رامي.. ذكراك تلهب مشاعرنا

المرحوم المهندس رامي عبّاس فاعور
المرحوم المهندس رامي عبّاس فاعور


عام مضى ولم تترجّل عن جوادك يا أخي..

عام مضى وها أنا اليوم أقف لأرثيك ولكم يصعب على أخٍ أن يرثي أخاه!

ها هي الكلمات تضيع في فمي..

تتراشق على لساني الحروف ولا أجد سبيلا إلاّ لنطق إسمك "أخي رامي"

ثمّ أردف بعده: أين رحلت؟؟

ولم قرّرت الرحيل ولم تخبر؟

بالأمس القريب كنت معنا، فلا الكلمات أفصحت ولا العيون أوضحت عن هذا الرحيل. فآه للوعة السّفر، كم تبقي أحداق الشّوق منتظرة!!!

فلا تغفو في عتمة اللّيل، ولا تنعم بالنظر إلى بسمة لطالما سكنت شفتيك النديّتين.

أخي رامي،

ها هي ذكراك تلهب مشاعرنا،

ها هي أمّك قد علّمتَها مناغاتك كلّ أحرف الآهات، وهامَ وجدُها في رُباك.

كيف لا؟

وهي الأمّ التي ربّت وهي الأمّ التي ضحّت وهي الأمّ التي أطعمتك من ثمرة فؤادها وَوَقَتْكَ بمجامع جوارحها وما كنت لتذوق لذّة النوم لولا أرقها وها هي اليوم وقد أصبح أرقها سرمدًا.

وها هو والدك قد هدّ الفراق قواه وخارت لهجرك دنياه وأضحت ذكراك سكِّينا تمزّق بحدّها أنياط قلبه.

وها هي روحي وروح أخاك تتبوّءان منزلا بعد منزل من صفحات الذكريات فيتساقط مع سيل دموعنا سواد العيون..

فهل صحيحٌ أنَّكَ رَحَلْت؟

هل حقًّا غَفَتْ عيناكَ تحت التُّراب؟

وهل انطفأت البسمة في أحضان الأرض وسَكَنَ القلبُ النابضُ حبًّا وفرحًا؟؟

ألن تقوم يا أخي لتستقبل رفاقك هذا العام؟

وقد جاؤوا ليجدّدوا عهداً مزج الصداقة بالأخوّة.

ولكن هيهات يا رامي، كيف تقوم لتستقبل الجمعَ وقد قهر الله سبحانه عباده بالموت والفناء؟ ووعد المتّقين الصّابرين منهم دار الرّخاء

" وإنّما يوَفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب"

فلَإن اعتصرَ قلبنا شوقاً إليك، وتصدّعت أرواحنا حزناً عليك. ولكننا نتمسّك بحبل الصّبر ونتجلبب بجلباب الرّضا ولا نقول ما يُغضب الرّب.

فلتأنس نفسك في مثوى الجنان، حيث لا ألمٌ ولا شقاء، في مقعد صِدْقٍٍ عندَ مَليكٍ مُقتَدِر.

وأسأل الله ألاّ يحرمنا وإيّاك رحمته وعطفه وشفاعة نبيّه محمّد وآل بيته الأطهار، وأن يمنّ علينا برضاه.

إنّه قريبٌ سميعٌ مجيب الدّعاء.

ألبوم صور المرحوم رامي فاعور

سجل التعازي

تعليقات: