مياه الخيام.. آه ما أحلاها

مياه الخيام.. آه ما أحلاها
مياه الخيام.. آه ما أحلاها


مياه الخيام تدفقت خيراً وغمرت خلايا كثيرة من ذاكرتنا لعذوبة مذاقها ووفرتها العائدة لكثرة الينابيع والجداول المنتشرة عندنا والتي تشكل مصدراً هاماً وحيوياً من ثرواتنا الباطنية التي تختزنهاالطبيعة...

إنها حقاً لا تقلّ أهمية عن أرضنا المعطاءة الخصبة...

عند دخول محلات بيع المواد الغذائية في المنطقة صرنا نجد فيها غالونات تحمل إسم "مياه الخيام"...

في أحد تلك المحلات رفع أحد الأسرى المحررين غالوناً منها وتوجه إليّ بالحديث عن هذا الموضوع فقال:

«

أشعر بالعزة والفخر حين أرى غالونات الماء التي تحمل اسم "مياه الخيام" إذ تعيدني الى الماضي سنوات عديدة، حين كنا مبعدين قسراً عنها، وإحدى المرات وجدت نفسي حاملا غالون ماء فأخذته للبيت لأشرب منه... بعدها تنبهت أني لم أقصد المتجر لأشتريه..

وكأني بقدري، كنت ذاهباً لأروي عطش سنوات طوال غبتها عن الخيام واحسست بعزتها!

وعزتي في مياهها..

وبعد ان شربت وارتويت حمدت الله على نعمته وقلت "آه ما أحلاها.. وآه ما أغلاها"!

»

بعد أيام صادفت الصديق عباس عواضة، صاحب مشروع "مياه الخيام" فرويت له ما قاله "الأسير المحرر" وكان لا بدّ من سؤال عباس عما شجعه لتنفيذ هذا المشروع..

فباح بكل ما كان يختلج في أعماقه من شجون كانت سبباً لإقامة المشروع، وقال:

«

عندما تهجرنا من الخيام بكيناها كثيراً..

ونتيجة الشوق والحنين والغربة والإحتلال عرفنا قيمتها (أي بمعنى آخر عرفنا غلاها..

وعرفنا ما أحلاها)!

ما اغلاها بسهلها وتلالها وهواها..

بينابيعها ومياهها!..

إنها العشق والحب والحنين الذي عاش سنيناً طوال في الذاكرة وكنا ننتعش من كلمات اغنيات تذكرها...

لم ننساها لنتذكرها، فهي الخيام التي شهدت مسقط روؤس أجدادنا وهي تاج روؤسنا والتي استشهد من اجل ترابها خيرة الرجال من ابنائها وشبابها...

دائما كانت الخيام مصدر الحب والحياة.

فالحياة في هواها.. حبها وعشقها الغالي لا يثمن!

اما مياهها فهي سرّ الحياة ومنها يُروى الحب والعشق وكل الذكريات!

واكتملت افراح اهلها بعدما تحررت الخيام وعدنا وصرنا في قلبها نسكن وعادت الحياة الينا وللخيام.

وقد بدأت الأنجازات فيها لتعود العاصمة الشامخة على التلال التي تحتضن ذلك السهل الرائع الذي يحوي بباطنه الحياة وتتفجر منه ينابيع الخير كالدردارة والرقيقة والباردة والدير والمسيل والحمام.

وهذه التسميات عرفناها عن اجدادنا القدامى، وكانت فيها معاني كبيرة للطفولة والصبا.

وبُعدنا عن الخيام كان شوقنا الأكبر لينابيع الحياة هذه!

مما يذكرنا بقوله تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم وجعلنا من الماء كل شيء حي"!

»

تعليقات: