الاحتلال يطلق الراعي زهرة

ضباط لبنانيون ومن «اليونيفيل» يحققون في منطقة الخرق (طارق أبو حمدان)
ضباط لبنانيون ومن «اليونيفيل» يحققون في منطقة الخرق (طارق أبو حمدان)


تحقيق لبناني ـ دولي: الخطف حصل داخل الأراضي المحررة..

العرقوب :

أكدت التحقيقات الميدانية التي قام بها فريق تحقيق دولي ـ لبناني مشترك، عند الطرف الشرقي لمزرعة بسطرة امس، ان الكوماندوس الإسرائيلي الذي كان اختطف المواطن ربيع محمد زهرة امس الأول، تجاوز خط الانتشار المتحفظ عليه في هذا المحور ولمسافة تراوحت بين 50 و75 متراً داخل المنطقة المحررة. وتوافق كامل اعضاء اللجنة على هذا التقرير، على ان يُرفع موثقاً بالصور واعترافات المخطوف زهرة الى قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. كما سترفق نسخة عنه ضمن الشكوى اللبنانية الى مجلس الأمن الدولي.

وكان فريق التحقيق المشترك الذي ضم ضباطاً من رتب عالية، توجه الى مزرعة بسطرة وهو مزود بخرائط عسكرية وأجهزة الكترونية (جي بي اس) لتحديد نقطة الخرق بشكل دقيق. كما اصطحب معه المخطوف زهرة، الذي كان الجيش تسلمه من «اليونيفيل» فجراً في معبر الناقورة، بعدما افرج عنه جيش الاحتلال.

وعمل الفريق على تحديد نقطة الخطف، التي حددها المخطوف نفسه والعديد من رعاة الماشية، الذين كانوا على مسافة قريبة لحظة الاختطاف. وسجل محضر مشترك للطرفين أعدّ ميدانياً،على أن يرفع لاحقاً إلى قيادة الجيش اللبناني وقيادة «اليونيفيل».

المخطوف المفرج عنه زهرة، وبعدما حدد مكان اختطافه من بسطرة قال: كنت مع قطيع الماعز الى جانب الطريق الذي يربط بسطرة بكفرشوبا، وفجأة سمعت صراخاً وضجة من حولي ومن ثم عملت عناصر إسرائيلية على تطويقي من مختلف الجهات، وطلبوا مني الانبطاح ارضاً، حاولت الفرار لكن من دون جدوى فضربوني على رأسي ببندقية وكبلوني وأغمضوا عيني ونقلوني الى داخل مزارع شبعا المحتلة، وهناك اخضعت للتحقيق من ضابط يتكلم العربية وكل الأسئلة تركزت حول أهلي وماذا يعملون وعن «حزب الله» ومخابرات الجيش والمنظمات الفلسطينية، وعما اذا كان لهؤلاء نشاط عسكري او امني في هذه المنطقة، وبعد ساعات عدة من التحقيق سلموني لـ«اليونيفيل» في الناقورة.

وتفقد النائب علي فياض منطقة الخرق في بسطرة، واطلع من الفريق اللبناني على الوضع وعلى مسافة الخرق، وهنأ زهرة على سلامته معتبراً أن «ما حصل يشكل خطوة خطيرة في تمادي إسرائيل بخرق حرمة السيادة اللبنانية، ويشكل استمراراً للأعمال العدائية ضد المدنيين اللبنانيين والسيادة اللبنانية، وهذا الأمر هو برسم الأمم المتحدة والقوات الدولية، بما يضع دورها على المحك ويظهر عجزها في القيام بمهامها تطبيقاً للقرار الدولي رقم 1701».

وأكد أن «خطف المواطن المدني من ارض لبنانية يشكل انتهاكاً متمادياً للقرار 1701، وما حصل يدعو الحكومة اللبنانية للقيام بواجبها على اعلى مستوى، بما فيه متابعة الشكوى التي تقدمت بها الى مجلس الأمن، وهذا يستدعي من «اليونيفيل» والأمم المتحدة ليس فقط الإدانة بل العمل على مواجهة هذه الممارسات والاستفزازات».

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي (الناقورة ـ حسين سعد) قد سلمت عند معبر رأس الناقورة على الحدود اللبنانية الفلسطينية الى قوات «اليونيفيل» المواطن زهرة بعد يوم واحد من اختطافه.

وأكد الناطق الإعلامي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ ان السلطات الاسرائيلية سلمت زهرة الى «اليونيفيل» في رأس الناقورة التي عملت بدورها على تسليمه للجيش اللبناني.

وقال سينغ ان «اليونيفيل» فتحت تحقيقاً بالحادث لاستقصاء الوقائع ومن ضمنها المنطقة التي اعتقل منها.

من ناحيتها اصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «عند الساعة 2,00 من فجر اليوم (أمس)، تم استرداد المواطن ربيع محمد زهرة، الذي اختطفته دورية تابعة للعدو الاسرائيلي بعد ظهر امس، في محيط مزرعة بسطرة ـ خراج بلدة كفرشوبا. وقد سلم عبر معبر الناقورة الى قوات الامم المتحدة المؤقتة، التي سلمته بدورها الى الجيش اللبناني، وكان تعرض للضرب اثناء احتجازه، وآثار ذلك بادية على وجهه وعنقه».

وقالت مصادر أمنية لـ«السفير» إن عملية خطف الراعي اللبناني من قبل العدو أرخت جواً من الحذر في المنطقة، ما يزال مستمراً حتى ما بعد الإفراج عنه فجر أمس، وأشارت المصادر الى ان هذه العملية، بقدر ما هي خرق واضح للسيادة اللبنانية والقرار 1701، بقدر ما هي عملية استفزازية، فإنها حصلت تحت أنظار عناصر «اليونيفيل»، التي لم تقدم على أي رد فعل.

وقالت المصادر إن الجهات اللبنانية تبلغت من قيادة «اليونيفيل» استياءها مما حصل.

وأشارت المصادر الى تواصل بين «اليونيفيل» والجيش استمر طيلة فترة ما بعد الخطف، وأكد الجيش على ضرورة أن يتم الإفراج عن الراعي فوراً. وقد أجرت «اليونيفيل» اتصالات بهذا المعنى مع العدو.

وقالت المصادر: ان لا ضرورة لأي عملية تثبت عن خرق الخط الأرزق في تلك المنطقة، وخصوصاً أن لبنان في هذه المنطقة «المتحفظ عليها»، لا يعترف لا بخط انسحاب ولا بوجود خط أزرق، ذلك ان الأرض هناك، هي أرض لبنانية، والعدو ما يزال يحتلها.

تعليقات: