المتضرّرون يتساءلون من يعوّض عليهم؟

الأضرار التي لحقت باحدى السيارات في المخيم
الأضرار التي لحقت باحدى السيارات في المخيم


بعد ليل من المخاوف والاشتباكات التي جرت في مخيم عين الحلوة بين عناصر من حركة <فتح> و<جند الشام> سابقاً و<فتح الاسلام>، وأدت الى مقتل فلسطينية وجرح أربعة آخرين، خيمت أجواء الترقب والحذر على نهار المخيم الذي عاش أبناؤه هواجس الخوف من تجدد الاشتباكات، بعدما جرى التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار دون سحب المسلحين من الشوارع ومعالجة ذيول الاشكال من جذوره·

فقد إستفاق أبناء المخيم على الأضرار التي لحقت بمنازلهم وممتلكاتهم ومحلاتهم التجارية، بعد ضراوة الاشتباك الذي استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وبدا مشهد المخيم صباحاً حذراً بعدما بقي المسلحون في الشوارع في حالة استنفار، يتوزعون داخل الازقة وأمام مراكزهم العسكرية، فيما منطقة <الطوارىء> خالية من الحركة، وخفيفة في الشارع الفوقاني، وشبه طبيعية في باقي أرجاء المخيم، تزامناً مع اقفال مدارس وكالة <الأونروا> خوفاً من تجدد اشتباك خاصة مع سماع رشقات نارية متفرقة في ساعات الصباح الأولى، وبعدما رفض ذوو الضحية نجمة يوسف تشييعها··

أدى الاشتباك الى إصابة العديد من المنازل بالرشقات النارية، فتضررت واجهتها، وتحطم زجاج نوافذها، وانقطعت اسلاك الكهرباء والهاتف، وتشققت قساطل المياه، فيما تضررت نحو 10 سيارات عرف من اصحابها: ماهر الميعاري، ابراهيم فوزي الميعاري، محمد ابو ليلى، محمد ابراهيم الميعاري، محمد حمودة ويحيى احمد الميعاري، فيما تساءل المتضررون عن الجهة التي يمكن ان تعوض عليهم! بينما عاد عدد من النازحين الى منازلهم وفضل الاخرون البقاء عند اقارب لهم في مدينة صيدا ومنطقتها·

اجتماع فلسطيني وعلى وقع الهدوء الميداني، تكثفت حركة الاتصالات واللقاءات التي كانت محورها رئيسة <لجنة التربية والثقافة النيابية> النائب بهية الحريري، ورئيس <التنظيم الشعبي الناصري> الدكتور أسامة سعد، نائب مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن عباس إبراهيم، ومختلف القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية من أجل الحفاظ على وقف اطلاق النار·

وعقدت <لجنة المتابعة الفلسطينية> في مخيم عين الحلوة اجتماعاً طارئاً في <مسجد النور> بالمخيم، بحضور: أمير <الحركة الإسلامية المجاهدة> وممثل القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب، ومشاركة أمين سر وأعضاء لجنة المتابعة، حيث تم التطرق إلى ما آلت إليه الأحداث الأخيرة الناجمة عن حادث فردي، وإلى الأسباب التي أدت إلى ذلك، وردات الفعل المتهورة وغير المسؤولة، مما أدى إلى هذا الإشتباك الذي أربك أهل المخيم والجوار، وهدد أمنهم واستقرارهم، وجرى الاتفاق على: 1 ـ العمل على إزالة المظاهر المسلحة من شوارع وأزقة المخيم·

2 ـ العمل على دفن الشهيدة نجمة يوسف التي سقطت في الإشتباك ظلماً·

3 ـ العمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى المخيم·

4 ـ إعادة الأهالي الذين خرجوا من المخيم·

5 ـ التأكيد على الإلتزام بميثاق الشرف الذي تم التوقيع عليه بين كافة القوى·

6 ـ التأكيد على قواعد التعامل بحصر أي مشكلة فردية ضمن حدودها وعدم تطويرها·

سعد هذا وأجرى رئيس <التنظيم الشعبي الناصري> الدكتور أسامة سعد سلسلة من الاتصالات المكثفة بالمسؤولين الفلسطينيين بهدف وقف الاشتباكات، وقد شملت الاتصالات عضو اللجنة المركزية لحركة <فتح> اللواء سلطان أبو العينين ومسؤولي الحركة وقادة العصبة، إضافة إلى المسؤولين في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة <حماس> وقوى التحالف الوطني الفلسطيني والقوى الإسلامية الفلسطينية· كذلك شملت الاتصالات عدداً من القوى الوطنية اللبنانية·

وأسفرت هذه الاتصالات، إضافة إلى الجهود المبذولة من أكثر من طرف، عن التهدئة ووقف الاشتباكات، غير أن هذه الاشتباكات كانت قد أدت إلى سقوط ضحايا بريئة، وجرحى، وتخريب لمنازل عدد من المواطنين وممتلكاتهم، عدا حالة الذعر التي أصابت العائلات والنساء والأطفال في صيدا، وبشكل خاص في عين الحلوة الأمر الذي دفع بعض العائلات إلى مغادرة منازلها في المخيم، أو في عين الحلوة، واللجوء إلى أماكن أكثر أمنا، مثل جامع الموصللي، وغيره من الأمكنة·

ولدى تفقده أحوال الملتجئين إلى مسجد الموصللي مساء امس، شجب الدكتور سعد الاشتباكات، واعتبرها ممارسات مدانة بكل المقاييس· فهي تسيء للنضال الفلسطيني، وللقضية الفلسطينية عموما كما أنها تسيء لأمن الناس الذين يحتضنون القضية الفلسطينية، لبنانيين كانوا أم فلسطينيين· وهي تسيء أيضا للأمن الوطني اللبناني وأمن المخيمات الفلسطينية·

وحذر سعد من المخططات الإسرائيلية التي تستهدف تفجير الأوضاع في لبنان، وتخريب الأمن والإستقرار في ربوعه، بهدف النيل من المقاومة اللبنانية ومن الوجود الفلسطيني·

وطالب القيادات الفلسطينية واللبنانية بالتنبه إلى ما يحاك من مؤامرات صهيونية وأميركية ضد لبنان والقضية الفلسطينية، وبالارتفاع إلى مستوى مواجهة التحديات التي تحدق بنا، الأمر الذي يفرض وضع حد نهائي لمسلسل الأحداث الأمنية والإشتباكات المسلحة التي تلحق بالغ الضرر بالقضايا اتي نكافح من أجلها·

د· البزري كما أجرى رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري سلسلة من الإتصالات مع القيادات الأمنية والسياسية اللبنانية والفلسطينية من أجل وقف النار والإشتباكات في مخيم عين الحلوة رأفة بحياة الأرواح والأبرياء القاطنين في المخيم، وأن الإشتباكات الفلسطينية - الفلسطينية تزيد من مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني، داعيا كافة القوى من أجل العمل سريعا على وقف النار وعودة الهدوء·

مسلحون من حركة <فتح> أثناء انتشارهم في مخيم عين الحلوة
مسلحون من حركة <فتح> أثناء انتشارهم في مخيم عين الحلوة


تعليقات: