أبناء القرى الحدودية: الحرب بعد 40 يوماً؟

هل سيتكرر هذا المشهد؟
هل سيتكرر هذا المشهد؟


.

بنت جبيل ــ

أحدهم عمد إلى بيع محلّه التجاري والهرب إلى بيروت..

مرّة جديدة، يتحمّل أبناء الجنوب النتائج النفسية للشائعات بشأن حرب محتملة تشنّها إسرائيل. فغالباً ما يتملك الخوف الأهالي وخصوصاً أطفال القرى الحدودية، المكان الأكثر تعرضاً لهذه الحرب، بغضّ النظر عن مصادر هذه الشائعات. هكذا، اجتمعت توقّعات بعض رجال السياسة مع تنبّؤات الفلكيّين والتهديدات الإسرائيلية، في إذكاء القلق من الحرب، وتعزيز الاستعدادات لها.

تتصرف الطالبة هدى زين الدين ورفاقها وكأن الحرب تطرق أبوابها. يستندون إلى كلام المنجّمين الذين لمّحوا في ليلة رأس السنة إلى إمكان حدوث حرب إسرائيلية قاسية. يخشون، كما يقولون، أن تصدق تصريحات بعض السياسيين اللبنانيين والإسرائيليين أنفسهم.

تقول زين الدين: «جرّبنا الحرب، وبدأنا نتوقّع حدوثها في أقرب وقت، ولا أحد يطمئننا. لذا، فأبناء بلدتي يترقبون ساعة الصفر فيتوقفون عن مزاولة أعمالهم بانتظار من يأتي ليبرّد قلوبهم».

«التصريحات أخافت الجميع هنا»، تقول زين الدين، وخصوصاً أنّ أخبار الحرب توسّعت لتشمل حكايات عن أسماء أشخاص محدّدين من الوسط الجنوبي. هنا تقول أمل الزين من عيتا الشعب: «لقد قيل لنا إنّ أحد أبناء بلدة الخرايب ويدعى أبو قاسم، وهو شيخ جليل، تنبّأ سابقاً بحرب تمّوز وبانتصار المقاومة، وإنه ذهب إلى السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله وأبلغه ذلك، وقد تنبّأ بحرب مقبلة في الذكرى الأربعين لعاشوراء، وستكون هذه الذكرى هي ذكرى وفاته، لأنّه توفي في يوم عاشوراء، لذا فالأهالي يتوقّعون الحرب بعد أربعين يوماً». وتلفت أمل إلى أنّ أبناء بلدتها، وإن تعوّدوا على الحرب، فإنّهم يخشون أن تقع قريباً بعد هذه الشائعات. وتشير إلى أنّ أحدهم عمد منذ يومين إلى بيع محلّه التجاري والهرب إلى بيروت، ما أغاظ بعض المقاومين. ويقول محمد حيدر، أحد تجّار الخضر في عيترون، إن «كثرة الأنباء عن حرب مقبلة أخافت الأهالي هنا، بعدما ذاقوا لوعة الحرب في تموز، كما أنّ الحركة التجارية شلّت، وتوقف البعض عن بناء منازلهم، وبدأ بعض الذين يحملون الجنسيات الأجنبية يتأهّبون للسفر». يطالب حيدر المسؤولين، ولا سيما السيد حسن نصر الله، بطمأنة الأهالي، فوحده يستطيع منع هذه الشائعات والتصدّي لها. ويرى أنّ «من يحاول أن يدلي بتصريحاته أو توقعاته عن حرب مقبلة، عليه أن يعلم أن هناك مواطنين هم الأكثر تعرّضاً من أي حرب مقبلة، وبالتالي فإن هذه التصريحات تقلقهم وتخيفهم وتشلّ حياتهم، أو على الأقلّ توقف أعمالهم الاقتصادية ومشاريعهم المستقبلية».

تعليقات: