كيف ينظر أهالي المنطقة الحدودية إلى التهديدات والخروقات الإسرائيلية؟

أهالي في عديسة يراقبون تحركات الاحتلال الإسرائيلي وخلفهم دورية لـليونيفل
أهالي في عديسة يراقبون تحركات الاحتلال الإسرائيلي وخلفهم دورية لـليونيفل


أبناء مرجعيون يريدون الأمن والسلام ولا يخشون الحرب إذا فرضت

المواطنون: على الدولة تأمين المقوّمات الاجتماعية والإقتصادية للصمود ومواجهة الأخطار

مرجعيون:

يعيش سكان البلدات والقرى الحدودية الجنوبية حالة من الترقب والقلق والخوف على المستقبل الغامض، مع تصاعد الخروقات الجوية الإسرائيلية في الأيام الماضية، وارتفاع لغة التهديدات بقرع طبول الحرب بين العدو الإسرائيلي من جهة، وقادة المقاومة بالرد على أي عدوان إسرائيلي على أي بلدة لبنانية من جهة أخرى·

ويرى أصحاب المصالح والمهن التجارية الحرة، أن خسارتهم ستكون كبيرة في حال وقوع أي حرب قادمة بالمقارنة مع غيرهم، لأن مقومات استمرارية عيشهم في ظل ظروف عسكرية سيئة تصبح صعبة لا بل مستحيلة، وهم شاهدوا بأم العين، البلدات التي دمرت بشكل شبه كامل في عدوان تموز2006، وعاشوا هذه التجربة الأليمة والمرّة التي حوّلت الجنوب إلى ركام ودمار وخراب لم تعهده من قبل··

ولكن هم على استعداد لتحمل نتائج أي حرب، شرط أن تقوم الدولة بتحمل مسؤولياتها في دعم صمود السكان وتوفير حاجاتهم، لأنه لا مفر من خراب المنطقة وخصوصاً إذا استخدمت <إسرائيل> أسلحة تدميرية جديدة··

<لـــواء صيدا والجنوب> جال في المناطق الحدودية اللبنانية المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمع إلى عدد من الأهالي وأصحاب المحلات التجارية القريبة من الحدود الدولية، الذين عبّروا عن رغبتهم العيش بسلام وآمان في المنطقة، لكنهم على استعداد لتحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن في حال فرض العدو الحرب عليهم··

توزعت آراء الأهالي المقيمين في القرى الحدودية بين من يريد السلام والأمن والطمأنينة، وفي حالة من البحبوحة والعيش الحر والكريم، لكنهم لا يخشون الحرب إذا فرضت عليهم·· وبين من لا يهاب الحرب ولا يستبعد المواجهة والتضحية، حتى أنهم على ثقة بأن هزيمة <إسرائيل> واقعة لا محال، في حال نفذت هجوماً جديداً على لبنان··

مطالبة بتأمين مقومات الصمود أحمد المحمد دعا <الدولة إلى توفير كل أشكال الدعم المادي والاقتصادي والاجتماعي، لكي يصمد الأهالي في بلدة الوزاني التي تبعد كيلومتراً عن الأراضي المحتلة في حال وقوع الحرب·

وقال: <اسرائيل> تهدد دوماً والمقاومة سترد وسنبقى في أرضنا، ولا يوجد لدينا ملاجئ أو أي شيء يرد عنا وسنصمد مهما حصل، ولا نخاف من أي تهديدات لأن حرب تموز 2006، كانت تجربة مهمة لنا وتخطيناها بكل رحابة صدر وانتصرنا وإنشاء الله سوف يكون النصر حليفنا في أي حرب مقبلة>·

وتابع المحمد: تهديدات العدو عادية، وأهالي البلدة يعيشون بهدوء مع ترقب وقلق، ولا يعيرون أي اهتمام للتهديدات الإسرائيلية، أكثر من انزعاجهم لتعاطي الدولة اللبنانية مع متطلباتهم الحياتية، وهم على استعداد لمواجهة أي حرب أو عدوان·

توقع عدوان قريب أما المواطن عثمان الأحمد، فتوقع حرباً قريبة على لبنان، ولا يرى تحسن للوضع، وكل الاحتمالات واردة، لأن العدو غادر، لذلك نطالب تأمين مستلزمات البقاء للأهالي، ولا نخاف، وسنبقى في بيوتنا <واللي كاتبه ربك بيصير

>· صاحب مطعم على بوابة فاطمة رفض الافصاح عن إسمه قال: نعيش بشكل طبيعي، والتهديدات لا تخيفنا، ونمضي أوقاتنا براحة، ولا أعتقد أن <اسرائيل> قادرة في الوقت الحاضر على القيام بأي عدوان على لبنان إلا أن الحذر واجب، لذلك يجب أن نبقى مستعدين كدولة وجيش وشعب ومقاومة لأي عمل·

واستطرد بالقول: صحيح أننا سنخسر مصادر عيشنا في حال الحرب، لكننا سننتصر على العدو، إذا لم ندخل المستعمرات ونحتلها، وستدفع <إسرائيل> ثمناً باهظاً جراء أي عمل إرهابي يُمكن أن تقوم به في لبنان·

نريد السلام والأمن ماضي - تاجر في سوق مرجعيون - قال: في حرب تموز 2006، حرق العدو محلي وخسرت مصلحتي، وغادرنا مرجعيون من شدة القصف، وتحملنا ما لم يتحمله أحد، واليوم لا نريد أن تتكرر تلك التجربة المُرة، فلا يجوز أن يتحمل المواطن الجنوبي عبء تحرير كل الأراضي العربية - الفلسطينية المحتلة، فنحن لا نريد الحرب، لكننا لا نخشاها إذا فرضتها <إسرائيل> علينا·

وأضاف: نريد أن نعيش بأمن وسلام وطمأنينة، ونربي الأجيال بمحبة، وعلى الدولة أن تحمي مواطنيها، وتقدم خدماتها إلى الجميع بدون تمييز وبسرعة·

تحصينات ومراقبة وفي جولة ميدانية، تبين أنه الى جانب التهديدات والخروقات شبه اليومية للطيران المعادي، تقوم <إسرائيل> بأعمال التحصينات في مواقعها الأمامية، وتشهد المنطقة دوريات مكثفة للعدو، على الحدود الممتدة من الجزء الشمالي لبلدة الغجر المحتلة، مروراً بمستعمرتي المطلة ومسكاف عام المحتلتين، وصولاً إلى مستعمرة المنارة، حيث لم تهدأ الورش الحدودية الإسرائيلية في صيانة السياج الشائك، وتثبيت كاميرات جديدة للمراقبة وأجهزة تنصت على أعمدة الإرسال المنصوبة بجانب المواقع العسكرية المشرفة على قرى العرقوب وشبعا، مروراً ببلدات: الوزاني، الخيام، كفركلا، عديسة، مركبا، حولا وصولاً إلى بلدة ميس الجبل، حيث تعمل على مراقبة التحركات اللبنانية على الحدود، وحتى داخل القرى، وكذلك تعمل جرافات وسط حراسة أمنية على تنظيف الطريق الحدودية، التي تربط المستعمرات، وفي بعض الأحيان تقوم بخرق الخط الأزرق والقرار الدولي 1701·

وفي مواجهة هذه الأعمال والإستفزازات الإسرائيلية، تُراقب القوى الأمنية اللبنانية ما يحصل داخل الحدود، وهي تسيّر دوريات مشتركة مع قوات <اليونيفل>، وتعمل ما بوسعها لتوفير الأمن والسلام والطمأنينة لسكان البلدات والقرى الحدودية··

جورج نهرا

rogernahra@terra.net.lb

عنصر من <اليونيفل> في مواجهة دورية لقوات الاحتلال الإسرائيلي
عنصر من <اليونيفل> في مواجهة دورية لقوات الاحتلال الإسرائيلي


عثمان الأحمد
عثمان الأحمد


أحمد المحمد
أحمد المحمد


تعليقات: