استنفار في حزب الله.. وأنباء عن استدعاء سورية للاحتياطي

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وسط الجنود خلال زيارة الى الحدود الجنوبية مع غزة أمس (إ.ب.أ)
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وسط الجنود خلال زيارة الى الحدود الجنوبية مع غزة أمس (إ.ب.أ)


مسؤول عسكري إسرائيلي كبير: ليست لدينا نوايا حربية

* مصدر سوري: دمشق ضد أي عدوان على لبنان

* كوشنير: نخشى عملية هروب إيرانية للأمام

بيروت : ثائر عباس

تل أبيب: نظير مجلي

دمشق : سعاد جروس

باريس: ميشال أبو نجم

تصاعدت حالة التوتر على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية مع التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، وأكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» وجود حالة استنفار شاملة في صفوف حزب الله، تتزامن مع الحشود الإسرائيلية التي يتم استقدامها إلى الحدود الشمالية المتاخمة للبنان تحت عنوان «المناورات العسكرية»، وقالت المصادر اللبنانية المطلعة، إن حزب الله طلب من كوادره اتخاذ إجراءات «التنبه التام» تحسبا لأي عملية إسرائيلية مفاجئة تستهدف مقرات الحزب ومواقعه.

وقال مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط»: «إن إسرائيل عودتنا على العدوان، ونحن عودناها على التيقظ والبقاء لها بالمرصاد وهذا ما نفعله»، رافضا تأكيد أو نفي معلومات الاستنفار. كما ذكرت معلومات أن سورية باشرت استدعاء عدد من عناصر «الاحتياطي الرابع»، وبينهم عمال يعيشون في الأراضي اللبنانية.

مواضيع ذات صلة

مصادر لبنانية: استنفار شامل في حزب الله وسورية تستدعي عناصر الاحتياط

حزب الله: ميتشل يضيع وقته ويشوه الحقائق.. وإسرائيل وواشنطن لا تريدان السلام

نتنياهو يشترط وجودا عسكريا في الأغوار.. والسلطة: لن نقبل بوجود إسرائيلي واحد

واكتفت مصادر سورية مطلعة بالقول لـ«الشرق الأوسط» «إن سورية ضد أي حرب عدوانية على أي بلد عربي وخصوصا لبنان».

وفي إسرائيل نفى مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي لـ«الشرق الأوسط» ما نشر في لبنان عن نوايا حربية إسرائيلية، مؤكدا عدم وجود أي نوايا حربية تجاه لبنان.

وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عندما سئل عن التهديدات الإسرائيلية: «أولا إن فرنسا لا تتوقع عملا عسكريا إسرائيليا» في الوقت الحاضر, معبرا عن مخاوفه من أن يعمد «بعض القادة الإيرانيين»، في إطار عملية «هروب إلى الأمام» إلى الدفع نحو إشعال الوضع في الجنوب.

مصادر لبنانية: استنفار شامل في حزب الله وسورية تستدعي عناصر الاحتياط

الجيش الإسرائيلي: تدريباتنا دفاعية

بينما أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» وجود حالة استنفار شاملة في صفوف حزب الله تتزامن مع الحشود الإسرائيلية التي يتم استقدامها إلى الحدود الشمالية المتاخمة للبنان تحت عنوان «المناورات العسكرية»، نفى مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي ما قال «إنه ينشر في لبنان خلال الأسبوعين الماضيين عن نوايا حربية إسرائيلية تجاه هذا البلد».

وفي بيروت قالت المصادر اللبنانية المطلعة إن حزب الله طلب من كوادره اتخاذ إجراءات «التنبه التام» تحسبا لأية عملية إسرائيلية مفاجئة تستهدف مقرات الحزب ومواقعه. وكشفت المعلومات عن وجود استنفار تام للحزب في رقعة أوسع بكثير من قرى الجنوب اللبناني الحدودية، وأوضحت أن الاستنفار امتد ليشمل مراكز المراقبة والرصد التي يقيمها الحزب في أعلى السلسلتين الشرقية والغربية المطلتين على وادي البقاع حيث تقع إحدى أهم معاقل الحزب.

وفيما أشارت المعلومات إلى أن الاستنفار لم يشمل المراكز المدنية للحزب التي لا يزال العاملون فيها يمارسون مهامهم بشكل عادي، قال مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب يتعاطى مع واقع «العدوانية الإسرائيلية» أكثر من التفاته إلى «تهديدات قادة الكيان الصهيوني». وقال «إسرائيل عودتنا على العدوان، ونحن عودناها على التيقظ والبقاء لها بالمرصاد وهذا ما نفعله»، رافضا تأكيد أو نفي معلومات الاستنفار.

وفي خطوة لافتة، ذكرت معلومات أن سورية باشرت استدعاء عدد من عناصر «الاحتياط الرابع»، وبينهم عمال يعيشون في الأراضي اللبنانية. وقالت المصادر إن هؤلاء أبلغوا بواسطة أهاليهم بضرورة العودة والالتحاق بالمراكز التي حددت لهم في رسائل الاستدعاء. ولم يتوافر تعليق من دمشق عن هذه الأنباء.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، إن احتمال العدوان الإسرائيلي على لبنان «يبقى قائما في يوم من الأيام»، لكنه لفت إلى «أننا لا نستطيع أن نقول إن أجواء اليوم أجواء عدوان إسرائيلي قريب»، معلنا أن «المقاومة تستعد وتعمل دائما حتى تكون في مواجهة هذا الاحتمال سواء كان واردا في المستقبل أو مفاجئا في أي لحظة من اللحظات». وفي إسرائيل قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي في معرض نفيه أي نوايا حربية إسرائيلية تجاه لبنان، إن النشاطات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الشمال تندرج في إطار التدريبات العادية ذات الطابع الدفاعي. وقال هذا المسؤول ردا على استفسارات «الشرق الأوسط» إنه لا توجد لدى إسرائيل أي نوايا حربية تجاه لبنان، وأن ما جرى خلال السنوات الست الأخيرة من أنشطة عسكرية لم يكن بمبادرة من إسرائيل، وكل التدريبات التي تجري على الحدود الشمالية هي تدريبات ذات طابع دفاعي فقط. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقا أنه سيخصص عام 2010 لأوسع تدريبات في جميع أسلحته، وأن هذه التدريبات تركز على الإفادة من تجربة الحرب الأخيرة في لبنان وتصحيح كل الأخطاء.

حزب الله: ميتشل يضيع وقته ويشوه الحقائق.. وإسرائيل وواشنطن لا تريدان السلام

وجه انتقادات لزيارة المبعوث الأميركي إلى المنطقة

بيروت: «الشرق الأوسط»

وجه حزب الله والقوى المتحالفة معه في لبنان انتقادات شديدة لزيارة المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل. واعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن ميتشل «يضيع وقته، ويشوه الحقائق.. يضيع وقته لأن إسرائيل لن تستجيب لأي فكرة، وهي تريد أن تحافظ على كل مكتسباتها العدوانية بل تريد أن توسعها أكثر»، لافتا إلى أن «ميتشل يسبب الالتباس للمنطقة، ويخدع الناس في المنطقة، لأنه يعلم أن إسرائيل لن تقبل، ولكن خلال حركته يحاول أن يعطي إيحاء بأن العقدة من الطرفين، ونحن لا نعتقد بأن الفرصة متاحة للتقدم في التسوية، لأن إسرائيل هي حجر العثرة الأساسية»، مضيفا «نحن ندعو دائما إلى حلول عملية، والحل العملي عودة الحق إلى أصحابه، وأن يسترد الفلسطينيون أرضهم، والحل العملي أن ندعم المقاومة لأنها هي التي تستطيع أن تقف أمام هذه الأهداف الإسرائيلية».

ورأى وزير الزراعة الحاج حسن (حزب الله) أن «موفد الرئيس الأميركي جورج ميتشل لن يستطيع أن يفعل شيئا سوى التجوال من بلد إلى بلد، لأن الجهة المعتدية والمحتلة للأراضي العربية وهي الجانب الإسرائيلي لا تريد السلام، خصوصا أنهم يظهرون ذلك بشكل واضح من خلال استمرار بناء المستوطنات وتوسيعها تحت عناوين مختلفة، ومصادرة الأراضي وتغيير الأوضاع على الأرض، وتهديدهم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من خلال الأنفاق التي يستمرون في حفرها تحت أساسات المباني في القدس القديمة والتي أضحت مهددة بالانهيار بعد ظهور تشققات كبيرة وتوجيه المعنيين في القدس النداء الأخير بالأمس لإنقاذ مقدسات المسلمين والمسيحيين في هذه المدينة المحتلة».

ورأى الوزير الحاج حسن أن «الأميركيين هم أيضا لا يريدون السلام، فهم لو شاءوا للوحوا بورقة المساعدات الاقتصادية والعسكرية للقادة الإسرائيليين، وهو ما لم يحصل بحجة قوة اللوبي الصهيوني في الإدارة الأميركية».

وحذر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية بعد اجتماعه الدوري في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي أمس من «الأهداف الخبيثة التي تهدف إليها جولة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل للبنان، والمنطقة، وهي استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، وعلى قاعدة تكريس استمرار السياسات العدوانية والتوسعية والاستيطانية الصهيونية، وتقديم جوائز تطبيعية للكيان الصهيوني تحت شعار تشجيعه على الجلوس على طاولة المفاوضات – الملهاة».

ورأى اللقاء أن «الهدف الأميركي من استئناف المفاوضات العمل على إخراج واشنطن من مأزق فشلها في ممارسة أي ضغوط على العدو الصهيوني لوقف الاستيطان، والتستر على ما تقوم به من مواصلة لسياسات العدوان التي انتهجتها إدارة المحافظين الجدد السابقة.. وصولا إلى خلق حالة استرخاء في الواقع العربي، بغية النيل من المقاومة العربية ضد الاحتلال، عبر الحرب التي تشن عليها لتشويه صورتها، والخلط بينها وبين الإرهاب».

تعليقات: