الإنماء المائي ـ الزراعي لمنطقة مرجعيون


أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني مشروع "الإنماء المائي الزراعي لمنطقة مرجعيون" بالتعاون مع حكومة إسبانيا وبالشراكة مع جمعية "أصدقاء إبراهيم عبدالعال"، وذلك استكمالاً لتحقيق مشروع "القناة 800" الذي يؤمن مياه الريّ من سد القرعون في البقاع الغربي الى منطقة مساحتها نحو 15 ألف هكتار جنوب نهر الليطاني، والذي يتوقع أن تبدأ الأعمال به قريباً وتنتهي بحلول 2011.

وسيغطي المشروع منطقة مساحتها نحو 522 هكتار في القسم الشمالي من مرجعيون وسيستفيد منه أكثر من 1,259 مزارع في مجال تقنيات الريّ الحديثة واستحداث أنماط محاصيل جديدة، وتموّله الحكومة الإسبانية عبر "صندوق الإنعاش اللبناني".

جرى إطلاق المشروع خلال حفل أقيم أمس في مقر المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في بيروت بحضور ممثل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، عبدو طيار وسفير إسبانيا في لبنان خوان كارلوس غافو والممثل المقيم للـ"UNDP" مارتا رويدس ورئيس جمعية "أصدقاء إبراهيم عبدالعال" النائب السابق ناصر نصرالله ورئيس مجلس إدارة مصلحة نهر الليطاني سليم كتفاغو ومدير برنامج الطاقة والبيئة في الـ"UNDP" إدغار شهاب وفعاليات.

نصرالله

بعد النشيد الوطني وترحيب من مدير عام المصلحة الوطنية لليطاني علي عبود، تحدث نصرالله فأكد إن "المشروع سيشكل نموذجاً لمشروع أكبر سينفذ في لبنان بعد أن وضعت له الجدوى الاقتصادية وبعد الاتفاقات مع الصندوق العربي والصندوق الكويتي وبعد أن تمت إعادة دعمه وتحريكه ليتم وضع حجر الأساس لمشروع "القناة 800" هذا العام بحجم 150 ألف دونم في المرحلة الأولى".

وقال: "سنعمل على استصلاح أراض والتعاطي مع الحيازات الزراعية ونوعية التربة، بما يؤدي الى مضاعفة الزيادة في الإنتاج ونوعيته ومضاعفة دخل الأسر، كما يسهم المشروع في تنمية الحالة الحيوانية في الجنوب، وهو يحقق إنماء متوازناً ويعمل على إعادة الناس لأرضها وقراها وبالتالي إحداث هجرة معاكسة".

غافو

واعتبر غافو أن "المشروع سيضع البنية التحتية لشبكة التوزيع وسيُظهر حسنات تقنيات الريّ الحديثة ومدى فعاليتها، كما وسيقترح أنماط محاصيل جديدة في المنطقة وأثرها الاقتصادي الاجتماعي، وسيؤثر على سبل عيش المجتمعات المحلية التي تأثرت بحرب تموز/يوليو 2006، وذلك من خلال توسيع رقعة المناطق المناسبة للزراعة، كما سيؤمن المساعدة المباشرة للمزارعين من خلال مدّهم بالبذور ومحاصيل أخرى تُزرع في أرضهم وذلك لمدة عامين متتاليين".

وأشار الى أن "إسبانيا ساهمت في المشروع في إطار دعمها لإنماء وتطوير لبنان عامة والجنوب خاصة"،

رويدس

ورأت رويدس أن "المشروع سيكون له تأثير إيجابي ومباشر على سبل عيش المجتمعات المتأثرة بحرب تموز/يوليو 2006، وسيشكل تنفيذه مصدر رزق حيوي لمنطقة مرجعيون التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة".

وأكدت أن "المشروع سيمهد الطريق لوصل المنطقة بـ"القناة 800" وسيهيء البنية التحتية ويعمل على استصلاح الأراضي وتعزيز الزراعة ودعم المزارعين"، مشيرة الى أن "توزيع المياه يعد من أهم التحديات، لا سيما وأن المياه تشكل ضرورة أساسية في النشاط الزراعي وفي حياة المزارعين وبالأخص في النشاط الصناعي، ما يستوجب توزيعها بشكل عادل".

وأعلنت رويدس أنه "سيتم إنشاء جمعية مستهلكي المياه وآلية للسماح للمستخدمين بمشاركة مواردهم المالية والتقنية والبشرية لعمليات نظام الريّ".

كتفاغو

وتحدث كتفاغو عن أهمية الثروة المائية في لبنان، خصوصاً في الجنوب، لافتاً الى أن "لبنان لا يستخدم سوى 30 في المئة من هذه الثروة، ما يطرح ضرورة وقف هدر المياه وإعادة تدويرها ومعالجتها والحفاظ عليها، وهذا ما يسعى إليه المشروع". واعتبر إن "المشكلة في لبنان هي بعدم توفر التقنيات الحديثة والتي ننتظر من الدول المتقدمة رفدنا بها".

غريب

وفي الختام، عرض مدير المشروع نيكولا غريب خلفية المشروع وأهدافه وكلفته ونشاطاته، فأوضح أن المشروع يستهدف بشكل خاص بلدات: برغز، بلاط، دبين، إبل السقي وجديدة مرجعيون.

وتطرق الى التحديات التي تواجه المشروع من الوضع السياسي والأمني ووجود قنابل عنقودية في المنطقة وتأخر في تنفيذ "القناة 800" وعدم انخراط المجتمع المحلي في النشاط الاقتصادي للمنطقة.

تعليقات: