أديب العلم يجدد اعترافه باستطلاع مواقع لمصلحة الموساد

العميد المتقاعد أديب العلم
العميد المتقاعد أديب العلم


اعترف العميد المتقاعد في جهاز الأمن العام أديب العلم مجدداً، بتعامله مع إسرائيل في جلسة محاكمة استدعي اليها ليشهد كشاهد دفاع في معرض محاكمة محمود رافع في قضية اغتيال الاخوين من "الجهاد الإسلامي" نضال ومحمود المجذوب في 26 أيار عام 2006 بسيارة مفخخة في صيدا، فكان ان ادلى العلم وهو الموقوف مع زوجته بتهمة التعامل مع إسرائيل منذ نيسان الماضي، باعترافات صريحة وإن جزئية عن كيفية تلقيه رسائل مشفرة من ضباط إسرائيليين للقيام بمهمات استطلاع لعدد من المناطق في لبنان.

وتكشف شهادة العلم، بانه كان احد الذين استعمل براداً خاصاً بالمياه سلمه اليه الإسرائيليون، لاستطلاع مناطق عبر الاقمار الصناعية، وهو أحد الأجهزة المتطورة جداً الذي تم ضبطه اثر الكشف عن شبكات التجسس في لبنان أخيراً..

وقد واصلت المحكمة العسكرية الدائمة أمس برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر، محاكمة محمود رافع بقتل الاخوين مجذوب، فاستمعت الى افادات اربعة من شهود الدفاع ورفعت الجلسة الى السادس عشر من شباط المقبل للمرافعة وإفهام الحكم.

في بداية الجلسة سئل محمود رافع بحضور وكيله المحامي انطوان نعمة، عما اذا كان يرغب باضافة شيء على استجوابه السابق. وبعد ان اجاب بالنفي، ادخل الشاهد اديب العلم (68 عاماً)، فصرح بان لا خصومة أو قرابة بينه وبين محمود رافع.

وبعد حلفه اليمين القانونية، سأله وكيل رافع عما اذا يملك اية معلومات عن اغتيال الاخوين مجذوب فأجاب العلم: أبداً.

وبسؤاله عما ورد في افادته الاولية في معرض استجوابه اثر توقيفه بجرم التعامل لجهة انه قام بمهمات استطلاع بين بيروت والشمال، وإحداها بين 20 و25 أيار من العام 2006، أي قبيل عملية الاغتيال، قال العلم: "لا اذكر التواريخ بالضبط، انما بعد 20 أيار من العام 2006 كنت اتناول العشاء مع زوجتي في احد المطاعم في جبيل، وغادرنا قرابة منتصف الليل.

وسئل من قبل الرئاسة: ماذا فعلت آنذاك؟ فأجاب: كلفت بمراقبة الطريق قرب مطعم الشاطئ الأزرق في جبيل نزولاً الى الشاطئ. وافاد رداً على سؤال انه لدى وصوله الى المطعم قرابة الثامنة والنصف اتصل بضابط إسرائيلي يدعى انطونيو، وهو يعتقد انه اسم مستعار، انما لا يعرف اسمه الحقيقي وابلغه بوصوله الى المطعم، وان انطونيو المذكور كان يتصل به كل ساعة ونصف لمعرفة حركة السير في المكان.

وسئل عما اذا ربط بين جريمة اغتيال ومهمة الاستطلاع، افاد العلم بانه في تلك الفترة توفي شقيق زوجته، ولم يعلم بالجريمة الا بعد وقت من حصولها.

ورداً على سؤال، كشف العلم انه خلال شهر تموز من العام 2005 كلف بمهمة في جبيل حيث تسلم وسلم اغراضاً على طريق البحر. وعندما سئل عن ماهية هذه الاغراض، قال العلم ان سلم براد ماء كان الإسرائيليون قد زودوه به، للقيام بواسطته بمهمة، وقال: "لا اعرف شخصياً ماذا يحتوي، انما يمكن بواسطته الاستطلاع عبر الاقمار الصناعية، وان البراد يحوي ازراراً يتم تشغيلها في منطقة معينة لمدى 10 أو 15 دقيقة.

وسئل: هل هو جهاز تعقب، فأجاب: لا أعرف، انما كانوا يطلبون مني تشغيله، وكان بحوزتي كاميرا تصوير، لم يطلب مني استعمالها في الوقت نفسه الذي كان يعمل فيه البراد.

وأضاف العلم: كانوا يطلبون وضع البراد في مكان كاشف وبعلو متر ونصف المتر، أي كانوا يطلبون وضعه على عبّارة وفي اماكن محددة وهو يحوي بطارية ويعلو حوالى 40 سنتمراً، وبحجم 10 سنتمرات، ومكتوب عليه على ما اذكر كلمة I GOO.

وعما اذا استعمل هذا الجهاز المتطور في لبنان ومتى، قال العلم: "نعم استعملته على ايام الجيش السوري لاستطلاع مراكزهم".

واضاف بانه كان يتسلم هذا الجهاز ويبقى بحوزته لنحو شهر، ثم يعيده، ويعود ويستعلمه مجدداً.

وعما اذا قام بمهمات تصوير او استطلاع في صيدا قال العلم: "كلا".

وبالعودة الى مهمة الاستطلاع التي قام بها في جبيل، أوضح العلم انه قرابة منتصف الليل اتصلوا به وابلغوه ان المهمة قد انتهت، فغادر المطعم مع زوجته، واضاف رداً على سؤال انه لم يكن يعلم الهدف من الاستطلاع ولم يبلغه عن ذلك المدعو انطونيو، وقال: "عادة لا يبلغوني عن الهدف من عمليات الاستطلاع".

وعن المبلغ الذي تقاضاه من العملية قال العلم: تقريباً كنت اتقاضى الف دولار شهرياً، كمساعدة اجتماعية.

وبسؤاله عما اذا استلم شيئاً مقابل تسليمه البراد يومذاك قال العلم: سلموني جهاز اتصال جديد مع راديو. وقد استعملته، وكان ذلك عام 2005.

وعن كيفية ابلاغه بمهمة الاستطلاع تلك، افاد العلم بانه تلقى صبيحة ذلك اليوم برقية تبلغه ان لديه مهمة استطلاع في جبيل قرب مطعم الشاطئ الأزرق، والاتصال بهم لدى وصوله الى المكان. وان المهمة تقتصر على مراقبة حركة السير نظرياً.

وعن عدد المرات التي قام بها بمهمات مماثلة اجاب العلم: "عدة مرات وفي مناطق مختلفة، موضحاً رداً على سؤال، بانه عندما تلقى اتصالاً منهم اثناء وجوده في المطعم لم يشعر بان المتصل قلق من شيء ما، انما كان يسأله فقط عن حركة السير.

وأكد العلم انه لم يكن يتحدث أمام زوجته مع المتصل بل كان يخرج من المطعم للرد على المتصل.

وعندما سئل عما اذا كانت زوجته على علم بتعامله قال العلم: "لم تكن تعرف التفاصيل انما كانت على علم عندما تسلمت البراد".

وقال العلم بأن التفت الى محمود رافع في القاعة: "انا لا اعرفه. لم اره من قبل". وعما اذا كان يعرف شخصين يدعيان جورج وفؤاد قال ابداً، انا لم اتعامل مع أي واحد منهما.

وسئل رافع عما طلب منه الإسرائيليون بعد عملية صيدا فقال: انه حوالى التاسعة مساء طلبوا منه الذهاب الى مستديرة جبيل قرب مطعم الشاطئ الأزرق، ثم ابلغوه قرابة العاشرة والنصف ليلاً ان عملية استطلاعه انتهت.

ثم استمعت المحكمة الى افادة حياة الصالومي الموقوفة مع زوجها اديب العلم، وبعد حلفها اليمين القانونية سئلت عما اذا كان تاريخ 26 5 2009 يعني لها شيئاً، فأجابت بكلا. وعما اذا تذكر اين كانت في هذا التاريخ اجابت ايضاً "لا"، واضافت رداً على سؤال انها رافقت زوجها مرة الى مطعم في جبيل.

وسئلت عما اذا سمعت بانفجار صيدا فقالت "ابداً".

بسؤالها عما اذا كان زوجها يتلقى اتصالات على هاتفه اثناء مرافقتها له الى المطعم قالت: "نعم، وعندما كان يجيب كان يخرج من المطعم، وابلغني يومها انه سيتحدث مع اشخاص على الهاتف.

وسئلت: الم يخبرك بهوية المتصل، اجابت كلا، وعندما ابلغها رئيس المحكمة ان زوجها يقول انه اخبرها قالت: "كان يتحدث باللغة العبرية، وانا لم اسأله شيئاً، انما قال لي انه اتصال من الخارج، ويمكن ان يكون من الإسرائيليين.

وعما اذا كانت على علم بالبرقية التي تلقاها زوجها صبيحة ذلك اليوم، قالت بانها لم تر اية برقيات، ولم تكن على علم بتلك البرقية، وان زوجها هو الذي اختار المطعم في جبيل. وافادت اخيراً بانها لا تعرف محمود رافع.

واستمعت المحكمة الى افادة ناصر محمود نادر الموقوف بتهمة التعامل، فافاد بانه يملك محل اكسسوار نسائي في جونية. وبعد حلفه اليمين القانونية، قال رداً على سؤال انه كان يتلقى تعليمات من الضباط الإسرائيليين للمهمات التي ينفذها عبر الهاتف، وكانوا يطرحون عليه اسئلة فقط، من دون ان يعلموه الهدف من ذلك.

ونفى نادر تلقيه اي بريد ميت، وأكد بانه كان يتعامل مع الإسرائيليين بمفرده وليس ضمن مجموعة.

وقال نادر بانه لا يعرف شيئاً عن انفجار صيدا، ولم يطلب منه الإسرائيليون استطلاع المنطقة، كما انه لا يعرف محمود رافع.

وأخيراً استمعت المحكمة الى افادة شربل فؤاد السمرا، وهو رقيب متقاعد في قوى الأمن الداخلي، وافاد بعد حلفه اليمين بانه لا يعرف محمود رافع، موضحاً بانه خدم في مفرزتي جزين وفي الجديدة، ويوم وقوع انفجار صيدا كان في عمله في مسبح "لا كوافا".

وعن سبب استدعائه الى التحقيق في انفجار صيدا آنذاك، قال السمرا انه تم استجوابه في القضية، لانه شوهد في ساحة النجمة في صيدا حيث كان يقصدها باكراً للذهاب الى عمله.

وبسؤاله أوضح بانه اوقف عام 2000 بتهمة التعامل وتمت تبرئته، مؤكداً بانه لا يعرف استعمال جهاز الكومبيوتر.

وسئل عما اذا كان رأى محمود رافع مرة في ساحة النجمة فأجاب السمرا بالنفي.

وقررت المحكمة رفع الجلسة الى 16 شباط المقبل، بعدما استمهل وكيل رافع المحامي نعمة للمرافعة.

تعليقات: