لماذا تهمّش المعارضة حلفاﺀها؟


لماذا تهمش المعارضة حلفاﺀها؟

سؤال يجده هؤلاﺀ الحلفاﺀ مشروعا لكنهم ايضا لا يجدون جوابا شافيا عليه.

من الرئيس عمر كرامي الى الــوزيــريــن السابقين وئــام وهاب وعبد الرحيم مراد وايلي الفرزلي والبير منصور وكريم بقرادوني وقبلهم الرئيس السابق اميل لحود، كلها اسماﺀ سطع نجمها في خندق المعارضة الواحد مع حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر، فحصل ان دخل الاطراف الثلاثة الذين يشكون مدماك الــمــعــارضــة الــرئــيــســي الــى الحكومة وصــاروا شريكا في الحكم وبقي الآخــرون خارج المجلس النيابي والحكومة ووجــدوا انفسهم مهمشين اكــثــر خـــلال عملية اختيار المشاركين في طاولة الحوار ما ضاعف شعور التهميش لديهم.

لم يكن ما قاله الرئيس عمر كرامي الا القليل من كلام مكنون آثر العديد من اطراف المعارضة عدم المجاهرة به مرارا حفاظا على وحدة الصف، لكن يبدو ان الكيل قد طفح بحيث لم يعد الاعتراض على تهميش المعارضة لحلفائها طي الكتمان والمهمشون باتوا مــيــالــيــن لــلاعــتــراض حــتــى على المعارضة، وفكرة تشكيل جبهة تراود عددا منهم وثمة من يقول ان الاتــصــالات بــهــذا الــشــأن قد انطلقت فعلا.

يرى احد اطراف قوى الثامن من آذار او "المعارضة" ان الحكومة منذ تشكيلها وبالشكل الذي اتت عليه الغت مفاعيل المعارضة التي كانت وما الاطراف الموجودة اليوم الا شركاﺀ في مشروع اساسي تتم اعادة احيائه في البلد اقتصاديا وسياسيا وها نحن نرى ان مشروع الخصخصة والضرائب الاضافية قد عادا الى الواجهة مجددا.

يــنــطــلــق "الــــمــــعــــارض" مــن التعينات التي حصلت مؤخرا في الحكومة وكيف ظهرت المعارضة عــلــى انــهــا شــريــك اســاســي في تقاسم قطعة الجبنة وكــان لها حصة متناسبة مع الطريقة التي اتبعت في هذه التعيينات والتي هي المحاصصة ويسأل هل دخلت المعارضة الى الحكومة للمراقبة او لتكون شريكا في المحاصصة وفي تقديره ان الجواب يكمن في الجزﺀ الاخير من السؤال.

خلال حديثه يتوقف المعارض عند محطات كثيرة اهملت فيها قوى الثامن من آذار حلفاﺀها بدﺀا مــن الانتخابات مـــرورا بتشكيل الحكومة وصولا الى طاولة الحوار، وما بينهم يتشعب الحديث عن "فاولات" ومسايرات كانت ولا تزال تحصل دائما على حساب الحلفاﺀ . هو يأخذ على قوى الثامن من آذار كيف ان النائب وليد جنبلاط صار الولد المدلل منذ عاد الى قواعده وكيف صارت هذه القوى حليفة للرئيس سعد الحريري متناسية حلفاﺀها الآخرين من السنة.

يقول ان نغمة و8 14 آذار قد انتهت الى اللاعودة ولكن مع فارق ان 14 آذار خسرت من مكوناتها بينما زاد على 8 آذار حليف جديد هو النائب وليد جنبلاط فصارت الاكثرية عند فريق حليف لسورية بينما هي مصرة على ان تبقي سعد الحريري كأكثرية وهنا الخطأ.

خــلال اجتماع ضــم مدافعين شــرســيــن عـــن الـــمـــقـــاومـــة في المعارضة ساد جو من العتب على الاسلوب الــذي تتعاطى به قوى 8 آذار مع حلفائها وكيف تأخذهم بالمونة الى حد تهميشهم ولم يجد المعارضون جوابا على كثير من الاسئلة التي طرحوها سوى الــقــول ان حــلــفــاﺀ هــم كالباقين باتوا مرتاحين للعبة الطائفية والمذهبية". يتحدث المعترضون عن جبهة اعتراض جديدة سيتم تشكيلها" تشكل صوتا لا يمكن لاحد تجاوزه خصوصا وان اصواتا كثيرة كانت تتحدث عن الفساد وعن مشاكل الناس وهمومهم قد خفتت لانها نالت نصيبها في لعبة تقاسم الجبنة، ولسنا مضطرين للتصفيق لا للعماد ميشال عون ولا لغيره وقد تبين ان كل طرف يبحث عن مصلحته".

يـــرى الــمــعــتــرضــون ان هناك خطوطا حمرا في المقاومة وعروبة لبنان هي من المسلمات ولكن في التفاصيل كل سيلعب لعبته، القوى المهمشة لن تقبل من أحد ان يهمشها وستعد اطارا معينا يظهرها كقوى فاعلة خصوصا وانها شكلت خط الدفاع الاول عن المقاومة التي ليس لها مصلحة في الدخول في مواجهة مباشرة مع الكتائب او القوات مثلا و "شكلنا نحن سياجا لها". يقول احدهم "لقد باتت اللعبة مكشوفة وهم يعتقدون ان كــل الحلفاﺀ في الجيبة ويــمــونــون عليهم ولكن هــذا اعــتــقــاد خــاطــئ مستعرضا على سبيل المثال كيف تعاطت قــوى 8 اذار مع الرئيس السابق اميل لحود" الــمــزعــوج بـــدوره من كل المعارضة وتعاطيها معه " فهو لم يقرر الانسحاب من الحياة ا لسيا سية كــي يتم تهميشه بالشكل الحاصل علما انه لم يقصر وهو اكثر من دافع عن المقاومة وبشراسة فكان ان وضع جانبا وقد رضيت المعارضة بعدم مشاركته بطاولة الحوار بل انها لم تسمه اصلا علما ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان لا بد انه تشاور مع اطراف المعارضة الاساسيين حول المشاركين وسلموا بتهميش حلفائهم".

واذ يسلم بان الحاصل ليس الا جزﺀ ا من لعبة التوافق الاقليمية يرفض المعارض المعترض القول ان المعادلة ذاتها قد لا تسمح الــيــوم بقيام جبهات معارضة كالمنوي تشكيلها والتي شملت الاتــصــالات بشأنها العديد من اطراف المعارضة من رؤساﺀ ووزراﺀ سا بقين وشخصيا ت سيا سية معارضة، كما يرفض اعتبار ان اي قوى اعتراضية يلزمها شريك قوي كحزب الله مثلا معتبرا ان المسألة فيها شيﺀ من لعبة اعلامية معينة قد تقودنا الى النجاح اذا اتقناها جيدا.

واذا كان المصدر يؤكد السعي فــي تشكيل الجبهة فــان مجرد الــحــديــث عــنــهــا يــشــكــل رســالــة يريد اطــراف المعارضة ان تصل الــى اصحابها، يكفي الابـــلاغ ان اعتراضاتهم صارت بالجملة وان السكوت عن تهميشهم لم يعد مقبولا وهذه بحد ذاتها رسالة.

تعليقات: