ذاكرة الخيام تأبى الرحيل

أبو الحن
أبو الحن


مشهد زمني مضى عليه عشرات السنين.. تحوّل إلى ذاكرة تأبى الرحيل عن ماضٍ عشناه في الخيام ونحن سعداء بكل لحظات هذه الذاكرة وما تحمل معها من ذكريات والتي تعيدنا إلى الوراء.. إلى طفولة عشناها لمشاهد حياتية في أزقة وزواريب قرية الخيام وحواكيرها التي كانت حقاً تعيش ظروف القرية بكل مكوناتها عندما كانت هذه الأزقة والمنازل المتواضعة تعجّ بشتى أنواع الحيوانات الداجنة كالبقر والغنم والماعز والكثير من الحمير والبغال والأحصنة.

كل هذه الحيوانات كانت العمود الفقري لإستمرار الحياة في هذه البلدة الطيبة.

ولا ننسى طيور الدجاج وأسراب الحمام وأنواع العصافير التي كان أجملها عصفور أبو الحن الذي كان يزين أشجار التين بألوانه الجميلة.

كل هذه المشاهد الحياتية التي رحلت إلى الأبد لأيام كان فيها شيئ من الصعوبة لكن كان فيها الكثير من الجمال والإلفة والمحبة.

كل هذه المشاهد والذكريات لماضٍ، لم يعد إلا في الذاكرة لذاك الزمن الجميل، إذ كانت فيه الطفولة حقاً طفولة والتي كانت ترافق صاحبها، بنتاً كانت أم صبياً، حتى سن الخمسة عشرة من عمرهما.. فالصبا كان صبا والرجولة كانت رجولة.

أما اليوم لم يعد من هذا أي شيئ في زمن الإنترنت والخليوي اللذان قلبا حياة الجنس البشري في كل شيئ رأساً على عقب، ومعهما ماتت إنسانية الإنسان ولم يبق لهذا الإنسان إلا ظله الميّت بحضارة نازفة لمستقبل الجنس البشري، وسوف نبقى نجتر ذكريات هذا الزمن الجميل الذي عشنا ساعاته وأيامه وسنينه.

وسوف تبقى هذه الذاكرة التي تختزن الكثير من ذكرياتنا وماضينا والتي تأبى الرحيل لزمن لن يعود أبداً.

تعليقات: