يشير إلى مواقع الإصابة في إحدى الزيتونات
المعالجات غير كافية والمطلوب خطة شاملة بإشراف الدولة والخبراء..
حاصبيا:
بدأت عوارض أمراض عين الطاووس والفطريات تظهر في بساتين زيتون حاصبيا ومنطقتها، مهددة وبشكل سريع هذه الثروة الزراعية الرئيسية التي يعتاش منها حوالى ثمانين في المئة من السكان، ويشهد المزارعون على نمو تلك الأمراض منذ ثلاثة أشهر على أوراق وأغصان مئات الأشجار المعمرة والمتوسطة العمر، مسببة الذبول والاصفرار وصولا إلى مرحلة اليباس، في ظل عدم اكتراث وغياب اية معالجات وتجاهل غير مبرر للجهات المختصة والمعنية.
البساتين الأكثر تضررا في منطقة حاصبيا حددت، وحسب العديد من المزارعين ورؤساء التعاونيات الزراعية، في الأودية والمناطق المنخفضة خاصة تلك الواقعة الى الشمال من نبع الحاصباني وعند الأطراف الغربية لحاصبيا، وفي قاطع ميمس ومحيط سوق الخان والمدخل الغربي لبلدة الفرديس.
الأمراض تتوسع
الخطير هو أن المساحات المصابة تتوسع وبشكل سريع في كل اتجاه، كما يشير مختار حاصبيا امين زويهد الذي يوضح بأن «الإصابات متفاوتة بين بستان وآخر، فيبدو مرض عين الطاووس واضحا على الأوراق والأغصان التي بدأت بالذبول واليباس، ليضاف الى مرض الفطريات ايضا والتي تكسو جذوع الأشجار وأغصانها، لتزيد بدورها من هلاك البساتين التي تغيرت الوان أغصانها وجذوعها من خضراء يانعة الى صفراء فاتحة وبكثافة غير طبيعية». ويضيف بأن الظاهرة «مرشحة للتفاقم في ظل اهمال الجهات المعنية لتصبح معها العلاجات غير مجدية».
ويشدد زويهد على ضرورة الإسراع في التصدي لهذه الأمرض والتي تكاد تتحول الى كارثة حقيقية في بساتين الزيتون «حيث هناك أكثر من مليون شجرة تلزم العناية بها عبر رشها بالمبيدات، ومثل هذا العمل يلزمه جهد كبير ولا تنفع معه، حسب خبراء، إلاَّ المكافحة الشاملة لكافة المساحات المشجرة بالزيتون، وهذا العمل يلزمه تقنيات متطورة، كمثل الاستعانة بالمروحيات لكي يكون الأمر فعالا ويعطي النتيجة المرجوة».
ويشير زويهد إلى أنه «إذا كانت الدولة غير قادرة على استعمال المروحيات في هذه المنطقة الحدودية لأسباب أمنية، فإننا نقترح الاستعانة بمروحات قوات الطوارئ الدولية، او استئجار مروحيات من قبرص مثلا كما حصل في اخماد حرائق الصيف، علما بأن كارثة هذا الوباء على اشجار الزيتون ربما عادلت او اكثر ضرر الحرائق التي طالت الأحراج في مختلف المناطق».
ويستغرب مختار بلدة الهبارية وجيه ابو همين «تجاهل الجهات المعنية لخطر هذه الأمراض ونتائجها السلبية على الإنتاج الزراعي المحلي، في هذه المنطقة التي تعتاش بنسبة كبيرة من مردوده، وإن لم نقل انه مصدر رزقها الوحيد».
ويرى أبو همين «أن المزارع يقف مربكا وحائرا أمام بستانه الذي يذوي دون ان تكون عنده اية حيلة للحد من تفاقم المرض، وذلك في ظل ارتفاع ثمن الأدوية وعدم توفر وسيلة ناجحة في رش المبيدات والأدوية، علما ان العمل الفردي غير مجد، والمكافحة، لتصبح فعالة، يجب أن تكون شاملة، ولا ينفع ان نعالج بستانا مثلا ونترك البستان المحاذي من دون علاج، فالمطلوب معالجة شاملة لا تقوى عليها سوى الدولة». ويؤكد أبو همين أنه « لم يعد مقبولا عدم اكتراث دولتنا بحاجياتنا وخاصة الزراعية منها، وعليها القيام بواجباتها تجاه المزارع الحدودي الصامد في ارضه وذلك قبل فوات الأوان، فشجرة الزيتون هي عنوان الصمود في جنوبنا وخاصة في منطقتنا الحدودية».
تنبيهات سابقة بلا نتيجة
ويكشف فايز الخفاجة، رئيس تعاونية مزارعي زيتون عين قنيا - شويا، عن أن المزارعين نبهوا، ومنذ سنوات عدة، كافة الجهات المعنية من خطر المرض «وطالبنا بوضع خطة لمواجهته قبل استفحاله، وكانت وزارة الزراعة قد قدمت للتعاونيات العام الماضي كمية غير كافية من المبيدات، وتركت للمزارع وحده، وعلى همته رش كرومه المصابة وهذا غير مُجد إطلاقاً، ويشير إلى افتقار المنطقة لمرشدين زراعيين، فالإرشاد الزراعي تقوم به وبشكل خجول بعض التعاونيات الزراعية ومؤسسات خاصة محلية ودولية عبر ندوات او جولات ميدانية على البساتين.
ويدعو رئيس تعاونية مزارعي الزيتون في حاصبيا مهدي سعسوع الدولة إلى «القيام، بأوسع حملة جدية من اجل انقاذ زيتون المنطقة من المرض، وإن كانت مثل هذه المعالجات قد تأخرت كثيرا الا ان مواجهتها اليوم افضل من الغد، فالمرض يغزو البساتين ويهددها ولا حيلة للمزارع في مواجهتها وحيداً».
ويرى نائب الجمعية الزراعية للعناية بالزيتون والزراعات البعلية والنحل نهاد ابو حمدان «أن على الدولة أن تدعم هذه الجمعيات لتتمكن من القيام بواجباتها تجاه المزارع، والمطلوب مدها بكافة المعدات والوسائل التي تساهم في التصدي لمثل هذه الأمراض، وكل ما من شأنه تحسين الإنتاج الزراعي وخفض كلفته، فالتعاونيات مثلا بحاجة الى جرارات زراعية ومعدات حديثة لرش المبيدات وتزويدها بالمبيدات والأدوية والسماد». وأضاف: «راجعنا مكتب وزارة الزراعة في حاصبيا طالبين تزويدنا بالمبيدات لمكافحة الأمراض، فكان الجواب أن الوزارة لم تسلم المكتب بعد اية ادوية وربما يتم ذلك بعد صدور الميزانية الجديدة».
مصلحة الزراعة.. وعود
يشير مصدر في مصلحة الزراعة في النبطية إلى أن الوزارة لم تسلم بعد هذا العام المبـــيدات والأدوية، وفي حال وصولها الى المـــصلحة ستعـــمد الى توزيعها وبشكل سريع على التعاونـــيات الزراعية لتقوم بواجـــبها في هذا الإطار، كما وسنعمل على تزويـــد هذه التــــعاونيات بنشــرات ارشادية، على امل ان تتمكن الوزارة من تفعيل اعمال مكافحة مثل هذه الأمراض بشكل فعال وناجع.
تعليقات: