هذا، إذ أن إرهاصات الحركة الفكرية في فرنسا، كان لا بد لها من أن تطال شواطئ لبنان، كما دأبت منذ القديم، لتحرّك في ابنائه، أو قسم منهم على الاقل، أفكاراً جديدة. ولربما أكثر ما تميّزت به الحياة الأدبية والفكرية في فرنسا أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، نشوء ما عُرف بـ"قوة المفكرين"، والتي تمثلت في أدباء وفلاسفة كبار، أهمهم: موريس باريس، شارل بيغيه، إميل زولا، هنري برغسون، أناتول فرانس، أندريه جيد، روجيه مارتين دوغار، وشارل موراس، بالاضافة الى جيل أكثر تقدماً تمثل بـ: جان بول سارتر، ألبر كامو، سيمون دو بوفوار، جورج برنانوس، إيمانويل مونييه، وريمون آرون.

إن هؤلاء المفكرين الفرنسيين، استطاعوا أن يشكلوا ما عُرف في بدايات القرن العشرين، بـ"قوة المفكرين"، هذه القوة التي ما فتئت تسحر الرأي العام والاجيال الصاعدة. وقد تميّز هؤلاء، بالتزامهم قضايا ومبادئ وتيارات سياسية، يمينية أو يسارية. وقد وصل هذا النهج الالتزامي الى قمته مع جان بول سارتر، الذي وضع ركائز ما سمي بـ"الفكر الملتزم".

هكذا، أراد أسمر أن ينقل هذه التجربة الفرنسية الى لبنان، وهو الذي قرأ وتأثر بـ"أندريه جيد" (كما يعترف في كتابه: يوميات ميشال سرور، دار المكشوف، بيروت، 1938)، وبالجو الثقافي المحيط به. لقد أدرك أسمر أهمية "قوة المفكرين"، بعدما شهد تأثيرها في الحياة الفكرية والسياسية في فرنسا. من هنا كان انبعاث فكرة "الندوة اللبنانية" في العام 1946، هذا المنبر الذي قُدّر له أن يكون مطلق (بكسر اللام) ما سيشكّل في لبنان ظاهرة "قوة المفكرين".

فالنخبة اللبنانية، وفق اسمر، كانت تعيش على هامش تاريخ لبنان، ولم يكن لها ذلك الفعل الضروري فيه، بعكس النخبة الفرنسية التي كانت منخرطة انخراطاً تاماً في الحياة السياسية الفرنسية والاوروبية والعالمية آنذاك. الا أن النخبة اللبنانية كانت تعي غيابها، وهذا الوعي كان ينم عن رجاء أن يتاح للفكر اللبناني بنيان الغد في لبنان. من هنا كانت فكرة ميشال أسمر بانشاء "الندوة اللبنانية"، لتكون منبراً يدعو اليه النخبة لـ"تضع ذاتها في خط التاريخ، وتنطق بلغة الشعب، لغة العمل والكدح، لغة المهنة، لغة الجهد والكفاح، لغة التاريخ الحقيقية". وكان على الندوة أن تنحو نحو إعادة انضواء اللبنانيين الى الوسط الثقافي، ونحو إعادة تربيتهم لبنانياً، وإعادة الوئام بينهم وبين أرضهم وحقيقتهم.

وجاءت الندوة اللبنانية، نتيجة تقاطع عوامل ثلاثة، تمثل أولها باستكمالها عمل مفكري النهضة، باتجاه "عصر أنوار لبناني" وعربي جديد، وثانيها بالتأثر الكبير بالحياة الفكرية والثقافية في الغرب، وخاصة في فرنسا، وثالثها تمثل بالاستجابة لحاجة النخبة اللبنانية الى أن تتحول قوة مؤثرة في الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية في لبنان، خاصة بعدما نال لبنان استقلاله في العام 1943.

هكذا انتهت الندوة عند أسمر بأن تكون فعل حياة، وتعبيراً عن الوعي اللبناني، ذات أهداف واضحة، أهمها تهيئة اللبنانيين لمعرفة ذاتهم، وإخراج المثقفين اللبنانيين من أبراجهم العاجية، وتحويلهم "قوة" فعلية تمارس سلطتها على كل أوجه الحياة في لبنان، تماماً كما هو حاصل في فرنسا. إذاً، لم تكن "الندوة اللبنانية" منبر ترفٍ فكري، بل جسدت "قوة المفكرين" في لبنان. إلا أنها لم تلتزم تياراً سياسياً محدداً، يمينياً كان أو يسارياً، فالتزامها الوحيد والاعلى كان لبنان، "لبنان الكيان، والميثاق، والشهابية، والحوار الاسلامي - المسيحي، والفكرة المتوسطية".

فمنذ تأسيسها في العام 1946، وحتى اندلاع أحداث 1958، كان شغل "الندوة اللبنانية" الشاغل، تأكيد الكيانية اللبنانية، والثقافة الميثاقية، فتراك تجد المفكرين اللبنانيين يطلون من على منبرها، ضمن سلسلات "التاريخ"، و"تعمير البيت اللبناني"، و"القوى الملتزمة"، و"مقومات المستقبل اللبناني"، و"شواغل لبنانية"، وغيرها، مؤكدين قدم هذا الكيان ورسوخه، ومشددين على ثقافة الميثاق الوطني الجامعة كل أطيافه، من مسلمين ومسيحيين. فها هما ميشال شيحا وجواد بولس ينطلقان من أساس موحّد، هو الموقع الجغرافي للبنان، للتشديد على قدم الكيان اللبناني، لكنهما يفترقان مع الفتح الاسلامي لتحديد تبلور شخصيته. فالاول (شيحا، لبنان اليوم، منشورات الندوة اللبنانية، 1962) اعتبر ان هذا الفتح هو السبب المباشر في نشأة الطوائف. وبالتالي فإن وجود الطوائف المختلفة المسيحية والاسلامية في جبال لبنان، والذي ترافق في الحقبة العثمانية مع وجود الإمارتين المعنية والشهابية، بلور شخصية لبنان ووطدها، وكرّس لبنان ملجأ للأقليات المضطهدة. في حين أننا نرى الثاني - أي جواد بولس (Les fondements géographiques du Liban contemporain) - يشدّد على أن تبلور شخصية لبنان سابق لوجود الطوائف، وما وجود الطوائف فيه الا نتيجة لوجوده، وليس سبباً له، ليؤكد في النهاية أهمية الميثاق الذي تقوم عليه الدولة اللبنانية الحالية، الذي هو اتفاق بين مختلف طوائف البلد الدينية.

لا بلد أكثر من ذلك، فها إننا نرى كمال جنبلاط، بكامل هندامه الاشتراكي (لبنان في واقعه ومرتجاه، 1957)، يستند، كسابقيه، الى موقع لبنان الجغرافي ليبرّر قيام "واقع لبناني اصيل عبر التاريخ ومنذ أقدم العصور، وواقع سياسي مستقل". هذا الواقع التاريخي - السياسي الذي شهد "يقظة سياسية ونهضة استقلالية قبل أي بلد عربي آخر". فلبنان عنده هو "اتحاد فيديرالي واقعي للقرى والاقاليم والتقاطيع الجغرافية الطبيعية"، و"ما بين جبل لبنان الصغير والمدن الساحلية". هذا اللبنان الذي "وُجد فعلاً ليكون بلد اللامركزية، بلد "الكونتونات"، فلم ينجح حكم في لبنان سوى حكم اللامركزية". ولا يتوقف جنبلاط عند هذا الحد، بل نجده يدعو الدول العربية، الراغبة في تحقيق الاتحاد في ما بينها الى أن "تأخذ لبنان، بـ"فدراليته" نموذجاً لاتحادها، خاصة من حيث "الانفتاح والتفهم والعقلانية". فلبنان، برأي جنبلاط، وُجد ليكون بلد العقل، بلد العقلانية، "أثينا هذه البقعة من الشرق".

ولم يكن ينقص تيار الكيانية والميثاقية، من محاضري "الندوة اللبنانية" الا الفيلسوف كمال الحاج، الذي انتشل الميثاق من مفهومه الطائفي، ليضعه في إطار فلسفي حضاري، ويجعله التحقيق الفعلي والقانوني للقومية اللبنانية. فالميثاق عنده أكثر من تساوٍ إداري، ومن اتفاق سياسي، إنه تناغم حضاري ما بين دينين كبيرين، هما المسيحية والاسلام. ومن هنا يرى الحاج أن الدفاع الصادق عن لبنان، إنما هو، جبراً، دفاع عن الميثاق فروح الميثاق إنما تثبت القومية اللبنانية.

جاءت أحداث العام 1958 المأسوية، لتشكل صدمة لـ"الندوة اللبنانية" ومؤسسها ميشال أسمر. الا أن العمل الذي كان قد بُدئ به منذ العام 1946، كان يجب أن يتم استكماله. فرفضت الندوة ومؤسسها الشرخ اللبناني. وها هو أسمر يلبي بسرعة طلب الرئيس رشيد كرامي بالاطلالة على اللبنانيين، من خلال أثير الاذاعة اللبنانية آنذاك، لبثّ أحاديث إذاعية بغية ترطيب الاجواء وتهدئة الخواطر. ولم يتوقف أسمر عند هذا الحد، فأصدر كتابه بعد المحنة... وقبلها (منشورات الندوة اللبنانية، 1959)، حيث نشر أحاديثه الاذاعية، لتكون بمتناول كل اللبنانيين، بهدف العمل على إعادة اللحمة في ما بينهم.

إن أهم ما قدمه أسمر في هذه الاحاديث وهذا الكتاب، هو محاولته الصادقة لفهم اسباب حوادث العام 1958، والخروج منها باندفاعة جديدة لتركيز الكيان اللبناني والثقافة الميثاقية. فما كان منه الا أن انتهز فرصة التزامن ما بين عيدي الفطر والفصح، في نيسان 1958، ليعيد التشديد على الميثاق مُعطيه قيمة ايجابية، تخرجه من سلبيته السابقة، باتجاه الانفتاح على العالم بأكمله. فبدل ان تكون المعادلة الميثاقية "لا للشرق، ولا للغرب"، فهي اصبحت مع أسمر، معادلة كيان مستقل، منفتح على كل هواء، سواء أكان من الغرب أو من الشرق. هذا الكيان الذي يتنشق بإحدى رئتيه "رياح الصحراء التي تحمل اليه انبثاق دين سماوي كريم، وانطلاق فكر تشبّع من ثقافة الاغريق"، ويتلقف برئته الثانية "نسمات بحر يغسل شواطئه وينقل اليه مدنية دين سماوي آخر، وثقافة مثقلة بأنضج الثمار عقلاً وعملاً وفناً". وبهذا لا يكون الميثاق سجناً لكلا جناحي لبنان، بل مساحة مفتوحة، على كل هواء، وحاملة "بذور حمل جديد، يطلع على العالم رسالة جديدة مبتكرة"، رسالة تعايش ما بين المسيحية والاسلام. فقيمة لبنان إنما هي في وجود المسيحية والاسلام معاً فيه. وهذا اللبنان هو "واجب الوجود"، وعلى أبنائه أن يعملوا للمحافظة عليه وتطويره. فبات الميثاق الوطني مع أسمر، أكثر من "لاءين"، بل مساحة التقاء جديدة باتجاه رسالة انسانية، تبرز للعالم كيف يعيش المسيحيون مسيحيتهم الحق، والمسلمون إسلامهم الحق، على أن يديروا معاً شؤونهم الزمنية في شكل منفصل عن إيمانهم الديني.

إن ما شرحناه آنفاً، يسمح لنا بفهم وقوف "الندوة اللبنانية" ومؤسسها الى جانب "الشهابية"، كرؤية سياسية جديدة، تهدف الى بناء دولة المؤسسات، والانماء المتوازن ما بين كل المناطق. فها هي الندوة تستقبل منظر الشهابية، جورج نقاش في محاضرته (Un nouveau style: Le Chehabisme) العام 1960، ومن ثم الأب لويس جوزف لوبريه (Le Liban au tournant) في العام 1964، رئيس بعثة إيرفد في لبنان، والذي كان الرئيس فؤاد شهاب كلفه إعداد دراسة عن الحال الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، بهدف بناء سياسة اجتماعية - اقتصادية جديدة للدولة اللبنانية. كما نلاحظ في تلك الحقبة تشديد "الندوة اللبنانية" على العديد من السلسلات المتعلقة ببناء المؤسسات في لبنان، وذلك مواكبة للعهد والجهد الشهابيين. من هذه السلسلات: "أسس حياتنا الوطنية"، "أعمدة البيت اللبناني"، "لبنان في محافظاته"، "الجامعة ورسالتها"، تعمير لبنان بالانباء والارشاد"، "لبنان الغد ومؤسساته الفاعلة"، في سبيل وحدة اللبنانيين"، "مع الشباب والطلاب"، "تعمير البيت اللبناني بشهادة مسؤولين ومطامح المستقبل". فشكلت الندوة بهذا النشاط الرافعة الفكرية لمشروع بناء الدولة في لبنان، والذي قاده الرئيس فؤاد شهاب آنذاك.

لم ينحصر نشاط الندوة اللبنانية، ومؤسسها في السياسة الداخلية اللبنانية فحسب، بل تعدّاه الى العمل على بلورة تيار كان ميشال شيحا وشارل مالك وشارل قرم قد أطلقوه في بداية الاربعينات من القرن العشرين: "المتوسطية". فلبنان المتسم بالطابع "العالمي"، على حد تعبير شيحا، و"الانساني" على حد تعبير أسمر، هو أكثر من لبناني، أو عربي، إن له هوية أكثر شمولاً: إنها المتوسطية. ومن هنا كانت الندوة المنبر الاول في لبنان، ولربما في العالم المتوسطي، الذي فتح أبوابه أمام هذه الفكرة. وأبرز من جسّدها كان رينيه حبشي (في سلسلة محاضرات استمرت من العام 1954 الى العام 1964). هذا الاخير الذي انطلق من واقع الشرق المأزوم، والذي يتخبط بمرضه الثقافي الناجم عن غياب الفلسفة والعلم، وسيطرة الوحي والثقافة الاختبارية، والمولد لمركّب النقص تجاه الغرب، من جهة؛ ومن جهة أخرى، من واقع الغرب المأزوم ايضاً، والمتخبط بدوره بمرضه الثقافي، الناجم عن سيطرة العالم والمادية على الفكر الفلسفي، واللاهوتي، والذي يولد مركب العظمة تجاه الشرق. ولم يجد حبشي حلاً لهذين المرضين الثقافيين في الشرق والغرب، إلاحلاً وسطاً وهو "المتوسطية"، التي لها جذور في التاريخ والجغرافيا.

ولم يفت "الندوة اللبنانية"، أو ميشال أسمر أهمية "الروحانيات" في بلد كلبنان. من هنا، وانطلاقاً من التزامها هذا الكيان بكل أبعاده، عمدت الندوة ومؤسسها الى دعوة "أحبار الكنيسة المتجددة" و"الاسلام المتنوّر": يواكيم مبارك، صبحي الصالح، جورج خضر، موسى الصدر، نصري سلهب، يوسف ابو حلقة، فرنسوا دوبريه لا تور، وحسن صعب، وذلك في العام 1965، ضمن سلسلة "المسيحية والاسلام في لبنان"، بهدف التحاور المنفتح والصريح. وقد انتهت هذه السلسلة ببيان مشترك تاريخي، أكد فيه المحاضرون ان الحوار هو أفضل اسلوب لتعزيز الإلفة الوطنية في لبنان، وأن هذا البلد هو الوطن المختار لهذا الحوار الاسلامي - المسيحي. كما شدّدوا على تلاقي الديانتين المسيحية والاسلام في ايمانهما بالله الواحد، وعلى القيام معاً بتعزيز القيم الروحية والمبادئ الخلقية المشتركة، ومعاهدة الله على تحقيق اللقاء الأخوي المستمر بين هاتين الديانتين. ولم يكتفِ أسمر بهذه السلسلة، بل اتبعها بسلسلة أخرى، بعنوان "العدالة في المسيحية والاسلام"، في العام 1966، والتي ضمت: فريد جبر، أحمد مكي، ألبر لحام، محمد يكن، فريدا حداد، عمر مسقاوي، غريغوار حداد وحسن حمادة. ثم قام في العام 1972 بنشر الخماسية الاسلامية - المسيحية للأب يواكيم مبارك. وحتى عند اندلاع الحروب في لبنان العام 1975، كان أسمر يخطو خطوة أخرى في هذا الحوار عبر نشره كتاب الاسلام للأب مبارك ايضاً.

لقد استطاعت "الندوة اللبنانية" منذ 1946 وحتى 1975، تجسيد "قوة المفكرين في لبنان"، قوة في سبيل التزام خماسي البعد: الكيانية اللبنانية، الثقافة الميثاقية، الشهابية، المتوسطية والحوار الاسلامي - المسيحي في لبنان. إلا أنها أجبرت في العام 1975 على ترك الساحة للغة أخرى، لغة العنف، التي كسرت كل ما كان اللبنانيون قد بنوه من عيش مشترك وتطوّر وإزدهار وتقدّم فكري.

ربع قرن مر على غياب ميشال أسمر، هذا الكبير من اعلامنا، وما استتبع هذا الغياب من غروب منبر "الندوة اللبنانية". والأكثر إيلاماً وحزناً، ان هذه الندوة، بكل من مثلته، لم تستطع حتى يومنا هذا الانبعاث من جديد. ولكن لبنان علّمنا أنه كان وسيبقى بلد الرجاء الدائم، والأمل والحلم، وعليه، لن نفاجأ أبداً بولادة "ندوة" ما، و"قوة مفكرين" جديدة، تعبّر عن جيل جديد، يتوق الى التطوّر والسلام والاستقرار.

أمين الياس

((*) باحث، وطالب دكتوراه تاريخ في جامعة "لو مان" الفرنسية. )

تعليقات: