هل ينجح حزب الله في تطويق اعتراضات حلفائه؟

اي تنوع في العلاقات السياسية مع شخصيات كانت في الموالاة لم ولن تؤثر على العلاقة مع حلفائنا
اي تنوع في العلاقات السياسية مع شخصيات كانت في الموالاة لم ولن تؤثر على العلاقة مع حلفائنا


على اكثر من جهة يسعى حزب الله الى استيعاب اعتراضات عدد من حلفائه وثنيهم عن السير في اتجاه تشكيل جبهة تجمعهم بعدما جمعهم قاسم مشترك واحد وهو احساسهم بظلم "ذوي القربى" وهو الاصعب. المهمة ليست سهلة على حزب الله الذي كان ولا يزال "قطب الرحى" بجمع جميع اطراف المعارضة المختلفة في ما بينها. في المعارضة اليوم خلافات ثنائية بعضها يتصل باحقية الزعامة وبعضها الآخر مرتبط بالكيمياﺀ فضلا عن النقطة الاهم وهي ان كل طرف يريد تمثيلا او حصة له اما في البرلمان او في الحكومة اوعلى طاولة الحوار. والاخيرة هذه كانت كفيلة بتظهير "زعل" البعض الى العلن واحساسهم ان المعارضة والمقصود بها حزب الله تحديدا تهمش حلفاﺀها، وان من وقف سدا منيعا في وجه المنقضين على المقاومة في اصعب الظروف باتوا اليوم على الهامش. "هناك اليوم معارضة لها تمثيل نيابي واخرى لها تمثيل وزاري ومعارضة ليس لها اي تمثيل ومعارضة تجمع الجميع".

يــتــجــنــب حـــزب الــلــه الــدخــول مــبــاشــرة فــي تــفــاصــيــل الاســبــاب التي تقف خلف انــزعــاج عــدد من حلفائه وفي تقديره ان الامــور لم تخرج عــن السيطرة بعد. لا ينكر ان "الشكوى مــوجــودة" ولكنه "لم يــألُ جهدا في دعم جميع الحلفاﺀ وعلى كل المستويات". واذا كان اعــتــراض البعض على غيابه عن طاولة الــحــوار فــان لحزب الله رأيا يقول ان "المعارضة التي شكلت في اللوائح دعمت بالكامل حتى تأتي الى المجلس النيابي لكن عدم وصول البعض الى مجلس النواب اعطى حجة للفريق الآخر لان يدّعي حصرية التمثيل الطائفي وهذا ما ينعكس على كثير من الامور ذات الطابع الرسمي مثل طاولة الحوار".

ويؤكد عضو المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي ان حزب الله "حاول ان يطرح معايير واضحة ومحددة للمشاركة في طاولة الحوار اهمها مشاركة جميع رؤساﺀ الجمهورية ومجلس النواب والحكومة السابقين، تشبثنا برأينا ولكن لم نصل الى درجة تعطيل الحوار لاننا حينها سنتهم اننا خربنا الحوار وهــذا خطير على مستوى البلد".

يــقــول قماطي "نــعــم هــنــاك عتب ولــوم وتمنٍ لو كــان بعض الاركــان موجودين الى طاولة الحوار وهذا ما نشاركهم به قناعة وعملا ولكن ليست كل الامور كما نتمناها".

منذ بداياتها عانت المعارضة مشكلة عــلاقــات حلفائها فــي ما بينهم وحــزب الله حــاول ولا يزال، مثلا تخفيف وطأة الحساسية التي تحكم العلاقة بين الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون حتى سلّم بواقعة ان لا كيمياﺀ متبادلة بينهما، ناهيك عن ازمة زعامة في المعارضة السنية وازمــة دور في المعارضة الدرزية وخلافات النصريين في ما بينهم، والقطيعة بين بري والرئيس السابق اميل لحود. وازاﺀ هذا الواقع قد لا يحسد حزب الله على دوره فهو "الاطفأجي" الــذي عليه ان يطفئ نيران الحلفاﺀ قبل نيران الآخرين".

يــتــولــى قــمــاطــي حــالــيــا مهمة الــتــواصــل مــع المعترضين داخــل الــمــعــارضــة ويعمل على توضيح الصورة خصوصا ازاﺀ المستجدات التي طرأت على المشهد السياسي بعد دخولهم الى الحكومة والكلام الذي قيل ان شراكتهم مع الرئيس سعد الحريري وعــودة النائب وليد جــنــبــلاط الـــى حــضــن الــمــعــارضــة جعلتهم ينسون الآخرين، وهذا منطق يعتبره قماطي "غير صحيح بالمطلق لان اي تنوع في العلاقات السياسية مع شخصيات كانت في الموالاة لم ولن تؤثر على العلاقة مع حلفائنا ونحن لا نزال نحرص على علاقات ثنائية واطر تجمعنا كقوى معارضة. التنسيق السياسي موجود مع الجميع من جهتنا في الوقت الذي فتحنا فيه علاقات جديدة مع بعض 14 آذار وعلى رأسها تيار" المستقبل "و" الحزب الاشتراكي".

هــنــاك مــن يتحدث عــن وجــود صواعق داخــل المعارضة لا يجب الاستخفاف بها، واشــخــاص غير قادرين على الانضباط وعلى حزب الله ضبطهم ودعمهم، وآخرون يزيدون على القول بان على حزب الله مغازلة حلفائه باستمرار ومكافأتهم من خلال التواصل المستمر مع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وهذا امر يأسف له حزب الله على اعتبار ان "لقاﺀ سماحة الامين العام او عدمه ليس معيارا لدرجة العلاقة قوة او ضعفا وانما مثل هذا اللقاﺀ يخضع لــلــظــروف السياسية والاولــويــات السياسية والظروف الامنية لحماية سماحته".

وليست المسألة حصرا خلافات المعارضة بقدر مــا "هــنــاك حركة اصطاف جديدة على مستوى البلد ككل" ولكن الواضح حسب ما يؤكد قــمــاطــي "ان الــمــعــارضــة حافظت على وجود اركانها لجهة الموقف السياسي واصلا نحن كمعارضة لم نتبلور في اطار واحــد. نحن ما زلنا على اتم الاستعداد لتبني حلفائنا في المعارضة من جميع الطوائف والانتماﺀات في الامور التي نستطيع ان نعطي فيها نتائج. لا مانع من قــيــام جــبــهــات مــعــارضــة متنوعة ونحن مع اي اطار معارض يريد ان يعبّر عن نفسه وقناعاته حتى ولو اختلف معنا في الرأي. ليست لدينا مشكلة والمهم اننا حريصون على ابــقــاﺀ الــعــلاقــات وتوطيدها حيث نستطيع مع قوى المعارضة. طاولة الحوار جاﺀت انعكاسا للانتخابات والسبب انهم ما استطاعوا الفوز رغم كل الذي حصل يعتقد حلفاؤنا ان اتفاق الدوحة أتى بقانون انتخابات همشهم بعد ان كان يفترض اعتماد مبدأ النسبية وهذا ما نعمل عليه".

وحـــول مكمن قــوة المعارضة وضعفها يقول "المعارضة قوية بوحدة مواقفها السياسية وان كانت لــم تتبلور فــي جهة ويسجل لها نقطة مهمة واساسية وهي انه ورغم كل الاشكالات التي تحصل ما زالت محافظة على موقفها حول الثوابت الوطنية وعلى رأسها وحدة المقاومة وهذه قوتها".

وعما اذا كــان من الممكن بعد لــمّ شمل المعارضة يقول: "نحن نبحث عن اطار ينظم العلاقة ولكن الــخــلافــات قــد لا تنتهي نهائيا ومــا حصل فــي 14 آذار فــي الاطــر التنظيمية التي شكلتها لهو اكبر واعـــظ لاي خــطــوة مــن اجــل تأطير المعارضة. وهشاشة وضعف الامانة العامة 41 لـ آذار والشكل التنظيمي اثبتت ان طريقة المعارضة اجدى وانفع، لكن لسنا ضد الوصول الى اطار جامع والهدف هو الاستمراراية.

هناك حـــوارات وتــواصــل فــي هذا الصدد ولــم نصل بعد الــى نتيجة ولكن ذلل الكثير من العقبات والامور تنتظر الظرف السياسي المناسب واكتمال الدراسة التنظيمية له".

قبل التقاط الصورة الشهيرة التي لخصت المعارضة بفرسانها الاربعة: حزب الله والتيار الوطني وحركة امل والمردة كشف احدهم ان النية كانت بدعوة احدى الشخصيات السنية لكن الداعين احتاروا من يدعون فاذا دعوا كرامي "زعل" مراد واذا دعي الاثنان "زعل" سعد فكان ان خلا الحضور من الحليف السني.


تعليقات: