السحر والتنجيم في ميزان العلم والدين - دراسة كاملة +


بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (الإسراء70)

* مقدمة:

أكرم الله الإنسان بالعقل وجعله أفضل المخلوقات وأشرفها على الإطلاق ، وقد جعل الله تعالى العقل ميزاناً للتكليف به يثاب الإنسان وبه يعاقب ، وقد استطاع الإنسان بالعقل أن يدرك الكمالات ويصل إلى معرفة ربه والإيمان به ، وادراك عظمته من خلال ما أبدعته يد القدرة الإلهية الخلّاقة ، كما أنّه توسل العقل للتعرّف على عالم الدنيا الذي أوجد فيه، والخصائص التكوينية التي تحكم هذا العالم ، فعرف طبيعة عالمه وعلى ضوء معرفته حدّد آلية تعاطيه وتكيفه مع هذا العالم ، وترقّى الإنسان بواسطة العقل في مدارك المعرفة فطوّر عالمه وطوّعه لما يحقق له السعادة والعيش الرغيد ، وتوالت على مرّ الزمن الإبتكارات والإختراعات العلمية المتنوّعة ، والتي اخذت بيد الإنسان إلى غزو الفضاء للتعرّف على عظمة الكون وروعته وانتظامه ، وهكذا فإن العقل البشري لا زال في حالة تقدّم وتطوّر وانتاج مستمر تحقيقاً للإنسانية المثلى .

إلا أنّ مسيرة الإنسان في معترك الحياة لم تسلم من انتكاسات أصابت بشكل مباشر مصدر الإبداع البشري المتمثل بالعقل ، فنقرأ في تاريخ الأمم والشعوب كيف أنَّ بعض المجتمعات ابتليت بتجميد العقل وتعطيل دوره مطلقة العنان للوهم والجهل والخرافة، التي وجدت لها بيئة خصبة في التجمعات الشعبية التي تقتات على ثقافة الموروث والمقدس دون أي مراجعة أو تحليل أو تأمل ، وعلى النقيض من تطوّر العقل الذي ترجم إبداعا كما قدمنا ، فإنَّ الخرافة والخزعبلات والموروثات أخذت طريقها التصاعدي نحو النمو والتكريس فاتخذت لنفسها مسميات جديدة ، أو لربما تسمّت تعديّا بأسماء علمية كما هو متداول اليوم فيما يخص التنجيم الذي لا يعدو كونه فكاهة رخيصة على حساب العقل والذي تَسمّى باسم الفلك بحيث أصبح المنجّم عالماً فلكياً في المتداول اليوم ، كذلك فإنَّ العرّافين والمشعوذين أصبحوا اليوم مراجع معتمدة لتعريف الناس بما يجري عليهم من أحداث سياسية وأمنية واقتصادية. وإمعاناً في الجهل وتوهين العقل تطالعنا الصحف اليومية بقراءة الأبراج والطالع كاشفة عن مكنونات النفوس والقلوب ومضمراتها ، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحدّ وإنما يتعداه إلى عالم الجن والأرواح وتفسير ما يصيبنا من انتكاسات نفسية وعصبية ـ نجهل أسبابها أو طرق علاجها ـ بأنها مسٌّ من الجنّ والشيطان ، كلُّ هذا التخلّف يجعلنا في عداد الأمم المستهلكة ويعيق مسيرتنا نحو الرقي ، وهو في نفس الوقت يحمّلنا مسؤولية الإنتصار للعقل وتحريره من الجمود وأغلال الخرافة ..

الشيخ محمد قانصو ..

أنقر هنا للحصول على الدراسة كاملة والاستفادة منها

تعليقات: