بيان صادر عن تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان


صدر عن المنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية والتطوعية في لبنان الدكتور كامل مهنا:

إن تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان, يعتبر حادثة سقوط الطائرة الأثيوبية في المياه اللبنانية بتاريخ 25-1-2010, التي أودت بحياة 90 شخصا" من جنسيات مختلفة، أغلبهم من اللبنانيين، كارثة إنسانية مروعة يتقاسم فيها المجتمع بأكمله مشاعر الأسى والحزن، وإننا نتقدم بأحر التعازي لأهالي الضحايا, مجددين تضامننا معهم في مصابهم الأليم.

وبعد مرور قرابة الشهر على بداية عمليات البحث عن الضحايا وحطام الطائرة, لا بد من تسجيل النقاط التالية:

1. نشيد بالجهود التي بذلتها كل الجهات الوطنية والدولية المشاركة في البحث لاسيما الجيش اللبناني,وقوى الأمن والقوات البحرية.

2. نحيي التضامن الوطني الذي ظهر على المستويين الرسمي والشعبي بعد الحادثة الأليمة، وهذا ما عهدناه من اللبنابيين في كل حالة من حالات الطوارئ. ونأمل أن يصبح التضامن عادة تلازمنا حتى في مراحل السلم الأهلي.

3. نسجل عتب على طريقة أداء الأجهزة الرسمية, التي لم تنسق فيما بينها لتحديد مصدر معلومات موحد, مما خلق بلبلة وتضاربا" في المعلومات حول مسار عمليات البحث, وعدد الضحايا المنتشلة وأوضاعهم.

4. نستغرب عدم التقيد بالمعلومات التي صدرت عن برج المراقبة حول مكان سقوط الطائرة قبالة شاطئ الناعمة, ونقل أعمال البحث إلى مناطق أبعد, وبقع أعمق , مما ساهم في إضاعة الوقت واستنزاف الجهد,والبعد عن الهدف الأساسي للعملية: وهو انتشال جثث الضحايا والبحث عن الصندوقين الأسودين.

5. اما فيما يخص مواكبة الحدث إعلامياً: فقد استُخدمت تعابير إعلامية قاسية, وغير دقيقة,منها ما يظهر تمييزا" عنصريا" بين الضحايا، وأخرى تدل على استخفاف بمشاعرالأهالي وعدم تقدير صعوبة الموقف بالنسبة لهم. حتى أن البعض سارع إلى البحث عن السبق الصحفي على حساب الأخلاقيات الإعلامية التي كان يجب التقيد بها في مثل هذه الظروف الحساسة, فلجأوا إلى افتراضيات غير دقيقة في تحليل أسباب سقوط الطائرة وحالة الجثث.

6. إن هذا التضامن الرسمي والشعبي مع أهالي الضحايا, كان يتطلب، ومنذ اللحظة الأولى:

تشكيل خلية أزمة تضم جميع الأطراف المعنية لمواجهة نتائج الكارثة.

7. إنشاء لجنة من أهالي الضحايا لتتواصل مباشرة" مع المسؤولين وتواكب بدقة عمليات البحث عن الضحايا وانتشال الجثث, من جهة, ومن جهة أخرى ليتم إخضاعها لمشرفين نفسيين بهدف دراسة أوضاع الأهالي النفسية, وتجنب التأثيرات السلبية على أرواحهم إثر الصدمات التي يتعرضون لها.

ولغاية تجنب هذا الإرتباك عند كل أزمة تطرأ على لبنان, يدعو تجمع الهيئات الأهلية التطوعية ومنظمات المجتمع المدني إلى إنشاء خلية طوارئ موحدة, تضم جميع الأجهزة الحكومية والمدنية المعنية, التي يجب أن تضع خطة عمل وطوارئ شاملة لتحقيق الجهوزية الكاملة على الصعيد التقني والعملي لمواجهة أي أزمة قد تطرأ مستقبلاً.

إن الهيئات الأهلية التطوعية وجميع منظمات المجتمع المدني, ومن خلال تواجدها الميداني في مختلف المناطق اللبنانية ساهمت في تقديم المساعدات على الصعيد الطبي والنفسي, لدعم أهالي الضحايا وتسهيل عمل الأجهزة الأمنية.

تعليقات: